بابا الفاتيكان يزور تركيا في ظل تصاعد الصدام الاوربي الاسلامي

  وجهت الشرطة التركية نداء يوم الجمعة لضبط النفس في الاحتجاجات المزمعة ضد زيارة البابا بيندكت لهذا البلد الاسلامي الاسبوع القادم قائلة انها يمكن ان تضر بصورة تركيا.

وتعهد حزب اسلامي وبعض الجماعات بتنظيم احتجاجات شوارع ضد البابا الذي اغضبت تصريحاته بشأن الاسلام الكثير من المسلمين في انحاء العالم في سبتمبر ايلول الماضي.

وقال المتحدث باسم الشرطة اسماعيل جاليسكان "عيون العالم كله ستكون مركزة على تركيا ... من مصلحة تركيا اذا غادر البابا هنا بانطباع ايجابي عن بلدنا."

وقال المتحدث في افادة اسبوعية "ردود الفعل (ازاء الزيارة) يجب عدم التمادي فيها."

ويوم الاربعاء اعتقلت الشرطة 39 متظاهرا احتلوا لفترة وجيزة متحف ايا صوفيا الذي كان في السابق كنيسة ومن المقرر ان يزروها البابا. وافرج عن المحتجين الذين رددوا هتافات معادية للبابا في وقت لاحق.

وزيارة البابا لتركيا هي أول زيارة يقوم بها الى بلد مسلم منذ تولى منصبه.

ولكونهم يعيشون في منطقة تعد جسرا بين المسيحية والاسلام فقد شهد الاتراك مجيء ورواح زعماء كاثوليك غير أنهم يفكرون في هذا الزعيم بشكل اقل أهمية من أسلافه.

وفي قلب العالم الاسلامي يعد رجال الدين والعلماء في مصر والسعودية وباكستان أكثر رفضا للبابا بنديكت بسبب ما شعروا أنه اهانة من جانبه للاسلام في كلمة ألقاها قبل نحو شهرين في موطنه الاصلي ألمانيا.

وتحولت الزيارة المقررة خلال الفترة بين 28 نوفمبر تشرين الثاني وحتى الاول من ديسمبر كانون الاول بشأن اجراء محادثات مع زعيم الكنيسة الارثوذكسية في اسطنبول الى مواجهة مع العالم الاسلامي الذي يشعر بالقلق من أنه يتراجع عن حوار بين الكاثوليك والمسلمين بدأ قبل عقود من الزمان.

وقال قاري حنيف جالوندري المسؤول البارز بشبكة واسعة من المدارس القرانية في باكستان في تعليق مشابه "ينبغي أن يسير على نهج سلفه يوحنا بولس الذي كان يعارض نظرية صدام الحضارات."

وأشار جميل اوزاك وهو مسلم تركي ناشط في الحوار بين الاديان الى أن بنديكت ليست لديه خبرة حقيقية في التعامل مع الاسلام بينما قضى البابا يوحنا الثالث والعشرين عقودا كدبلوماسي للفاتيكان في اسطنبول.

وأظهرت اسطنبول التي كانت يوما ما مدينة مسيحية ما يمكنها عمله للباباوات الذين تعجب بهم حيث أطلقت اسم يوحنا الثالث والعشرين على أحد الشوارع كما نصبت تمثالا للبابا بنديكت الخامس عشر تكريما لانشطته الانسانية التي تمثلت في العناية بالجنود الاتراك الذين أصيبوا خلال الحرب العالمية الاولى.

والذي يغضب المسلمين هو أن بنديكت السادس عشر يضغط على بعض نقاط الخلاف التي تثير انقساما بين المسيحية والاسلام بينما كان الباباوات السابقون ينظرون خلفهم للتشديد على ما يوحد بين الديانتين.

وقبل البابا يوحنا بولس القرآن وقال إن المسيحيين والمسلمين يصلون لاله واحد. كما اعتاد يوحنا بولس الثاني الذي كان سفيرا بابويا في تركيا من عام 1935 وحتى عام 1944 أن يقول "أحب الاتراك".

وعلى العكس من ذلك افتتح بنديكت السادس عشر كلمته أمام جامعة ريجينسبيرج الالمانية باقتباس عبارات لامبراطور بيزنطي ذكر خلالها أن الاسلام دين عنيف وغير عقلاني.

ومضى بنديكت السادس عشر يقول ان الدين الحقيقي يجمع بين الايمان والعقل وهي صلة أشار ضمنيا الى أن الاسلام يفتقر اليها.

واثارت كلمة البابا موجة من الاحتجاجات في أنحاء العالم الاسلامي. ونفى بنديكت السادس عشر أن يكون وجه أي اهانة للاسلام واعتذر عن سوء فهم تصريحاته غير أنه لم يسحب كلامه.

واعلن المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي لوكالة فرانس برس الجمعة ان الفاتيكان والسلطات التركية "تدرس" امكانية قيام البابا بنديكتوس السادس عشر بزيارة الى مسجد السليمانية في اسطنبول خلال زيارته المرتقبة الى تركيا.

واكد المتحدث المعلومات التي سرت في الفاتيكان عن احتمال قيام البابا بزيارة خاطفة الى هذا المسجد الذي يسمى "المسجد الازرق".

ويمكن ان تتم هذه الزيارة الخميس في اليوم الثالث من زيارة البابا الى تركيا بعد ان يكون زار كنيسة آيا صوفيا التي تحولت لاحقا الى مسجد ثم اصبحت اليوم متحفا. ويقع مسجد السليمانية على مقربة من آيا صوفيا.

ويقوم البابا بزيارة الى تركيا بين الثامن والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر والاول من كانون الاول/ديسمبر حيث من المقرر ان يلتقي البطريرك المسكوني للروم الارثوذكس برتلماوس الاول وابناء الطائفة الكاثوليكية القلائل.

وفي حال قام البابا بزيارة الى مسجد السليمانية تكون المرة الثانية التي يقوم فيها حبر اعظم بزيارة الى مسجد بعد الزيارة التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني الى مسجد الامويين في دمشق في ايار/مايو 2000.

وكانت الخطوط العريضة لزيارة البابا الى تركيا نشرت في الحادي عشر من الشهر الجاري الا ان بعض التفاصيل لا تزال قيد الدرس.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعلن الجمعة انه لا يسعى الى تجنب البابا بنديكتوس السادس عشر الذي لن يلتقيه خلال زيارته لتركيا الاسبوع المقبل مؤكدا انه لا يريد "الرد على الشر بالشر".

وقال اردوغان لشبكة التلفزيون الخاصة تي.جي.ار.تي "نحن لسنا اصحاب ديانة تدعو الى الرد بالمثل على النهج السلبي لصاحب ديانة اخرى" كما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول.

وكرر رئيس الوزراء ان سبب عدم التقائه بنديكتوس السادس عشر في اول زيارة له لبلد مسلم بوصفه الحبر الاعظم هو ان عليه المشاركة في هذا الوقت في قمة حلف شمال الاطلسي في ريغا. وقال "هناك ما يحدث في العالم في افغانستان والعراق والشرق الاوسط وقمة الحلف الاطلسي ستقوم هذه التطورات" مضيفا ان وزارة الخارجية التركية قدمت طلبا لتقديم موعد زيارة البابا يوما او يومين.

كما اشار اردوغان الى انه قد تكون هناك امكانية للقاء البابا في المطار اذا تزامن موعد طائرتيهما كما اوردت وكالة الاناضول.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت  25  /تشرين الثاني  /2006 - 3 /ذي القعدة /1427