هل سينجح الاعلان المشترك للمالكي وخليل زاد في تجنب الجمهوريون الخسارة في انتخابات  الكونجرس؟

كتب: علي النواب 

  

أعلن نوري المالكي رئيس وزراء العراق والسفير الامريكي زلماي خليل زاد اهدافا مشتركة يوم الجمعة بعد ايام من الخلاف العلني الذي اثار تساؤلات جديدة بشأن سياسة امريكا بالعراق قبل انتخابات الكونجرس التي تجري الشهر المقبل.

وفي بيان مشترك صدر بعد اجتماع مع خليل زاد قال المالكي ان حكومته لديها "جدول زمني" للتطورات السياسية .

ويقول مسؤولون عراقيون ان المالكي غضب الاسبوع الماضي عندما اكد خليل زاد على ما يبدو للناخبين الامريكيين الذين فقدوا صبرهم ان المالكي يتبع جدولا زمنيا تؤيده امريكا "لمعايير" الاداء واصروا على ان اي "جداول زمنية" تعد مبادرة عراقية محضة ولا تلزم المالكي بعمل.

وعلى الرغم من ذلك قد يخفف هذا البيان الضغوط الانتخابية على الرئيس جورج بوش ومسؤوليه الذين حاولوا جاهدين شرح استراتيجيتهم للخروج من العراق بعد ان نفى المالكي انه يعمل بناء على برنامج زمني وانتقد بحدة السياسة الامنية الامريكية قائلا ان بوسعه العمل بشكل افضل اذا منح حرية حركة اكبر.

ويواجه الجمهوريون خسارة محتملة في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي التي ستجري في السابع من نوفمبر تشرين الثاني والتي يعد الاستياء من سياسة بوش في العراق عاملا حاسما فيها .

توجهات الناخب الامريكي في الانتخابات التشريعية عادة ما يحدد الشأنان الاقتصادي والضريبي، لكن المقترعين الذين سيختارون بعد 10 ايام نصف اعضاء مجلسي النواب والشيوخ، يأخذون في اعتبارهم هذه المرة قضايا سياسية خارجية ابرزها الحربان في العراق وافغانستان. ويتوقع ان تكون الانتخابات استفتاء على اداء الرئيس جورج بوش في كلا البلدين، كما لن تكون نتيجته افضل من النتائج التي حققها فيهما.

وتتصدر الحرب على العراق، في ظل التعثر الأمني وارتفاع عدد القتلى في صفوف القوات الأميركية هناك، أولويات الناخب في هذه الدورة، بحسب استطلاع «مركز زغبي الدولي» الأخير. وألحقت وتيرة الأنباء السيئة الواردة من العراق الضرر الأكبر بشعبية الحزب الجمهوري وأوصلتها الى 33 في المئة مقابل 44 في المئة للديموقراطيين الذين يحتاجون الى 15 مقعدا في مجلس النواب و6 مقاعد في مجلس الشيوخ لإحراز الأكثرية في الكونغرس التي خسروها في 1994.

ويهدد هذا السيناريو مواقع نواب جمهوريين بارزين في مجلس الشيوخ وقريبين من بوش، مثل ريك سانتوروم (بنسلفانيا) وجورج آلن (فيرجينيا) وبوب كوركر (تينيسي) ومايكل ديواين (أوهايو)، وكلها ولايات فاز بها بوش العام 2004.

ويعتمد الديموقراطيون في حملتهم أساسا على انتقاد بوش الذي تهاوت شعبيته الى 39 في المئة، ومهاجمة النواب المؤيدين للحرب أو تطويع مرشحين خدموا برتب عالية في الجيش الأميركي، انما من دون أن تكون لهم استراتيجية واضحة لإنهاء المهمة أو ايجاد مخرج من الأزمة. واستنتج الخبراء أن يوم الاقتراع سيكون أشبه باستفتاء على أداء بوش وليس تنافسا بين استراتيجيتين.

ورغم محاولات الجمهوريين المتكررة لتغيير الخطاب السياسي الانتخابي والتركيز على أسعار النفط المنخفضة نسبيا والأرقام الاقتصادية المشجعة التي حققتها، بحسب الجمهوريين، سياسة خفض الضرائب، يخيم شبح الحرب على الوسط الانتخابي كما خيمت فضيحة «ووترغيت» أيام الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون على انتخابات 1974 والتي خسرها الجمهوريون.

