أنا حاج عراقي

عبدالامير علي الهماشي*

 قد أرى نفسي مختلفا عن بقية الحجيج لان مصائبي وابتلاءاتي كثيرة وأتصور انها لم تقع على قوم مثل قومي!!!

 لذلك يارب سأُناجيك وأدعوك بما أُريد وبلساني ولهجتي وأنت أقرب إلي من حبل الوريد.

ولكن للبيت الحرام خصوصية ولزمن الحج خصوصية ولذلك سأدعوك وأُناجيك بفهمي القاصر وبما يجول بخاطري مع دعائي بما نصت عليه كتب الادعية والسيرة في هذا المجال.

يارب سألبس ثوبي الاحرام ليعكس قلبي هذا الذي لم يعرف البغض لاخوانه وإني يارب وإن كان مزاجي يتعكر وعاطفتي تغلبني إلا أنني يارب عشت على فطرتي واُحاول أن اُكمل حياتي على ذلك....

   يارب سأطوف في بيتك المحرم وفي كل شوط اتذكر شوطا ومرحلة مرت علي شعبي المظلوم وأسألك في كل شوط أن أصل الى بر الامان وعند نهاية الاشواط أعلم أن الامور كلها تدور الى حيث تريد وانت المحور وإليك الامر كله ابتعدنا عنك أو تقربنا إليك.

يارب وعند نهاية الاشواط أسألُك  أن تكون نهايته الى حيث الاطمئنان ورحابة القلب وطهارته ووصول قومي الى الاطمئنان الذي يسعى إليه.

   وأذهب الى الصلاة بذلك الاطمئنان الابراهيمي ((إني ذاهب الى ربي سيهدن،واذا مرضت فهو يشفين)).

وأقف خلف مقام إبراهيم (ع) نبيك الذي اطمأن قلبه بعد تجربته الطويلة ونجح في كل الابتلاءات التي مر بها ونال المقام الذي أردته له.

وأنا وشعبي تجاربنا طالت،ومحنتنا زادت سائلك أن تكون البُشرى بعدها بالمقام الذي تبتغيه لنا.

يارب لاأقول ما اقوله متذمرا (غفرانك ربي) وإنما متضرعا سائلا لطفك ورحمتك وانت رحيم الدنيا والاخرة ...

يارب سأذهب الى الصفا والمروة وهي شعيرتك التي أمرت بها((إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن الحج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يَطوف بهما.....)).

وتلك الشعيرة إكراما لإم إسماعيل (ع) وسأسعى بين الصفا والمروة بين الجبلين سأذكر أُم إسماعيل التي سعت بينهما وسأتذكر العقيلة زينب التي سعت بين أخويها الشهيدين .

وسأتذكر كل اُم عراقية تسعى بين أخيها الشهيد وابنها الجريح أو زوجها المفقود... وسأتذكر العوائل المهجرة التي تسعى بين مدن العراق لتنال الامن والامان.

وأدعوك يارب في كل شوط أن ننال ما نالته أم النبي من عزة وكرامة بعدما  سعت لوحدها في أشواطها السبعة سعيا لانقاذ ابنها النبي .

يارب رحماك وغفرانك وعفوك عنا عسانا ننال الطمأنينة والعزة بقربنا ودعائنا إياك.

وفي عرفات سأقف وأُعلن أني العراقي المُبتلى المظلوم الذي تراقب جميع الشعوب الاسلامية ولاتكتفي بما يجري له بل تزيد في محنته وبلائه مرة بقصد ومرة دونه..

يارب وعند المشعر الحرام وأنا أجمع الحصى أُحاول أن أتذكر شعبي وأدعوك أن يجمع قواه ليواجه ما يُواجهه بنفس القوة التي عهدتها به وإنه سيكون أهلا لأن يكون سفيرك الى الناس

في دولة العدل المنشودة.

يارب وعندما أرمي بحصياتي سأرم  كل شياطين الارض من إرهابيي هذا الزمان وكل من يكفرني وكل من ظلمني وكل من يحاول أن يزيد من محنتي.....

 وعندما أنحر ذبيحتي أنحر كل عصبية وجاهلية فيًّ وسأمد يدي لكل من يمد يده إلي وأتذكر كل القرابين المنحوريين غدرا دون ظلم سوى انهم عراقيون.

يارب سأحلق شعري أو أُقصره لارمي بذلك ما علق بي من أوساخ الدنيا وما زينته لي وسأتناسى ما حل بي ولسان حالي يقول (خذ حتى ترضى).

يارب سأطوف هذه المرة طواف النساء وأتذكر كل رب اُسرة يبتغي الحلال ويبتغي رضوانك

ويسعى للاطمئنان على أهله.

يارب سأطوف  وانا ادعو لكل رب اُسرة عراقي  يكد على عياله ويطلب المال الحلال لبناء مجتمع طاهر وكلي ثقة أنك تبارك مسعاه وتعتبره جهادا في سبيلك كما قال رسولك الاكرم (الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله).

  يارب أنا حاج عراقي ترك خلفه وطن يكاد أن يكون على شفا حفرة وأنت المنقذ يارب قونا على طاعتك لنكمل الطريق ونصل الى بر الامان،ونأتيك العام القابل فاتحين منصورين نهلل لك ونسبح لك وانت سميع الدعاء قريب تجيب من دعاك  وناجاك. 

*في الطريق الى الحج انشاءالله

[email protected] 

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 19/كانون الأول  /2006 - 27 /ذي القعدة /1427