ظاهرة القتل اليومي احدى سمات الصباح العراقي

 تحقيق: عصام حاكم

هل سيبقى العراقيون يحملون معهم نعوشهم أينما حلوا في ترحالهم اليومي..؟

سؤال يدور في ذهن وعقلية كل عراقي منذ الساعات الآولى من الصباح كل يوم وحتى رجوعه سالما الى بيته. لذلك اصبح اسهل وارخص من الموت لا يوجد. .فمتى ننهي هذه الحرقة اليومية..ومتى ندخل الامن والطمأنينةالى قلوب العراقيين. .ومتى تخرج العائلة دون ان يرافقها الخوف والمفاجات..؟

 هذه الآسئلة كلها تحتاج الى الاجابة، لذا أرتات (مراسل شبكة النبأ) ان يحاور بعض المواطنين حول تلك الظاهرة...

بدأت بجيراني ذلك الرجل البسيط الذي يعيل (10)أشخاص جميعهم اطفال وبنات يقول عن الوضع الآمني: أني يوميا اودع اطفالي بصمت من دون ان أهمس بكلمة واحدة لاني ساخرج بين ان اعود ومعي ثمن لقمة العيش اواعود لهم وانا مقطع او مهشم في احدى الانفجارات اليومية..حتى وصل بنا الحد الى ان نتوجس من كل شىء يقف او يسير في الشارع. فلا يوجد رصيف امن ولا سيارة أمنة ولا خطوة أمنة الموت يرافقنا في كل تحركتنا اليومية...

ويضيف: انا شخصيا لا اعرف ما هو سر عجز الحكومة أوقوات التحالف عن هذا الكابوس الذي سياتي يوما يشل حركة العراقيين اجمع نريد ان نعيش.. والله العظيم نريد ان نعيش ليتركوننا وحالنا لقد شبعنا قتل ودمار...

كانت هذه البداية تراجيدية وحزينة وفيها من الحقائق الشىء الكثير وانا في طريقي للاجتماع ببعض الاصدقاء حيث لفت انتباهي رجل مسن اكل منه الزمن كل شبابه وحيويته لكنه ما زال يحتفظ بكبريائه ووقاره ,لقد بدا عصبيا جدا فاستطعت ان التقط منه بعض كلامه حينما قال. .الا يكفي هذا القتل. .لاننا شعب مسالم ومكافح وصاحب تاريخ وخيرات فلماذا يحدث بنا كل هذا. .وما ذنب الاطفال والنساء وهي تفجع يوميا بأعز ناسها وقد تتحول الى كتلة من اللحم المقطع والله لو حولوا كل شوارعنا واحياءنا محارق وقتل لما بدلنا اخلاقنا وهذه الطوارىء ما هي الا ساعة او يوم وسيدفنها الزمن ويلعنهم التاريخ. ..سنبقى كما نحن محتفظين باخلاقنا وثوابتنا ووحدتنا. .اللهم العن كل مجرم على هذه الارض وافضح كل خائن وعميل. ..

 تركت الرجل يعبر عن غضبه وهمومه واستنكاره وواصلت السير عسى ان اجد حالة تسر الخاطر وتبعد عني هذ الكأبةالصباحية حتى يتخيل للمرء بان الشارع ليس فيه ما يفرح ابدا..وقد صادفني احد اصدقائي الشعراء وهو الشاعر(محمد الغريب)حيث سالته عن حالته النفسية واهم مشاريعة.فاجابني على الفور:

وهذه لعبة الانفجارات والقتل الجماعي هل تتصور انها تتيح لك فرصة التفكير بمشاريع جديدة، جل تفكيرنا الان منصب في كيفية ايقاف نزيف الدم ,هذه اللعبة القذرة ان استمرت اخشى ان تاتي على روحيتنا فتقتل فيها مسحة الابداع او ننتظر اية سيارة مفخخة او عبوة ناسفة او قنبلة هاون لتنتهي مهزلة الحياة التي نعيشها..اني متشائم جدا وانا ارى الكل عاجز عن ان يقدم اي شىء ليبعد الموت عن اطفالنا. فهل تتصور ان الشعر قادر على ان يتصدى لالة الحرب. .

واضاف: الكل يحاول ان يمارس قتل العراقيين.الممثل. الصديق.  الاخ. عظمة العراقيين تكمن في تمسكهم بالحياة على الرغم من كل ما يحدث وسنظل ندفع فاتورة كبرياءنا واخلاقنا الى ان تقوم الساعة..

وقد  شاركنا الحديث الشاعر المبدع (احمد السلطاني)حيث قال: ما تشاهدة الساحة العراقية اليوم من فراغ أمني قد أعطى مسوغ أو أشارة واضحة للجماعات التكفيرية أو لبعض دول الجوار الجغرافي لان تبث سمومها على ارض العراق وان تجعله ساحة لتصفية الحسابات مع امريكا ليبقى الخاسر الاول والاخير في هذه المعركة  هو الشعب العراقي وليبقى أبناءه من الاطفال والنساء والرجال عرضة للاحزمة الناسفة وللسيارات المفخخة من ان يردعهم وازع الضمير أو الرحمة بهولاء الابرياء.

وكانت لنا وقفه مع الشيخ (ابو زكي ) حيث قال: هل تصدق ما يحدث في بغداد تلك المدينة الحالمة المسالمة الجميلة من كل هذا الخراب والدمار، انا حينما ارى هذا الخراب تتقطع لباب قلبي وتصيبني قشعريرة في جسدي مع الاسف العراق اصبح حقل تجارب لاخر الاسلحة المتطورة.  حيث ان الدول المجاورة للعراق تحاول ان تعيد العراق الى قبل مائةعام من التخلف والعجز لكي لا يعيد عافيتة بشكل سريع وهولاء ومعهم جماعة الارهاب لم يكفهم ما سرقوة من خيرات واموال وبترول العراق فانهم يواصلون حرق العراق وبشكل يومي فالخمسة وعشرون مليون نسمة في حساباتهم يجب ان تكون عشرة ملايين فقط لكي تتم السيطرة علية بسهولة.

اما وقفتنا التالية فكانت مع السيد (صادق غريب) حيث قال: ما ذنب هولاء الاطفال والنساء وهم يقتلون من دون اي ذنب وبهذه الطريقة البشعة اليس لهم اباء وامهات.

اما وقفتنا الاخيرة فكانت مع احد رجال الشرطة حيث اجابنا حينما سالناه عن موعد انتهاء هذا القتل قائلا: لنحمي انفسنا اولا ثم نحمي الناس نحن انفسنا لم نخلص من القتل، هولاء لا يعجبهم ان يكون البلد امن فيه شرطه وجيش يحمي العراق والعراقيين، رجل الشرطه بدل ان يقفوا معه يحاولون قتله باية وسيلة وفي اي وقت. يريدون ان تبقى الفوضى مستمرة لانهم يعيشون في ظل هذه الظروف. صدق هولاء ينتهون فعمرهم قصيرجدا جدا وان شاء الله نعيد العافية للعراق.

ويبقى السؤال متى ينتهي القتل الجماعي. وهل يبقى العراقيون يتفرجون على المجرمين وهم يمارسون هواياتهم اليومية. هذا ما سيؤكده ويقولوه العراقيون وليس غيرهم. لانهم المعنيين في الدفاع عن حياتهم وحياة عوائلهم..... 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 17/كانون الأول  /2006 - 25 /ذي القعدة /1427