رئيسا مجموعة دراسة العراق يدافعان عن تقريرهما والامريكيون يؤيدونه

  

 

دافع رئيسا مجموعة دراسة العراق عن تقريرهما ضد الانتقادات واصفين اياه بأنه "طريقة مسؤولة" للمضي قدما بينما يستعد الرئيس الامريكي جورج بوش للكشف عن استراتيجيته الجديدة في وقت لاحق هذا الشهر.

ونأى بوش بنفسه عن قبول التوصيات الاساسية للتقرير التي تدعو الى الاسراع بعملية تدريب القوات العراقية وسحب القوات الامريكية المقاتلة بحلول أوائل عام 2008 واشراك سوريا وايران في حوار يشمل دول المنطقة ويهدف الى ارساء الاستقرار في العراق.

وقال النائب الديمقراطي السابق لي هاميلتون وهو رئيس للجنة المؤلفة من أعضاء في الحزبين الجمهوري والديمقراطي "ما نقوله في هذا التقرير هو أننا نريد انهاء هذه الحرب.. نريد أن ننهيها بشكل مسؤول."

وأضاف أن توصيات اللجنة قدمت الخيار الامثل في الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات مختلفة تطالب اما بزيادة عدد القوات في العراق أو بسحبها على الفور.

وقال هاميلتون في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز "هذا هو السبيل الذي رأينا أنه الامثل للمضي قدما." وأضاف "لا نريد أن تتورط القوات الامريكية في اشتباكات أو أعمال عنف طائفية. هذا ليس من شأننا." وتابع "ثمة ما يخصنا هناك وهو التخلص من القاعدة والارهابيين بالطبع لحماية قواتنا."

ومن المتوقع أن يكون للتقرير الذي صدر الاسبوع الماضي وسط ردود فعل متباينة تأثير على مداولات بوش لان توصياته وعددها 79 حظيت بموافقة أعضاء اللجنة الرفيعي المستوى بالاجماع. ووعد بوش بدراسة توصيات اللجنة بجدية بالغة لكن التقرير أثار انتقادات شديدة.

وخلال جلسة بشأن التقرير عقدت الاسبوع الماضي قال السناتور الجمهوري جون مكين الذي دعا الى ارسال مزيد من القوات الى العراق "أعتقد أنها وصفة ستقود ان اجلا أم عاجلا الى هزيمتنا في العراق."

ووصف الرئيس العراقي جلال الطالباني توصيات اللجنة بأنها خطيرة وتمثل اهانة للشعب العراقي. وقال "هم يتعاملون معنا كمستعمرة...التقرير لا يحترم ارادة العراقيين بالتعامل مع مشاكلهم. الشعب العراقي مسؤول عن استقلاليته ووحدته وحقه بحكم بلاده ومجابهة الارهاب."

لكن هاميلتون قال في مقابلة مع شبكة (ان.بي.سي) ان تغيير طبيعة المهمة الاساسية للجيش الامريكي بالعراق من القتال الى تدريب قوات العراق هو الخيار الامثل لإحلال الاستقرار. وقال "اذا وضعت أمريكيين مع القوات العراقية فان من المؤكد أنك ستحسن مستوى القوات العراقية."

وقال وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر الرئيس الثاني للمجموعة ان التقرير يطرح سبلا للمضي قدما. وقال لشبكة (ان.بي.سي) "لا شيء نفعله يضمن النجاح بشكل مطلق وبصراحة فان هؤلاء الناس الذين ينتقدون (التقرير) لم يقدموا اقتراحاتهم باستثناء السناتور مكين الذي أكن له كل الاحترام."

وأضاف "من وجهة نظرنا ومن دراستنا للمشكلة خلصنا الى أن ارسال قوات اضافية قوامها أكثر من 50 ألف جندي مقاتل هو ببساطة أمر غير متاح لنا."

ودعا بيكر الحكومة العراقية الى تحقيق المصالحة الوطنية بين الاكراد والشيعة والسنة باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار. وقال "اذا لم تستطع الحكومة العراقية تحقيق المصالحة الوطنية فسنواجه وقتا عصيبا بشكل غير مألوف."

ويتعرض بوش لضغوط من أجل تغيير السياسة الامريكية في العراق بعد أن خسر حزبه الجمهوري السيطرة على الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي التي أجريت في نوفمبر تشرين الثاني أمام الحزب الديمقراطي الذي جعل من تحديد مسار جديد للحرب التي لا تتمتع بشعبية أساسا لحملته الانتخابية.

وقال الرئيس الديموقراطي لمجموعة دراسة العراق ان حكومة عراقية قادرة على الدفاع عن نفسها، هدف يمكن تحقيقه.

