حرب الفايروسات

عبدالامير علي الهماشي

 هذا العنوان ليس لبرنامج حربي أمريكي جديد وإنما  هو عنوان لأسلحة الضعفاء من الذين لايستطيعون مواجهة الفكر بالفكر والكلمة بالكلمة ،ويمارسون إرهابا الكترونيا عبر رسائلهم المرسلة الى من ينشر فكره ويعبر عنه بطريقة واضحة لا لبس فيها..

لقد إستقبل جهازي الفايروسات بأنواعها عبر الرسائل الالكترونية التي تصاحبها في بعض الأحيان شتائم عراقية تفنن مرسلوها بين أن يترجموها الى الانكليزية أو باللهجة الدارجة حيث يكون ثقلها أكبر على على متلقيها ...!1

وهي تعبر عن روح الرفض والاشمئزاز لما كتبته في المقالات السابقة.

ولعلي لست الوحيد الذي يتعرض لمثل هذا الهجوم الذي يُعبر عن حالة من الضعف حيث لايستطيع أصحاب هذا الاسلوب مقابلة الاخرين بافكارهم ونتاجهم فيلجئون الى الشتائم والى سلاح الارهابين الالكتروني (الفايروسات)التي تحطم البرامج للجهاز الذي نجلس خلفه  ونحاول أن ننقل الافكار الى الاخرين.

 واستطيع القول بقناعة أن هؤلاء لو توفرت لهم فرصة القتل لقتلوا ولو علموا مكان إقاماتنا لبعثوا مفخخة كما هي( التقليعة )الارهابية الان دون ان تهتز لهم شعرة في أبدانهم فالهدف واحد وإن اختلفت طرقه....

لقد اتاحت المواقع الالكترونية الفرصة لمن يريد أن يعبر عن رايه بكل حرية، وأن يعبر من يشاء التعبير عن إفرازاته الداخلية دون وجل وخوف وبعضنا يكتب باسماء مستعارة فيستخدم ما يستخدمه من ألفاظ تجاه الاخرين دون رادع يمنعه من ذلك، واتاحت للمفكرين من إيصال نتاجهم بسرعة هائلة لم تكن متوفرة بهذا الشكل حتى العقد الثمانيني من القرن الماضي.

ونتساءل هل ننزلق الى نفس المستوى والنمط من الاجابات التي تصل الينا والى غيرنا؟

إن الانزلاق الى هذه الحالة يعني إختلاط الامور على المتلقي وحتى لمن يستخدم هذه الاساليب فيرى ان ذلك هو المتعامل به بين الكل ، ومن يراقب الكتاب العراقيين يرى مثل هذه الاساليب وحينها تصدق المقولة:( أننا لانعرف غير لغة الشتائم....!!).

إنني أعتقد أن هناك ميثاق شرف ضمني بين المثقفين بعدم اللجوء الى تلك الوسائل الوضيعة لاتها تعبر عن إنهيار القيم وغلبة روح الارهاب على روح التحاور والاختلاف الموضوعي.

إن أي مثقف وكاتب له الحق المشروع في التثقيف لإرائه بصورة موضوعية وواعية أيا كان هذا الكاتب أو المثقف ،ومن يقف ندا له عليه ان يقابله بالرأي الموضوعي دون اللجوء الى الاساليب الارهابية الالكترونية اللعينة الفايروسات.

نتمنى لمواقعنا الالكترونية أن تحرك الفكر و تكسر الجمود العقلي وتُطلقه الى الأمام في كافة المجالات لنؤدي حق هذا التطور العلمي الذي اُتيح لنا.

ومن هنا نوجه الدعوة لكل من يختلف مع الاخرين أن يواجه الفكر بالفكر وبطريقة الحوار العقلاني وعلى الطريقة القرانية التي كان يدعو بها الرسول الكريم هو صاحب الحقيقة المطلقة (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )الاية 24 من سورة سبأ

فسلاح الفايروسات لايرهب أصحاب المبادئ الراسخة ولاتهزهم وانما تزيدهم إصرارا وشموخا لأن الاخرين إستخدموا آخر أسلحتهم وأوهنها !!

ملاحظة:أعترف أني أكتب هذه المفردات كرد فعل لما تعرض له جهازي ( وقد أبدلته باخر) من هجوم فايروسي  واما سيل الشتائم التي وصلتني فقد أفرحتني كثيرا لآني أعتقد ان من يلجأ الى ذلك من لايستطيع مجاراة الاخرين واني أثرته وجوابي لهم جواب من نتأسى بهم من أئمة أهل البيت _ع_حينما أجاب  أحدهم بعد ان قام بسبه:(إن كان ماذكرته فيَّ فاستغفر الله وإن لم يكن ماذكرته فيَّ فاستغفر الله لك).

واما المديح من بعض الاخوة والاخوات يضعني تحت المسؤولية والالتزام لاكون عند حسن ظنهم فيما ذكروه. 

شبكة النبأ المعلوماتية--الاحد 29/تشرين الاول  /2006 -6/شوال /1427