مدينة الصدر بوابة العراق الجديد

عبد الامير علي الهماشي

  مدينة يقطنها الفقراء من العراقيين يبلغ تعدادها الملايين أرادها الزعيم عبد الكريم قاسم أن تكون سندا لثورته في العاصمة التي لاتدين بالولاء له وكانت تنظر إليه بعين الريبة وتتوجس منه خيفة لأسباب عديدة لسنا بصدد ذكرها وتحليلها.

وأطلق عليها إسم (الثورة) لتوحي بالتغيير في مستقبل عاصمة العراق بغداد وظل هذا الإسم ملاصقا لها، ولايخفى على الكثيرين أن الانتماء لهذه المدينة يُمثل تهمة على كافة الصُعد إجتماعيا وسياسيا وولائيا.

وعندما جاء الطاغية الى الحكم وبعد قادسيته اللعينة أمر تابعه الذليل (سمير الشيخلي) بتنفيذ حملة شعبية يُرافقها إعلام النظام بطلب تغيير الاسم من الثورة الى صدام، لتثبيت مقولته بأن زمن الثورات قد انتهى في العراق!!!

ولحاجة في نفس صدام لم يستطع التخلص منها حتى هذه اللحظة بحقده على عبد الكريم قاسم الذي أحبته الجماهير العراقية وباتت تنسج الخيالات في حبه وهذا ما لم يستطع أن يحققه بالرغم  من حشد كل ماتملكه الدولة العراقية من إمكانيات في هذا المجال.

ولكن الاسم ظل يلهجه أبناء المدينة سرا وكان أحد أساليب الرفض ضد الطاغية أن تذكر مدينة الثورة دون اسمها الجديد وبالرغم من تغيير الاسم إلا أن المدينة ظلت تعاني التهميش والاهمال قياسا الى  بقية مدن العاصمة وأطرافها.

وبعد سقوط الطاغية تزينت المدينة باسم جديد دون ضجة إعلامية تيمنا بقائد قدم حياته من أجل حرية هذا الشعب الجريح.

وبدأت المدينة تُثير قلقا من نوع آخر للسياسيين الذين بدأوا يشعرون بدور هذه المدينة المليونية

وقد حان عصر المحرومين وإن كانت للقاهرة (حرافيشها) فإن لبغداد حرافيش من نوع آخر _إن جاز التعبير_.

حرافيش يحملون ولاءا خاصا لحوزة النجف ولايكاد بيت من بيوتهم يخلو من صور لاحد الزعماء الدينيين وبعض قادة الائتلاف العراقي الموحد.

لقد كانت لهذه المدينة الكلمة الفصل في الانتخابات الماضية ولذلك شن المنافسون حملة تشكيكية قوية ضد الصناديق الانتخابية فيها وجرى ما جرى أنذاك.

وهكذا سيكون لمدينة الصدر الكلمة الفصل في العراق الديمقرطي إذا ماأراد الاخرون للديمقراطية أن تستمر في العراق.

استهداف المدينة

لم يعد خافيا أن المدينة مستهدفة من قبل الطائفيين والحاقدين الى جانب السفير زلماي زاد الذي نراه محاورا يدعو الى السلم في قضايا مشابهة ونراه عنيفا يأمر القوات الامريكية بمهاجمة المدينة عند أقل وشاية من قبل الحاقدين وقد حصل ذلك أثناء مسرحية خطف النائبة البرلمانية.

واليوم مع الجندي الامريكي الجنسية العراقي الاصل ولم نر مثل هذا التحرك عند إختطاف الصحفية الامريكية الاصل والجنسية جيل كارول عند إختطافها في إحدى مناطق بغداد، بل كان الاهمال المتعمد لقضيتها واضحا لولا إشارة وزير الداخلية العراقي السابق (بيان جبر) الى مكان وجودها وتدخل مكتب التحقيقات الفدرالي  لما اُطلق سراحُها حتى هذه اللحظة ولما كتبت مذكراتها !!

ويمكننا القول أن المدينة تشهد عقابا جماعيا لمواقفها السابقة أو لمواقفها اللاحقة وبات السفير وغيره لايعرفون اللغة التي يتخاطبون بها مع المدينة وأكاد اُجزم أنهم إستندوا في تعاملهم مع هذه المدينة الى معاملة الطاغية معها ولم يتعلموا بأن هذه اللغة قد ولى زمنها ولن تجدي نفعا في تطويع المدينة كما لم يستطع الطاغية أن يفعل ذلك.

أن التحركات المريبة ضد هذه المدينة تهدف الى إحراج الحكومة المنتخبة أمام ناخيبها من هذه المدينة وجر البلاد الى حرب لان وراء كل أزمة كبيرة مفاوضات يكون الخاسر فيها الجماهير المحرومة.

فالسفير مازال يحلم بانجاح مشروعه وإن لم ينجح فستعود عمليات التفخيخ واطلاق الصواريخ على المدينة من مصادر مجهولة لا تستطيع القوات الامريكية تحديد مصدرها!!!

ماذا نريد من المالكي؟

حسنا فعلت حينما رفعت حصارا جائرا ضُرب على المدينة كان هدفه إسقاطك ووضعك في مواجهة مع أبنائك وإخوتك ولكننا نريدك بينهم اليوم وغدا ليشعر أبناء هذه المدينة أنك منهم وتشعر مايشعرون به وتتألم لما يصيبهم جراء مواقفهم البطولية وصبرهم على الأذى من أجل العراق الجديد.

وإن لم تستطع ذلك للظروف الامنية المعقدة فنرجو أن لاتؤجل ذلك كثيرا فهذه المدينة بحاجة الى السلوى والمداراة وإلا سيحاول الاخرون اقتطاف الثمرات نتيجة مايزرعه المشككون والمتربصون بالعراق الجديد.

فمازال لهذه الجماهير كلمتها التي قد تتحول الى فعل آخر وهم بوابة العراق الجديد...

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية--الخميس 2/تشرين الثاني  /2006 -10/شوال /1427