مدينة الصدر تحت الحصار.. غليان وغلاء وأزمة نقل وموت

  

في اليوم الخامس من الحصار الأمريكي على مدينة الصدر (شرق بغداد) إرتفعت أسعار الخضروات والمواد الغذائية والمنزلية في الإسواق الشعبية نتيجة لإغلاق مداخلها .

باعة الخضروات ومنهم أبو ناصر ، يوكدون أن الحصار وراء هذا الارتفاع الذي الذي يؤثر على أوضاع المدينة المكتظة بالفقراء ، وقد قال أبو ناصر الذي يبيع الخضار في سوق الأولى عندمدخل المدينة لوكالة أنباء (أصوات العراق) " إرتفاع أسعار الخضروات وغيرها من المواد الغذائية والمنزلية سببه إغلاق منافذ المدينة من قبل القوات الإمريكية ، إضافة إلى رفض سائقي سيارات الحمل الذين ينقلون المحاصيل الزراعية إلى الإسواق الشعبية ورفضهم دخول المدينة بسبب الإختناقات المرورية الحاصلة عند المداخل وخشيتهم من إن يتعرضوا إلى مخاطر بسبب التوتر الإمني في المدينة ."

وأضاف "عدد من بائعي الخضروات في السوق يتوجهون بسياراتهم الخاصة إلى علوة المخضر ( سوق الجملة الذي تباع فيه الفواكة والخضروات ) ليحصلوا على ما هو يسير من تلك المحاصيل لبيعها بالسوق."

وأوضح أبو ناصر "بلغ سعر كيلو الطماطة (1000) دينار عراقي بعد إن كان سعرها (خمسمائة دينار ) ، وبلغ سعر كيلو البطاطا (1000) دينار بعد إن كان سعر الكيلو حوالي 600 دينار."

ومن جهته قال أبو أنور ، وهو بائع بقوليات في السوق نفسه "أذهب يوميا بسيارتي الخاصة إلى علوة جميلة ( شرق بغداد ) ، وأضطر لبيعها بسعر أغلى بسبب قلة الكمية."

وتشهد علوة جميلة الواقعة (شرق بغداد) شحة في الخضروات لكونها تقع ضمن الرقعة الجغرافية لمدينة الصدر.

وتشهد مدينة الصدر (شرق بغداد) أزمة في حركة النقل الخاص بسبب إغلاق المنافذ والإختناقات المرورية في المناطق المحيطة ،حيث يتعذر على السائقين الدخول إلى المدينة والخروج منها بسبب التأخير لساعات طويلة على المداخل الرئيسية للمدينة ، ويطلق السائقون على إحدى المنافذ ،وهو المنفذ القريب من منطقة البيع المباشر أو البحيرة ، أسم ( معبر رفح) لكونه أكثر المنافذ تعقيدا وإختناقا بسبب كثرة الشوارع الفرعية المؤدية اليه .

وقال محمد لطيف الذي يعمل سائق سيارة نوع " كيا" "إن خط السير المخصص له هو (مدينة الصدر- الباب الشرقي) ،الا إنه إضطر للعمل داخل المدينة تجنبا للإختناقات المرورية عند نقاط التفتيش الموضوعة على المنافذ ،وتجنبا لسؤال القوات الامريكية للسائقين ( من أين إتيت وإلى أين تذهب) ’ أضافة إلى إجراءات التفتيش التي يقومون بها.

مهدي اللامي صاحب محل ميكانيك في منطقة الشيخ عمر الصناعية وسط بغداد حاله حال آلاف العمال والموظفين يقطع المسافة بين مكان عمله في شيخ عمر ومحل سكنه في مدينة الصدر مشيا على الاقدام خلال الذهاب والاياب ويصف الوضع في أجواء الجصار "آلاف المواطنين ، بضمنهم نساء وأطفال ، يذهبون صباح كل يوم سيرا على الإقدام لمزاولة إعمالهم بعد إن يجتازوا نقاط التفتيش على الجسور الواقعة عند مداخل المدينة ."

بدوره اكد عضو الجمعية الوطنية السابق واحدى القيادات السياسية في التيار الصدري فتاح الشيخ ان حالة التذمر الواسعة في مدينة الصدر وصلت الى حدود خطيرة. واضاف الشيخ ان مدينة الصدر تغلي نتيجة تصرفات حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وتستغرب صمت السياسيين والكتل الوطنية عمّا يجري في هذه المدينة المجاهدة . وقال الشيخ وهو رئيس تحرير لصحيفة اشراقات الصدر الواسعة الانتشار في مدينة الصدر ان سكان المدينة اقسموا انهم يريدون قطع اصابعهم التي لونها الحبر الازرق لانها انتخبت الائتلاف العراقي الشيعي الموحد وحكومة المالكي.

وفي وصفه لكثرة قتلى المدينة نتيجة العمليات العسكرية التي تنفذها القوات العراقية والاميركية ضد المدينة منذ اربعة ايام قال الشيخ في تصريح لوكالة الانباء العراقية ان نتائج الانتخابات ومجلس النواب والحكومة نجدها اليوم في مجالس العزاء والفواتح المنتشرة بالمدينة التي اوصلت المالكي للسلطة.

واضاف فتاح الشيخ ان مدينة الصدر تعاني من حصار غير مسبوق وان الامريكيين يهددون ثلاثة ملايين مواطن يسكنون مدينة الصدر للتفتيش عن جندي مختطف وقال اليوم مدينة الصدر رهينة ومختطفة ونوري المالكي وحكومته والمجلس النائم لايهمهم مايجري... ولايستجيبون للاستغاثات التي تنطلق من المدينة المجاهدة .. ولذلك فان المدينة قد اعلنت طلاقها الابدي لهذه الحكومة التي وصلت باصواتهم وكذلك طلقت الائتلاف الذي بني اساسا على ظهورهم" . واضاف ان سكان مدينة الصدر يتساءلون: اين المرجعية واين السيد مقتدى ولماذا هذا الصمت عما يجري . واوضح ان مدينة الصدر واقعة الان تحت حصار الجيش الامريكي وهي محاطة بالاف الجنود باسناد جوي والجميع يراقبون ويتوقعون اعمالا عسكرية عنيفة.

ودعا فتاح الشيخ جميع الوطنيين العراقيين الى التحرك طالبا تجاوز حكومة المالكي و الائتلاف للعمل على كسر الحصار الامريكي وانقاذ مدينة الصدر من الخطط التي تحاك ضد ابنائها. واكد ان المدينة ستكون الصخرة التي تتكسر عليها نار الفتنة الطائفية وفي ضواحيها ستدفن للابد خطط تقسيم العراق. وقال من مدينة الصدر سيتم توحيد العراق وبسواعد ابنائها ستتم حماية كل ابناء العراق بغض النظر عن طوائفهم و مذاهبهم واديانهم واعراقهم ليعود العراق الموحد المتآخي يعيش بحب وسلام«. 

شبكة النبأ المعلوماتية--الاثنين 30/تشرين الاول  /2006 -7/شوال /1427