العراقيون يأملون ان تكون وثيقة مكة نهاية نزيف الدم العراقي

 

 

عبر مواطنون في مدينة كربلاء عن أمنياتهم بنجاح بنود وثيقة مكة التي تم توقيعها ليلة أمس الجمعة في مكة المكرمة من قبل علماء دين سنة وشيعة وتمنوا ان تكون وثيقة للوحدة وحقن الدماء .

وكان مجموعة من رجال دين عراقيين يمثلون المرجعيات الدينية الشيعية والسنية وقعوا امس الجمعة في مكة المكرمة على وثيقة تهدف إلى وضع حد للإقتتال الطائفي في العراق واعلان حرمة الدماء العراقية ووقف عمليات التهجير القسري.

وأشرفت منظمة المؤتمر الاسلامي على المؤتمر الذي حظي بدعم وموافقة جميع المراجع الدينية الشيعية والسنية والتي لم تحضر المؤتمر.

وقال ذو الفقار علي (31) عاما لوكالة أنباء(أصوات العراق) "الوثيقة وعلى الرغم من أنها جاءت من علماء المسلمين ووقعوا عليها علماء المسلمين العراقيين إلا أنها لن تحل المشكلة العراقية."

وأوضح"المشكلة لم تكن في يوم من الأيام بين الشيعة والسنة على الرغم من وجود الخلاف إلا إن هذا الأمر من الممكن أن يحل بعودة الثقة بينهما وهذا ما أكدته الوثيقة أيضا في إحدى بنودها التي أكدت على عدم تكفير مذهب لمذهب آخر ولا يجوز الاعتداء على أماكن العبادة من مساجد وحسينيات واتخاذها مكانا للاعتداء."

مبينا" الحل هو مع من حمل أجندة جديدة في الواقع الإسلامي وهو الغائب عن اجتماع مكة الذي تمخضت عنه الوثيقة" وتابع "هذه الأجندة التي حملها التكفيريين إلى العراق تعتبر واحدة من معوقات نجاح هذه الوثيقة."

أما زهير مجلي (33)عاما فقد عبر عن تفاؤله بهذه الوثيقة وقال "إنها جاءت هذه المرة من مرجعيات دينية لها وزنها وثقلها وأتباعها في الشارع العراقي"وأضاف" إن ما يهمنا اليوم هو أن يكون العراق موحدا وان لا خلاف بين الشيعة والسنة الذين عاشوا على مر التاريخ إخوة متحابين ومتصاهرين."

أما علي حسين(45) عاما فقال "هذه الوثيقة باركها الله سبحانه وتعالى لأنها وقعت قرب بيته العتيق والشريف."

وأضاف "إن هذه الوثيقة تعتبر فتوى إسلامية ويجب على الجميع من أتباع علماء الدين الالتزام بها والتوقف فورا عن التناحر الطائفي والالتفات إلى العدو المشترك وهو الاحتلال."

وتابع" انها وثيقة مهمة لو كتب لها النجاح فان التاريخ سيكتب لهؤلاء الرجال أنهم ساهموا بحقن دماء المسلمين."

فيما قالت الموظفة أنعام الاسدي(39) عاما "إنها ما زالت خائفة على الرغم من فرحتها الكبيرة بهذه الوثيقة."

وأضافت إن "سبب الخوف هو وجود التكفيريين الذين لم تشر لهم الوثيقة " وقالت "وماذا سيفعل رجال الدين اذا لم يلتزم بها هؤلاء الذين جاءوا من خارج الحدود."

أما زميلتها زينب علي فأكدت انها مؤمنة بحكمة الله الذي أراد أن تكون نهاية نزيف الدم من بيته الشريف .

وأضافت "انه مكان مقدس ولا يمكن لاي مسلم عاقل ومؤمن وردد الشهادة ان يخالف هذه الوثيقة لأنها موقعة من قبل علماء الدين العراقيين ومباركة من قبل علماء الدين في العالم الإسلامي كله .

وتابعت" هذه الوثيقة أكدت على حرمة الدم العراقي وأموالهم وعرضهم مثلما أكدت على إن الاختطاف والتهجير عمل حرام وإن لا خلاف بين الشيعة والسنة في العراق بل التكفيريين هم من جاءوا بفتاوى غريبة على الشعب العراقي والتي وصلت إلينا مع الاحتلال الأمريكي لأرضنا المقدسة."

