غلق المنافذ الحدودية يؤدي الى  إرتفاع حاد في الأسعار في محافظات الجنوب

 

 تمتم بغضب وهو يستدير بسرعة ويهرب بخفة رغم سنواته السبعين عندما سمع بائع الخضار يقول له إن سعر كيلو البندورة (الطماطة) يبلغ (2500 ) دينار ، وراح يرفع صوته مستاءا وهو في طريق عودته الى البيت " سنعمل مرقه من التفاح اللبناني أو الأمريكي على الأقل سعره لا يتعدى 1500 دينار (للكيلو)."

كان غضب هذا المواطن السبعيني يعكس حالة الاستياء التي تعم محافظات العراق الجنوبية إزاء ما شهدته أسواقها من إرتفاع حاد في أسعار الفواكه والخضر أثناء وبعد عطلة عيد الفطر، وذلك بسبب إغلاق المنافذ الحدودية مع إيران..

كما ساهم في تك الازمة بعض التوترات الأمنية التي تشهدها تلك المحافظات والتي أدت الى عدم وصول الخضر والفواكه إليها بالشكل المطلوب كما حدث في محافظة ميسان.

فقد شهدت ميسان توترات أمنية حادة في الأسبوع الذي سبق عيد الفطر ألقت بظلالها على حركة السوق واستيراد وتوزيع البضائع وخصوصا (الطماطة) التي هي عنصر أساس في المطبخ والمائدة العراقية.

إستثارت كلمات الشيخ الغاضب الزبائن المتزاحمين على باب متجر للخضر والفواكه في منطقة الجزائر وسط مدينة البصرة وفتحت لهم باب السخرية المرة والتعليقات، فرد صاحب المحل محتدا " يامعودين احنا شبيدينا روحوا حاججوا أهل العلاوي وأصحاب السيارات." وتابع إحتجاجه متسائلا " إذا كنا نشتريها بألفي دينار (للكيلو) يعني بيش نبيعها؟."

وفسر الحاج احمد خضير صاحب علوة (محل لبيع الخضر والفواكه بالجملة) في البصرة شحة هذه المواد وارتفاع اسعارها بقوله إن "سبب شحة الخضر والفواكه وارتفاع أسعارها في الأيام الأخيرة هو غلق المنافذ الحدودية خلال أيام العيد."

وأضاف أن "أغلب هذه المواد تأتي من إيران عبر هذه المنافذ كالفواكه والبطاطا والطماطة والبطيخ والرقي."

وأيده في ذلك وصفي كاظم (بقال) من محافظة ميسان حيث قال إن "السبب يعود لقلة المعروض في سوق الجملة (العلوة) بسبب غلق منفذ الحدود مع ايران حسب ما وردنا من معلومات والذي تعتمد عليه المحافظة بصورة اساسية في تزويدها بالمنتجات الزراعية من الفواكة والخضر."

وعزا جبار محمود ، وهو بائع مفرد من محافظة ميسان ، سبب إرتفاع الاسعار الى ان" الايام الحالية يتوقف فيها الانتاج المحلي بسبب التغيير المناخي مما يؤدي الى الاعتماد على المستورد وهو بالتاكيد مرتفع الثمن."

واضاف" كل ذلك يقع عبئه على المواطن الذي لا بد من ان يلبي حاجاته المعيشية واولها الغذاء اليومي."

ولكن البائع عقيل جاسم القى باللائمة " على تجار الجملة ومضارباتهم وعدم إكتفائهم بالربح البسيط خاصة مع قلة العرض وزيادة الطلب مما يشجع هؤلاء على فرض الاسعار حسب مايشتهونه."

وقال "ليس هناك من رقيب ولا حسيب ولا جهاز ينظم العملية ولذلك فالمواطن لم يعد يستغرب أي سعر نضعه على بضاعتنا."

فيما قلل البائع علي عطوان من محافظة ميسان من شأن أزمة الاسعار الحالية واعتبرها حالة لن تستمر الا لفترة لاتتجاوز الاسبوع . وقال "العرض سيزداد ويبقى التنافس على الاحسن والارخص بين باعة الجملة وباعة المفرد."

واشار الى ملحوظة مهمة وهي ان الاسعار في عمومها حاليا وفي الموسم الشتوي ستكون اعلى من معدلاتها في الموسم الصيفي.

ومن جهته ،قال المقدم كريم شرهان الزبيدي معاون مدير منفذ الشيب الحدودي في تصريح هاتفي لوكالة أنباء (أصوات العراق) إن "منفذ الشيب الحدودي أغلق تماما خلال عطلة العيد لأسباب أمنية وهذا هو سبب شحة الخضار والفواكه و ارتفاع أسعارها."

وأوضح ان" منفذ الشيب الحدودي هو المنفذ الرئيس للمحافظات الجنوبية لإستيراد هذه المواد"، مضيفا "لكن المنفذ فتح يوم السبت وبدأت هذه المواد تتدفق إلى المحافظات الجنوبية."

وهكذا صارت الطماطم التي كان العراقيون يتندرون بوفرتها ورخصها في امثالهم من النوادر هذه الايام.. ويبقى الامل في أن تكون إعادة فتح منفذ الشيب الحدودي الباب الذي ستعود من خلاله الخضر والفواكه ،وخاصة الطماطة سيدة المائدة العراقية ، الى سابق عهدها. 

شبكة النبأ المعلوماتية--الثلاثاء 31/تشرين الاول  /2006 -8/شوال /1427