دموع التماسيح تجري على خدود عرابي الارهاب...

 أين يضع الدكتور عدنان الدليمي كوارث مدينة الصدر الدامية في قاموسه البرلماني ، أم إنهم صفويون وروافض يحل قتلهم وحرقهم؟!!!

طالب الوحيلي

ما ان غادرت الظهيرة أجواء مدينة الصدر المزدحمة بزحمة يوم الخميس وخروج الناس من مساكنهم الضيقة للتسوق او التزاور فيما بينهم حتى اهتز هدوءها بسلسلة انفجارات أدت الى ترنح بيوتها الفقيرة من شدة العصف وصخب الصوت المرعب ليعلن ذلك عن نذير شؤم  لكارثة دموية تحل على هذه لمدينة المبتلاة بالفقر والعذاب والحقد الطائفي الذي تجاهر به قوى الظلام والحقد متمثلا ببقايا النظام الصدامي التي تعيش اليوم لحظات اليأس من عودة المعادلة الظالمة، بعد أن أعلن عن حكم إعدامها بإعدام الطاغية صدام، وهي في عدها التنازلي ليوم تنفيذ هذا حكم بالطاغية.

فيما لم يحافظ خطها السياسي المتمثل بالكتل التي ولجت الى العملية السياسية أملا في تثبيت موطئ قدم لها، لم يحافظ على ماء وجهه حين وضع نفسه في المواجهة الحامية الوطيس ضد القوى التي استحقت مكانها السياسي في الحكومة والبرلمان بفضل ارادة الناخب الذي تمثل مدينة الصدر الثقل الأكبر له في بغداد، فراح يستشيط غضبا اثر كل نقد يوجه لقوى الإرهاب ويحاول تصوير الضحية بالجلاد ويبرر كل فعل إرهابي يستهدف الشعب ووحدته والعملية الديمقراطية و الأمن الوطني والاجتماعي، يعلن استباحة قتل الأبرياء فيما لم ترد منه أي بادرة أسف على الدم المسفوح او الجرائم الكبرى والمجازر اليومية التي تنتج عن حوادث التفخيخ والتفجير الانتحاري والخطف والتهجير واستباحة مدن بكاملها وإعلانها دويلات تكفيرية، ليقف احدهم مستنكر في مجلس النواب ما أعلنه الشيخ جلال الدين الصغير من ان الإرهابيين يدورون في شوارع حي العدل والجامعة في الكرخ ويأمرون الشيعة بترك بيوتهم والنزوح منها، ليحول الحديث الى اتهام قادر كما يبدوز على تسويقه كيفما يشاء،  مدعيا بأنهم قد همشوا وانهم مظلومون ومغتصبة مساجدهم ومعتقلون وإنهم ضحايا محرقة اليهود، في الوقت الذي وصلت ميليشياته الى قلب البرلمان محاولة اغتيال الدكتور المشهداني وغيره من الشخصيات المهمة في مجلس النواب، ولتطوق نهار يوم الخميس مبنى وزارة الصحة محاولة اجتياحها لولا بسالة حراس هذه الوزارة، فيما أعلن عن تمكن قوى الإرهاب من السيطرة على مدينة بعقوبة.

كل ذلك يعد متناسقا مع الهجمة المنظمة على مدينة الصدر التي استفاقت على نبأ استشهاد اربعة مواطنين أبرياء برصاص قوات الاحتلال التي وجهتها الى حافلة تسير في الطريق يستقلها ركاب متوجهين إلى أعمالهم، لتقتحم فيما بعد ذلك بساعات من قبل سيارات الانتحاريين وهي اكثر من ستة انفجرت أربع توزعت واحدة منها وسط ساحة مظفر والثانية في ساحة خمسة وخمسين والثالثة في قرب سوق حي الاكراد والرابعة مابين هذا المكان وساحة خمسة وخمسين وكل واحد من الانفجارات هو كارثة بحد ذاتها تفوق أي حادث ارهابي شهده العالم جسامة وخسائر، شهود عيان وصفوا إحدى تلك المجازر التي جاءت متوالية، فقد حاولت قوى الأمن في المنطقة تفريق الجماهير المحتشدة، وإبعاد السيارات الواقفة ادعى احدهم بعطل سيارته وحين احتشد عليها عدد من الشباب لغرض مساعدته قام بتفجيرها لتتطاير الجثث والأشلاء وسط عصف هائل حيث استشهد عدد مازال غير معلوم فيما فقد آخرون، فسطوح المنازل قد انتشر عليها الدم واللحم المتطاير ليهرع الجميع وسط سخط وغضب عارمين ليجمعوا تلك الأشلاء وينقلوا الجرحى الى المستشفيات القريبة التي عجزت عن استقبال هذا الزخم من الجرحى، وقد لجأ عدد كبير منهم الى المضمدين الأهليين لغرض إسعافهم.

والسؤال أين يضع الدكتور عدنان الدليمي كوارث مدينة الصدر الدامية في قاموسه البرلماني ، أم إنهم صفويون وروافض يحل قتلهم وحرقهم، وكيف تلقى نائب رئيس جمهورية العراق وقع الأحداث وهل بإمكانه تبرير هذا التصعيد الدموي مادامت الدولة غير قادرة على التجرؤ على شيخ الإرهاب حارث الضاري الذي استقبلته مصر استقبال المجاهدين ؟!

أكيد عدنان الدليمي اكثر الجميع تشفيا ولابد له ان يسيل دموع التماسيح على وجنته واكيد السيد النائب اجتمع مع رئيس الجمهورية ومع زعيم قائمة الائتلاف العراقي الموحد،  ليستنكر ويطالب أهالي هذه المدينة السكوت والصبر وضبط النفس،  مع تنصله عن الخطاب الغير مسؤول والذي يستحيل ان يصدر من نائب لرئيس العراق عبر حديثه مع الجزيرة المحضورة رسميا، ليكرر وصفه لقوى الإرهاب بالمقاومة دون احترام لدم ضحايا هذه المقاومة الذي لم يجري غسله لحد الان من فوق الأرصفة وسطوح المنازل، لكن هذا الامر أصبح محظ جرح جديد لاننا لا يمكن ان ننسى ما عبء به عرابوا الإرهاب من حقد وتأكيد على التحالف مع القاعدة التي ضلعت بمجازر مدينة الصدر اكثر من غيرها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة  24  /تشرين الثاني  /2006 - 2 /ذي القعدة /1427