العراقيون لايروون لفوز الديمقراطيين تأثيرا كبيرا

أعرب عراقيون عن تشككهم يوم الاربعاء في قدرة اي حزب امريكي على اصلاح بلدهم الذي دمرته الحرب بعد ان اسفرت انتخابات التجديد النصفي للكونجرس عن سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب وباتوا على اعتاب الفوز في مجلس الشيوخ.

وقال عراقيون يتزايد شعورهم باليأس من العنف السائد في الشوارع الذي لا يوجد ثمة ما يشير على تراجع حدته انهم حتى لم يتابعوا سباق الانتخابات الامريكية.

وقال عبد الله (28 عاما) ويدرس الكمبيوتر "العراق دمر منذ أمد طويل والسياسة الامريكية ثابتة أيا كان الحزب الذي سيسيطر على الكونجرس. اذا كان بمقدور الديمقراطيين في نهاية المطاف أن يجلبوا لنا بعض الامن فأهلا بهم لكنني اعتقد انه ليس بمقدور احد النجاح."

واعرب محمد حسني (24 عاما) وهو سائق سيارة أجرة عن أمله بأن يسفر التحول في الكونجرس عن انسحاب فوري.

واضاف "قال الديمقراطيون انهم سينسحبون لكنني واثق من انهم سيخيبون املنا. الامريكيون خربوا كل شيء والحل الوحيد هو ترك العراقيين يتعاملون مع هذه الفوضى."

ومنح الناخبون الامريكيون انتصارا كبيرا للديمقراطيين الذين حصلوا على نحو 30 مقعدا اضافيا في مجلس النواب في ظل موجة من الاستياء العام بسبب الحرب في العراق والفساد وقيادة الرئيس الجمهوري جورج بوش.

ويمكن ان تؤدي سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب الى تقييد الكثير من خطط بوش وزيادة الضغط من اجل تغيير مسار الامور في العراق. كما اوشك الديمقراطيون على الفوز في مجلس الشيوخ والى حين الاعلان عن النتائج النهائية.

وخلال مقابلة مع تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي تحولت علاقته التي يكتنفها التوتر مع واشنطن الى مشادات علنية انه لا يعتقد ان التغيير في الكونجرس يمكن ان يحدث أي تحول ملحوظ في السياسة الامريكية في العراق.

وقال المالكي في مقابلة صورت امس الثلاثاء قبل انتهاء الانتخابات انه يعلم ان الولايات المتحدة ستعمل دوما من أجل مصلحتها على صعيد السياسة الخارجية وان العلاقة معها لن تشهد أي تغييرات جذرية اذا ظهرت على السطح اراء جديدة بعد الانتخابات.

واوضح ان الامر طبيعي وان العراقيين يتعاملون معه.

وينتقد المالكي عادة واتباعه الشيعة من الائتلاف العراقي الموحد اكبر تكتل في البرلمان العراقي واشنطن لتقييدها دور قوات الامن العراقية في محاربة التمرد السني.

وقال حسن السنيد هو سياسي بارز من الائتلاف العراقي الموحد ومقرب من المالكي ان التحول لن يؤثر على الاستراتيجية الامريكية في العراق لان البلاد لها دور محوري في حرب واشنطن ضد انعدام الامن العالمي.

وقال لرويترز "التكتيكات قد تتغير لكن الاستراتيجية ستبقى. الديمقراطيون قد يخفضون عدد القوات الامريكية وربما يفضلون البقاء لفترة أقصر." وتابع "لكن يتعين عليهم ان يتذكروا انه يجب عليهم معاملة الاغلبية في العراق بوصفها الاغلبية."

وقال سليم الجبوري المتحدث باسم اكبر مجموعة سياسية سنية ان موقف الديمقراطيين بشأن العراق اقرب الى رؤية الاقلية من العرب السنة.

وقال الجبوري "نعتقد ان الديمقراطيين بموقفهم العام المعارض للحرب يريدون تحسين السياسات لكن نخشى انهم سيكونون مضطرين الى النضال لتحقيق تغييرات لان السلطات الرئاسية واسعة."

وأعلن زلماي خليل زاد السفير الامريكي في العراق اليوم الاربعاء خلال حفل استقبال اقامته السفارة ان الرئيس الامريكي جورج بوش مازال "ملتزما بالعمل مع مجلسي الكونجرس الامريكي للحصول على الدعم المطلوب حتى تنجح المهمة في العراق."

وقال خليل زاد "الامريكيون مستعدون لمواصلة تأييد العراق مع قيام العراقيين باتخاذ الخطوات الضرورية."

وقال ابو صالح ويعمل في شركة سياحة في بغداد "لا اريد من الديمقراطيين سحب القوات من العراق ليتركونا نعيش هكذا...لكنني سعيد بخسارة بوش وان الامريكيين اكتشفوا الحقيقة في نهاية المطاف."

وقال صادق الجابري( 46 سنة ناشط في حقوق الانسان) إن " السياسة الامريكية ثابته فيما يتعلق ببعض المواقف خصوصا التي تمس الامن القومي الامريكي."

وأضاف أنه " لذلك فإن السياسة الامريكية في العراق ثابتة وأيضا فيما يتعلق بعموم منطقة الشرق الاوسط لان فشلها في العراق يعد هزيمة للمشروع الامريكي بنشر الديمقراطية في المنطقة."

وقال المواطن حيدر عبد الصاحب( 35 سنة مهندس تكنولوجيا) إن "فوز الديمقراطيين قد يغير من موازين السياسة الخارجية الامريكية وربما يؤدي إلى تسارع الاستعداد للانسحاب من العراق."

وأوضح أن " فوز الديمقراطيين جاء بسبب حرصهم خلال الحملى الانتخابية على المناداة بسحب الجيش الامريكي من العراق وإيجاد سياسة جديدة في منطقة الشرق الاوسط وتفعيل دور الحوار السياسي بدلا من التدخل العسكري الذي أدى الى الاساءة لسمعة أمريكا في السنوات الاخيرة."

وفي الاطار نفسه قال عبد العزيز الناصري( 56 عاما - ضابط سابق في الجيش العراقي) إن " هناك حقيقة لا يمكن نكرانها وهي أن النظام الامريكي يتبنى سياسة واحدة او استراتيجية لا تتغير بتغير الحكام سواء بقي بوش الذي يمثل الحزب الجمهوري أو رحل."

وأضاف " لذلك أعتقد أن السياسة الامريكية تجاه العراق لن تتغير."

أما كريم الديواني (45 سنة رياضي ) فقال إن " الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء يمثلون وجهان لعملة واحدة."

وأضاف " فيما يتعلق بالوجود الامريكي في العراق فإنه سيكون مرهونا بقوة القرار العراقي وما يتم إتخاذه من إجراءات."

وقال محمد الجبوري ( 41 سنة استاذ جامعي) إن " قوة امريكا في المنطقة بدأت تتزعزع مع بروز العديد من المشاكل."

وأضاف " فيما يتعلق ببقاء أو عدم بقاء القوات الامريكية في العراق فإن هذا مرهون بارداة الشعب العراقي ونجاح المصالحة الوطنية ولم الشمل العراقي واستتباب الامن.

كانت الولايات المتحدة شهدت أمس إنتخابات التجديد النصفى للكونجرس الاميركي، وتقول الانباء إن الديمقراطيين فى طريقهم الى الفوز بالاغلبية فى الكونجرس.

شبكة النبأ المعلوماتية- 8 الاربعا /تشرين الثاني  /2006 -16 /شوال /1427