الاكتئاب مرض يمكن الشفاء منه ولكن يحتاج وقتا

  

قال باحثون امريكيون ان الاكتئاب مرض يمكن الشفاء منه في ثلثي الحالات المرضية ولكن الامر يتطلب وقتا وتجربة العديد من اساليب العلاج مجتمعة.

وقال الباحثون ان دراسة "على ارض الواقع" شملت 3671 مريضا مصابين باكتئاب شديد اوضحت انه لا يوجد عقار واحد او مجموعة من العقاقير تعمل بشكل افضل من العقاقير الباقية. ويجب معرفة التركيبة الصحيحة من العقاقير لكل مريض على حدة.

وقال جون رش وهو استاذ لعلم النفس في المركز الطبي بجامعة تكساس ساوثويسترن والذي قاد فريق البحث "النبأ السار هو ان ثلثي المرضى يمكن ان يتعافوا من الاكتئاب اذا استطاعوا تنفيذ من ثلاث الى اربع خطوات علاجية.انه امر مهم بالنسبة لمرض خطير."

ولكنه قال ان النبأ السئ هو ان المرضى قد تحدث لهم انتكاسة مرضية في اي وقت الى ان تنتهي الاعراض تماما.

وكتب رش وزملاؤه في دورية الطب النفسي ان اكتشافاتهم مستمدة من دراسة على الاكتئاب استمرت لمدة ست سنوات قام بتمويلها المعهد الوطني للصحة العقلية.

وقال رش في محادثة عبر الهاتف "لم يتضح ان هناك عقار واحد هو الافضل".

وتابع قائلا ان القليل من المرضى حصلوا على علاج معرفي ولكن سوف يتم نشر النتائج فيما بعد.

وقال "اساليب العلاج التي نتبعها لا تخفف حدة المرض بنسبة 100 في المئة... وهذا يعني اننا بحاجة للبحث عن اساليب جديدة او استخدام هذه الاساليب بشكل اكثر فعالية."

واضاف "الرسالة التي نريد توصيلها للمرضى هي ان يستمروا في العلاج حتى اذا كان من الضروري ان يمروا بعدة مراحل ويجربوا عدة وسائل علاج."

وتقول منظمة الصحة العالمية ان الاكتئاب مرض شائع يصيب حوالي 121 مليون شخص في جميع انحاء العالم. وفي الولايات المتحدة يوجد حوالي 21 مليون امريكي مصابين بالاكتئاب يشكلون 9.5 في المئة من عدد السكان.

والاكتئاب هو حالة نفسية يمكن أن تصيب الإنسان ترافقها أحياناً أعراض جسدية، وتؤثر في الشهية، وطريقة النوم، وانطباعات الإنسان عن نفسه وعن الآخرين وكل من حوله.

ويعد الاكتئاب من الأمراض القاتلة حيث إن 51 بالمئة من المصابين به ينتهي بهم الأمر إلى الانتحار، كما ثبت علمياً أن الاكتئاب يزيد من احتمالات الوفاة نتيجة لأمراض أخرى كالسرطان وأمراض الدورة الدموية.

وأكدت الأبحاث أنه في عام 2007 سيكون الاكتئاب المرض الأكثر انتشاراً في العالم, ويعود السبب إلى التطور التكنولوجي والمدني والضائقة المادية وغيرها من العوامل المواكبة للحياة العصرية، كما أفادت تقارير لمنظمة الصحة العالمية أن واحداً من كل أربعة أشخاص في العالم يعاني في وقت ما من حياته من الاكتئاب.

والنساء معرضات أكثر من الرجال للإصابة بالاكتئاب، وإن 20 بالمئة من النساء في العالم يصبن بالاكتئاب مرة على الأقل في حياتهن، رغم أن مرض الاكتئاب لا يعتبر مرض أنثوي وليس له علاقة بجسم المرأة أو تكوينها الفيزيولوجي، لكن المرأة بشكل عام أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية، على اعتبار أنها شخص عاطفي من حيث البنية الجسدية والاجتماعية، بالإضافة إلى دور الهرمونات التي تؤدي أحياناً إلى اضطرابات مع انقطاع الحيض، أو مع الدورة الشهرية، وبعد الولادة أو الإجهاض.

والشخص الذي يصاب بالاكتئاب تظهر عليه عدة أعراض قد تكون مرتبطة بالمزاج، كالحزن والقلق وضيق الصدر وانخفاض المعنويات وفقدان الأمل والشعور بعدم الاستقرار. ويمكن أن ترتبط أعراض الاكتئاب بالمعرفة كصعوبة التركيز وضعف في الذاكرة وبطء في اتخاذ القرارات والتردد والأفكار السلبية كالانتحار.

وهناك أيضاً أعراض سلوكية للاكتئاب كتأخر في ردود الفعل أو زيادتها، وفقدان الشعور باللذة أو الانشراح من ممارسة الهويات والنشاطات التي كان الشخص يتمتع بها في السابق، والبكاء لأتفه الأسباب والانسحاب تدريجياً من المجتمع، أما الأعراض البدنية للاكتئاب فتتجلى في اضطرابات النوم، وضعف في الطاقة العامة، وزيادة أو نقصان الوزن، والاضطرابات المعوية، وأعراض عضوية متنوعة.

وحتى اليوم لم يعرف سبب رئيسي للاكتئاب، إلا أن هناك عدة اتجاهات تؤكد بأن كل شخص عنده من العوامل الجينية, والتطورات البيئية والاجتماعية والشخصية والفيزيولوجية, التي تجتمع لتجعله إما أكثر تعرضاً للاكتئاب أو لتحميه من الاكتئاب.

وأفادت دراسة أمريكية حديثة بأن الترابط الأسري قد يوقف فاعلية جينات الاكتئاب.

وأشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين لديهم جين "اتلربر/5" يكونوا أكثر عرضة للإصابة بنوبات اكتئاب وذلك في حالة تعرضهم للضغوط والعيش في أجواء عصبية مشحونة.

ومن خلال الدراسة التي أجريت على مجموعة من الأشخاص الذين يحملون هذا الجين، إتضح أن حالات الإصابة بنوبات الاكتئاب ارتفعت لديهم بنسبة 27%، وذلك مقارنةً بالأشخاص الذين لا يحملون هذا الجين، بحسب جريدة عمان اليوم.

وعلى سياق متصل اكتشف باحثون أمريكيون بكلية الطب في جامعة ديوك "جينة" تعد مسئولة عن حالة الاكتئاب لدى بعض الناس، وهو ما يلقي الضوء على أسباب إصابة بعض الناس دون غيرهم بهذا المرض.

وأشار الباحثون إلى أن أي تحول في الجينة من شأنه أن يؤدي إلى خفض إنتاج مادة السيروتونين، والتي تفرزها الخلايا الدماغية، وهي مادة كيميائية وسيطة شديدة التأثير على الخلايات العصبية في الدماغ التي تتحكم بالمزاج.

لكن الدراسة لم توضح كيفية عمل هذه المادة، حيث لاحظوا فقط أن ارتفاع معدلها في الدم يجعل الإنسان في مزاج جيد.

وتوضح الدراسة أنه سيكون بمقدور الباحثين تكييف العلاج في حالات الاكتئاب تبعا لوجود أو غياب هذه المورثة. 

شبكة النبأ المعلوماتية--الخميس 2/تشرين الثاني  /2006 -10/شوال /1427