وشارك النائب الديموقراطي السابق عن ولاية انديانا لي هاميلتون مع وزير الخارجية الأمريكية السابق الجمهوري جيمس بيكر في برنامج واجه الأمة على شبكة سي بي أس وبرنامج لقاء مع الصحافة على شبكة أن بي سي وبرنامج »أخبار الأحد على شبكة فوكس.

وقال هاميلتون على شبكة سي بي أس أعتقد أنه من الممكن تحقيق الهدف الذي حدده الرئيس بوش وهو قيام حكومة عراقية قادرة على الدفاع عن نفسها، والحكم بنفسها، وتعزيز نفسها.

وقال أيضاً على شبكة فوكس »نعتقد أن هذا هدف يمكن تحقيقه.

انه هدف يمكن تحقيقه ونحن ندعمه.

غير أن هاميلتون أقر على شبكة أن بي سي بأنه قد لا يتم التوصل الى هذا الهدف قائلاً هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن تحدث هناك، وسقوط هذه الحكومة (العراقية) واحدة من هذه الأشياء.

ما نريد أن نحاول القيام به هو تقوية هذه الحكومة «.

ودافع هاميلتون عن اقتراح المجموعة سحب معظم القوات القتالية الأمريكية من العراق في أوائل العام 2008،واعطاء باقي القوات في العراق دوراً استشارياً وتدريبياً.

وقال لشبكة أن بي سي ان الولايات المتحدة لا يمكنها ارسال المزيد من القوات الى العراق، لأن هذه القوات ليست متوفرة.

وقال الخيارات الأخرى قد تكون الانسحاب.

نعتقد أن ذلك قد يهزم جميع أنواع المصالح الأمريكية.

من جهته قال وزير الخارجية الأمريكية السابق جيمس بيكر ان التقليل من الاشارة الى حوادث العنف في العراق لم يكن مقصوداً، لكنه كان نتيجة الخلاف حول الحوادث التي يجب الابلاغ عنها.

وقال بيكر لشبكة فوكس انه سيراقب خطاب الرئيس بوش حول الوجهة الجديدة في العراق التي وعد الاعلان عنها قبل عيد الميلاد.

وقال آمل أن تكون وجهة شاملة جديدة مثل تلك التي عرضناها في التقرير.

من جهة اخرى أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه امس السبت ان اغلبية الامريكيين تتفق مع نتائج تقرير لجنة بيكر هاملتون التي اعتبرت ان الولايات المتحدة تواجه صعوبات متزايدة في العراق.

وبحسب الاستطلاع الذي نشر في مجلة نيوزويك فان 39 بالمائة من المستجوبين يتفقون مع نتائج التقرير، في حين رفضها 20 بالمائة. وقال 26 بالمائة انهم غير مطلعين على نتائج عمل اللجنة.

وتم اجراء الاستطلاع يومي 6 و7 كانون الاول/ديسمبر على عينة من الف شخص، في حين كان تم نشر نتائج التقرير في السادس من كانون الاول/ديسمبر.

ورأى 68 بالمائة من المستجوبين أن الولايات المتحدة تواجه صعوبات متزايدة في العراق ما يشكل بحسب المجلة اكبر نسبة يتم تسجيلها في استطلاع آراء بهذا الصدد، في حين رأى 21 بالمائة فقط أن هناك تقدما في العراق.

واعتبر 53 بالمائة أن قرار اعلان الحرب على العراق لم يكن حكيما مقابل 39 بالمائة أيدوا هذا القرار.

ووافق 65 بالمائة على توصية اللجنة بالتهديد بخفض دعمها الاقتصادي والعسكري للسلطات العراقية اذا لم تتوصل الى تحقيق بعض الاهداف المحددة.

وأيد 57 بالمائة انفتاح الادارة الامريكية على ايران وسوريا كما اوصت اللجنة، في حين أيد 61 بالمائة قيام واشنطن بجهود جديدة من اجل التوصل الى السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وبقي مستوى شعبية الرئيس الامريكي جورج بوش ثابتا تقريبا عند 32 بالمائة مقابل 31 بالمائة في الاستطلاع الماضي الذي اجري يومي 9 و10 تشرين الثاني/نوفمبر.

واوصى تقرير المجموعة التي يترأسها وزير الخارجية الامريكي الاسبق جيمس بيكر والبرلماني الديمقراطي السابق لي هاملتون باجراء اتصالات مع ايران وسوريا للحصول على التزام منهما باتباع سياسات بناءة حيال العراق وغير ذلك من القضايا الاقليمية. كما اوصى التقرير بانسحاب الجزء الاكبر من القوات الامريكية من العراق بحلول 2008.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 13 /كانون الأول  /2006 -21 /ذي القعدة /1427