مسيرات فرح وابتهاج.. عراقيون يرون ان حكم الإعدام قليل على الطاغية

قال شهود عيان إن آلاف المواطنين من سكان مدينة الحرية (شمال غرب بغداد) والمناطق المجاورة خرجوا يوم الأحد في مسيرات إحتفالية نحو مدينة الكاظمية القريبة عقب صدور حكم الإعدام على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين .

وأوضح الشهود لوكالة أنباء ( أصوات العراق) أن المواطنين خرجوا في مسيرات حاشدة وسط حماية أمنية مشددة من قبل اللجان الشعبية المشكلة من أهالي منطقتي الحرية والكاظمية، وأخذ بعض المواطنين في توزيع الحلوى في الشوارع .

وأضافوا أنه كان لافتا مشاركة عدد من النساء في المسيرات ،التي استمرت عدة ساعات بعد صدور الحكم إنطلاقا من منطقة ( الحرية الثانية).. وتوجهت لأداء مراسم زيارة ( الإمام موسى الكاظم ) في الكاظمية. فيما خلا شارع ( الحرية الثالثة) من المارة أو أي مظاهر إحتفالية .

وتقول أم عبير "رغم أنني لم أفقد أيا من أبنائي في الحرب ،إلا أن الجوع والضنك الذي رأيناه (في زمن النظام السابق).. والضغط على أداء طقوسنا الدينية ومعتقداتنا كان أسوا مما يتحمله ضمير إنسان ،لذا فإنه يوم جدير بالإحتفال."

ويقول سامي فجر ،صاحب محل موبايلات.. من أهالي مدينة الحرية "خرجنا اليوم بشكل عفوي لنطوي صفحة أرهقتنا.. وكان يجب أن تطوى ،لأن بقاء صدام على قيد الحياة قد يغري أتباعه بأن يقتلوا ويذبحوا.. على أمل إيصال الأوضاع إلى طريق مسدود لإقناع الناس بأن صدام الأفضل لحكم العراق."

ويتابع "إلا أننا اليوم وصلنا إلى نصف طريق الإطمئنان بأن صدام قد إنتهى ،وتنفيذ الحكم الذي بات على ما يبدو قريبا هو ما سيولد الإطمئنان والضمانة في نفوسنا بأن حكم صدام إنتهى للأبد.. بدون عودة."

وفي الدجيل التي يغلب الشيعة على سكانها والتي صدر الحكم باعدام صدام لدوره في مقتل 148 من أبنائها قال علي حسن الحيدري أحد الذين أدلوا بشهادتهم في القضية ان الحكم على صدام وأعوانه نصر للبلدة.

ووصف رجل من سكان البلدة يدعى أحمد عجيل الحكم بأنه "أنباء سارة" لاسر الضحايا والامهات اللاتي قتل أبناؤهن. وأضاف أن الاعدام أقل شيء يستحقه صدام وأنه ينبغي اعدامه عشر مرات لا مرة واحدة.

وفي بغداد سمعت أصوات إطلاق أعيرة نارية في الهواء ابتهاجا عقب صدور الحكم مباشرة وبدأ العراقيون اجراء اتصالات هاتفية للتأكد من أن الجميع أحيطوا علما بالنبأ.

 

وخرج المئات من سكان ضاحية مدينة الصدر الشيعية الفقيرة إلى الشوارع للاحتفال على الرغم من حظر التجول المفروض منذ الصباح وطفقوا يرقصون في الشوارع ويطلقون الهتافات ضد صدام.

وبالنسبة إلى الشيعة الذين اضطهدوا إبان عهد صدام فقد أطربهم سماع الحكم.

وفي النجف التي تتمتع بأهمية خاصة عند الشيعة جنوبي بغداد خرجت حشود من السكان إلى الشوارع بعد بث النطق بالحكم من خلال التلفزيون.

وقال محمد عيسى وعمره 27 عاما "هذا بالضبط ما يستحقه صدام لقاء جميع الجرائم التي ارتكبها ضد شعب العراق وسيعدم إن شاء الله."

وقالت ربة المنزل أم حسين وهي تنتحب "لقد اقتصت المحكمة لي بعد ابني الذي قتله صدام."

وفي البصرة التي يغلب على سكانها الشيعة في جنوب العراق غصت الشوارع بالسكان الذين راح بعضهم يطلق النار في الهواء ابتهاجا بالحكم فيما تعالت أصوات أبواق السيارات.

وقال حازم مسبح وعمره 35 عاما إنه سعيد. لكنه أضاف "إعدامه مرة لا يكفي إذ إنه دمر بلدا بأكمله. الفرحة الحقيقية هي رحيل قوات الاحتلال من العراق."

وكان لدى الكثيرين روايات عن الاضطهاد والظلم الذي كابدوه.

وقال محمد عبد الجابر وهو عامل عمره 40 عاما في مدينة البصرة الجنوبية "لقد سرق 15 عاما من عمري في السجن باتهامات ملفقة."

امينة محمود ام عراقية استشهد ابنها في حرب ايران تستمع الى نص الحكم على الرئيس المخلوع بصوت متهدج "من كان يصدق ان الشخص الذي حكم العراق بالنار والحديد يجر الى قاعة المحكمة بهذه الصورة لا اعرف ان كنت اشعر بالفرح او الحزن الفرح ان هذا الرجل نال عقابه اخيرا والحزن لانه يوجد اليوم الاف العراقيات الثكالى بفقد احبتهن."

انتصار موظفة في احد المصارف الحكومية تقول " لم نكن نرضى بحكم صدام وما جره علينا من ويلات ومآس وتصورنا ان البلد سينعم بعده بالامان والخير ولكن للاسف تعجز الحكومة الحالية ان تمسك بزمام الامور وتفرض الامن والامان الذي نحن بامس الحاجة اليه وهي غارقة في مشاكلها هي لذا فان قرار الحكم على صدام حسين لايمثل شيئا بالمرة على الاقل في الوقت الحاضر.

شبكة النبأ المعلوماتية- 6 الاثنين/تشرين الثاني  /2006 -14 /شوال /1427