وقال الصيدلاني جودت الحسني(45) عاما "ان الفرحة ستكون كبيرة لو أن هذه الوثيقة وجدت صدى طيبا لمن ابتعد عن افكار روح الاسلام في التسامح ونبذ العنف والاقتتال."

وأضاف"ما يفرحني في هذه الوثيقة أنها أكدت على إن المسلمين جميعا عونا للمظلوم وأشداء على الظالم وإنها أكدت على حرمة الاعتداء على المساجد والحسينيات وأماكن العبادة الأخرى."

هذا ورحبت صحف عراقية اليوم بتوقيع (وثيقة مكة) لتحريم الاقتتال واراقة الدماء من جانب علماء دين عراقيين اجتمعوا أمس بجوار الحرم المكي الشريف على بعد امتار من الكعبة المطهرة برعاية ومباركة منظمة المؤتمر الاسلامي والمملكة العربية السعودية. واعربت الصحف العراقية عن املها في ان تترجم بنود الوثيقة التي جرى توقيعها السبت الى فعل ملموس على ارض الواقع العراقي الذي يزداد حراجة. وخصصت صحيفة (الصباح) جزءا كبيرا من صفحتها الاولى لمتابعة توقيع الوثيقة والمؤتمر تحت عنوان (ميثاق مكة - رجال الدين يتعهدون للسلام في رحاب بيت الله) واشارت الى ان الميثاق يتألف من عشرة بنود باركها السيستاني واذيعت على العالم بحضور ثلاثة ملايين معتمر. وذكرت الصحيفة ان نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وصل الى السعودية على رأس وفد برلماني وحكومي مساء امس لاعطاء زخم اكبر لميثاق مكة والتأكيد على رغبة اهل السنة في العراق في انهاء الاقتتال الطائفي. وقالت الصحفية في افتتاحيتها التي حملت عنوان (عهد مكة) بقلم رئيس التحرير فلاح المشعل "ان العراق اليوم يستصرخ ابناءه البررة بضرورة ايقاف نزيف الدم وانجاح وترجمة وثيقة صلح مكة على ارض الواقع وشوارع بغداد وازقتها ومحالها التي امتلأت عنفا طائفيا". واعرب المشعل عن ثقته بدور علماء الدين في "تشديد فتواهم التي تستقى من وثيقة عهد صلح مكة ". ورأت صحيفة (المدى) المستقلة ان "(وثيقة مكة) التي وان جاءت افتائية في جوهرها الا ان من الممكن تفعيلها لجعلها بمثابة جبهة حقيقية لها هدف واضح المعالم يشترك مع الجهود الاخرى للحد من العنف الطائفي في البلاد". واعتبرت ان "هذا هو الاجراء العملي الاهم مادام موقف الدين بالاساس واضحا في قضية القتل وتحريمه"مشيرة الى ان "توقيت (وثيقة مكة) جاء في وقت اقر الجميع فيه بفشل الاستراتيجيات السابقة". واشارت الصحيفة في افتتاحيتها التي حملت عنوان "تفعيل (وثيقة مكة) عمليا اهم من مراسيم التوقيع عليها" الى قول الرئيس الامريكي ان ما يحدث في العراق يذكره بفيتنام معتبرة ذلك اشارة بثت القلق رغم تأكيده على اكمال المهمة في العراق حتى النهاية. كما اشارت الى تصريح الجنرال جورج كيسي حول فشل استراتيجية أمن بغداد وقبل ذلك تسريبات صحافية عن توصيات وضعها جيمس بيكر تخص الفشل الكلي للاستراتيجات الامريكية السابقة. الا ان الصحيفة اكدت اهمية ان لا يقابل ببرود توقيع نحو 24 رجل دين عراقيا وثيقة افتائية في مكة تحرم الدم المسلم حيث ان " جهدا من هذا النوع يمكن له ان يحقق الكثير اذا تم على اثره خلق جبهة موحدة ضد الارهاب". وافردت صحيفة (الدستور) وهي صحيفة مستقلة مساحة كبيرة من صفحتها الاولى لتغطية وقائع مؤتمر مكة في موضوع رئيسي تحت عنوان "مراجع سنية وشيعية عراقية توقع (وثيقة مكة) لتحريم الاقتتال المذهبي".

