مؤشرات خطرة في معدلات الامية في العالم العربي على عدم تراجعها في المستقبل

 

 

قالت مسؤولة عربية عن تعليم الكبار يوم الخميس ان هناك مؤشرات خطرة توحي بأن عدد الاميين في العالم العربي الذي بلغ 68 مليونا في 2005 لن يتراجع في المستقبل.

وأشارت سهام نجم منسقة شبكة تعليم الكبار في العالم العربي الى أنه رغم تراجع عدد الاميين بمليوني شخص منذ عام 2000 فانه من غير المتوقع أن يتم تقليص الامية في المنطقة بنسبة 50 بالمئة بحلول 2015 مثلما هو مخطط.

وقالت الخبيرة المصرية نجم في مقابلة مع رويترز يوم الخميس "هناك مشكل حقيقي وخطير مطروح علينا هو أن هناك من ثمانية الى عشرة مليون طفل خارج منظومة التعليم الاساسي حسب تقرير اليونيسف وهذا معناه مزيد من الامية في العالم العربي."

واضافت أن هذا الامر يتطلب عمل كبير وتكاتف الجهود مع المنظمات غير الحكومية والحكومات للوصول الى تجفيف منابع الامية من خلال القضاء على الانقطاع المبكر وعدم دخول المدرسة لان المكان الحقيقي لهؤلاء الاطفال المدرسة وليس الشارع.

وعزت هذا الواقع الذي وصفته بأنه محزن الى عدم جودة العملية التعليمية والى بعض المفاهيم الاجتماعية التقليدية اضافة الى واقع بطالة خريجي التعليم العالي في اغلب البلدان مما يدفع الاسر الفقيرة خصوصا لادماج ابنائهم في عمل قد يكون شاقا بدلا من تعليمهم.

لكنها أشارت الى أن الاسباب الاقتصادية اصبحت في صدارة العوامل المتسببة في انتشار الامية في المنطقة بعد أن كانت خلال العقود الثلاثة الاخيرة الاسباب الاجتماعية مثل عدم تحرر المرأة والتقاليد هي السبب الرئيسي للامية.

كما رأت ان برامج تعليم الكبار ومحو الامية في العالم العربي لا تتسم بما يكفي من مرونة وتنوع ودعت الى تركيز برامج تتلائم أكثر مع خصوصيات كل فئة ووفقا لاحتياجاتها معتبرة أن حاجات المرأة الريفية مثلا مختلفة عن المرأة الموجودة في المدينة.

وقالت سهام "اننا مازلنا نعاني لنضع قضية الامية في بلداننا على رأس اولوياتنا كقضية رئيسة تنموية في الخطط والسياسات .. وليس لدينا مؤشرات توحي بأنه لدينا نتائج قوية."

واوضحت ان مصر والسودان واليمن والمغرب والجزائر تمثل وحدها نحو 78 بالمئة من امية المنطقة العربية بأكملها.

ومصر أول بلد عربي من حيث عدد الاميين بقرابة 17 مليونا ثم المغرب بنحو 12 مليون شخص والسودان بنحو 11 مليونا بينما تعتبر الكويت البلد العربي الاقل امية بنسبة دون 7 بالمئة نتيجة النمو الاقتصادي الكبير وقلة عدد السكان.

وتمثل النساء ثلثي عدد الاميين في المنطقة العربية.

وقالت الخبيرة المصرية انه لا يجب ان تعتبر مسألة الانكباب على تقليص امية المرأة العربية أمر مفروض على العالم العربي الاسلامي من الخارج ويقصد به تدمير الجانب الاخلاقي.

ويتهم كثير من المحافظين حكوماتهم باتباع جداول أعمال وبرامج أجنبية تفرض عليهم اصلاح مناهجهم التعليمية وفقا لمصالح الدول الغربية.

وتقول نجم "هذه المسألة وطنية بالاساس وتحتاج لتعاون بين المنظمات غير الحكومية والحكومات وتحتاج ايضا لمساعدة مؤسسات دولية." 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين  25/ايلول /2006 -22/رمضان 1/1427