وفيلم (وفاة رئيس) DEATH OF A PRESIDENT  الذي يعرض الان في عدد من دور العرض الامريكيية  الذي اثارت بدايته الاستفزازية الكثير من الجدل  هو صورة من صور الضغط المنظم الذي يتعرض له بوش... وبعدها قال العديد من المشاهدين ان عدم حبهم لبوش وسياساته المحافظة هو الذي دفعهم لمشاهدة الفيلم.

وقالت ميكي مارتينز (55 عاما) "كان مضحكا عندما كانوا يتحدثون عن كم كان رجلا عظيما ثم اصبح جادا عندنا بدأوا في حشد الجميع. لقد اوضح حجم الاضرار التي يمكن ان تحدث اذا ما اغتيل فعلا."

واضافت صديقتها سوزان واليك (53 عاما) "اعتقد انه من المحزن ان يكون الرئيس حقيرا الى هذه الدرجة بحيث نضطر ان نصنع فيلما مثل هذا كي نخرجه من نظام حياتنا.

ومن الأصوات التي ارتفعت تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر وهو الديبلوماسي والمستشار المخضرم والدينامو المحرك لحملة بوش الانتخابية التي ساهمت في وصوله الى البيت الأبيض، إذ طالب الإدارة الأميركية ومعه مستشارون آخرون مقربون من بوش بسحب القوات الأميركية من العراق خلال شهور، بل وطالبوا بوش بمغازلة سورية وإيران للتعاون معهما بهذا الصدد، للإسهام في الخروج من العراق.

فبيكر قال الأسبوع قبل الماضي في مقابلة مع محطة تلفزيون «بي بي سي» ان اللجنة التي يرأسها والتي شكلها الكونغرس وتدرس سبل الخروج من المأزق العراقي «لا تملك حلاً سحرياً للأزمة»، والسناتور الديموقراطي لي هاملتون الذي يرأس اللجنة مع بيكر قال في البرنامج التلفزيوني نفسه: «نعترف جميعاً بصعوبة المشكلة»، اما جون كيري الديموقراطي الذي كان منافساً عنيداً لبوش على الرئاسة ويهيئ نفسه لمنازلة جديدة على الرئاسة فقد كان في نقده أكثر وضوحاً، إذ اكد ان بوش ضلل الشعب الأميركي في حربه على العراق، وان عليه الانسحاب من العراق،

 هذه الصور وغيرها ربما كانت الدافع وراء محاولة خليل زاد الى خلط الاوراق عبر تصريحاته الاخيرة التي اغضبت رئيس الوزراء المالكي ( كما يبدو ) في رسم صورة للناخب الامريكي من ان  زمام الامور لا زال بيد الولايات المتحدة وانها – الولايات المتحدة – قد نجحت في مشروعها.

الهادف الى تاسيس دولة ديمقراطية تستطيع لوحدها الدفاع عن نفسها  الى الحد الذي اكد فيه رئيس "الوزراء المالكي ان بوسعه العمل ( بمفرده ) بشكل افضل اذا منح حرية حركة اكبر".

في دلالة من ان الولايات المتحدة لم تخسر في العراق كما تصور وتروج الصحافة الامريكية لذلك ، الى ذلك اشار وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد معللا  استياء نسبة كبيرة من الشعب الامريكي من سياسة بوش في العراق ، عندما قال ان الاعلام الامريكي يتعامل بعدائية مع الشعب العراقي ، ورغم خطورة ما ادعاه رامسفيلد – وهو يعلم ذلك – الا انه اضطر تحت ضغط الشارع الامريكي ان يعلن ذلك عله ان ينجح في تشتيت تركيز الناخب حول الوضع المتردي في العراق وافغانستان ولو الى حين ..

فهل ستنجح هذه التكتيكات في تغيير قناعة الناخب الامريكي التي باتت تترسخ يوما بعد يوم بصعوبة الموقف الامريكي اتجاه الحرب في العراق وانحيازه الى ماتطرحه غالبية وسائل الاعلام الامريكي وربما الحقائق التي يتم تسريبها من ارض الواقع .. اعتقد ان على مستشاري بوش عملا خرافيا عليهم ان ينجزوه ، اقله تحسين الوضع الامني المتردي في العراق وافغانستان  ولوبنسب مقبولة اوتحقيق انجاز اعلامي مثل تحربر الجندي المختطف في العراق  وفي مهلة لاتتعدى اسبوعا واحدا ، ولك ان تتصور صعوبة مثل هذا العمل .. 

شبكة النبأ المعلوماتية--الاحد 29/تشرين الاول  /2006 -6/شوال /1427