وقال رئيس تحرير الصحيفة باسم الشيخ في افتتاحية حملت عنوان (صلح مكة) ان وثيقة حقن الدم العراقي التي وقعت امس في مكة "لا نريد لها ان تبقى حبرا على ورق مثل سابقاتها من العهود والوثائق لاننا لا نريد ورقة جديدة تضاف على المتراكم من الاوراق السابقة". واشار الى ان الشعب العراقي بحاجة الى افعال تقترن بالنيات افعال تغير المعادلة وترجح كفة الخير على ما سواها "مما تحمله القلوب المريضة التي تمكن منها الشيطان ونست الله وتجاهلت شرعنا الحكيم وباعت نفسها للظلام من غير ان ترعوي". وقال الشيخ "لتبقى المسؤولية التي تناط برجال الدين مسؤولية شرعية اذا ما فشلوا في تحملها سيواجهون عقوبات إلهية كبيرة لا قوة لهم على تحملها لانني لا اعتقد ان هناك رجل دين حقيقيا يسمح لنفسه ان يتحمل وزر كل ما يسفك من الدماء لانه يريد ان يحقق اغراضا واهدافا سياسية على حساب ايمانه بقوة الخالق وجبروته". من جهة اخرى رأى حميد عبد الله في افتتاحية صحيفة (المشرق) تحت عنوان (عل مؤتمر مكة) ان المؤتمر ربما يشخص ما كان مشخصا ويضع النقاط على الحروف وقد وضعت سابقا وربما يلتمس المؤتمرون من ابناء العراق ان يلقوا السلاح جانبا ويمدوا ايديهم الى بعضهم بالمودة والرحمة لكن المشكلة هي ان ابناء العراق لا يقتتلون.

وقال "ان المتحزبين والمسيسين واصحاب الغايات والاجندات والاغراض من السنة والشيعة هم الذين يقتلون بعضهم اما عباد الله الذين يصلون لوجه الله من غير هدف سياسي ولا غرض امني ولا ارتباط خارجي فاولئك هم الضحايا". كما افرد عدد من الصحف العراقية الاخرى مساحات كبيرة من صفحاتها لتغطية توقيع (وثيقة مكة) حيث قالت صحيفة (الزمان) ان انظار العراقيين تتجه صوب مكة لوقف نزف الدم فيما قالت (الصباح الجديد) ان علماء الدين العراقيين يوقعون "وثيقة مكة المكرمة" في حين اشارت صحيفة (العدالة) الى ان "العراقيين محرم دمهم على اي انسان .. التوقيع على وثيقة حقن الدماء بالعراق في (مؤتمر مكة)". وكان رجال دين عراقيون وقعوا امس على (وثيقة مكة) التي تؤكد ضرورة ردم الهوة بين السنة والشيعة وتنبه الى خطورة ارتكاب الجرائم باسم المذهبية وتدعو الى التمسك بالوحدة الوطنية الإسلامية والحفاظ عليها من الفتن ومن سعي الآخرين لشق الصف العراقي. وتعتبر الوثيقة الجرائم المرتكبة باسم الهوية المذهبية في العراق من الفساد في الأرض الذي نهى الله تعالى عنه وتنبذ اطلاق الأوصاف المشينة على السنة والشيعة والاتهامات المتبادلة بين الطرفين. وتناشد الوثيقة الحكومة العراقية اطلاق سراح المعتقلين الأبرياء والمحاكمة العادلة العاجلة للمتورطين في جرائم وتقديمهم للمحاكمة ومحاكمتهم وتنفيذ الحكم حتى يصبح الحكم رادعا للآخرين. وتشدد الوثيقة على ضرورة أن يكون السنة والشيعة صفا واحدا من أجل استقلال العراق ووحدة ترابه وأن يعملوا على انهاء الاحتلال في البلاد ببناء القدرات الاقتصادية والعسكرية والسياسية . 

شبكة النبأ المعلوماتية--الاثنين 23/تشرين الاول  /2006 -29/رمضان /1427