ثقافة موت

   شعر: فريد عبدالله النمر

خفقت بالعشق شهامته

والترب من شمم العز

ليزاحم مجهول خطاه

لا يأبه إن سار مع الخفق أو خفق القلب بمسعاه

صوت الترتيل يناديه صلت بالليل أمانيه

ويظن ظنون ملاقاة حان الترتيل لأخراه

فيساهم بالرمش الزاحف

ويهبّ على الوجع النازف

ويثور على الألم القاصف

ليغني في وهج الدنيا هذا الشريان ملئناه

هذا الشريان قطعناه هذا الشريان وهبناه

بكرات الدم بلون الدم

ليغذي منها مولاة هذا والدم سكبناه

ليهز الموت إذا ماتت بالجهل القاسي ثناياه

فهنا من قال ثقافات

وهناك يظن سخافات بين التسويف تضيع الوقت

شراع الموت ضحاياه

أسفا ننعاه وننعاه

وحصدنا الموت بسر العنف

فتاه الحصد بفرقاه

وكأن الموت بنى صرحا

وكأن الموت سقى روحا

وكأن الموت رقى صبحا

آه مستقبل أجيال ليقيم النور بحسناه

بل ضل العنف دروب السلم

وخان الدم عطاياه.....

قلنا للموت بجمهرة هل تنسى عز كرامتنا

هل نقبر حق عروبتنا وسلاح الفتك ألفناه

جهلوا ما معنى نواياه

قلنا ذا الموت بنى جاها وبنى للأمة أمجادا

وبفيض الدم صنعناه

لنعيش الحيوان الأكبر, ليصلي الدم اذا كبر

فيموت الشيطان الأحقر

لجحيم القهر تبعناه

لنميت لكذبته المثلى

لنبيد لزخرفته الأولى

هيهات نساق لمبغاه

لنميت الجعجعة الحبلى

ومآسي الأرض مع القبلة

لننير الدرب إذا صلى شكرا لله شربناه

فسماء الله ستحيانا وسوانا النار لمثواه

كذبوا ما الموت سوى موت

ركن الإذعان لخزياه

وتربى في دنس يرنو

بضلال الذل عرفناه

تلميع يشبه تلميعا

تجويع يشبه تجويعا

يجفو التلميع بمحياه

فالثوب تركنا نظافته, للسادة أشباه كرامتنا

بقصور تعبد مبناه

ولبسنا لمعطف عزتنا

يا شرنقة البؤس السفلى

خلي الأبطال تغامرها خلي الأبطال تناوشها

يخبو التشجيع للقياه

مت أنت عموديا وكفى فيموت المرء ضميريا

ورغيف التيه بيمناه

تتوالى عليه مهادنة حمقاء تخدم قاهره

وتحيد عن الدرب الكلي

فخواء الروح ... قبرناه ....

لتعيش ثقافة أموات نسجوا بالدم سراياه

ليعش الموت بما في الموت

بذي الأسرار عرفناه

ومع الإصرار عشقناه

فهذا الموت ألفناه

مذ كانت عاشور فينا

مذ لاحت بالأفق دماء صبغتْ للشفق المتفاني

بالقاني الأحمر عشناه

أصبحنا بعض نواياه

فليس الموت يخيف الروح وهذا الذل رفضناه

فشربنا الصبر كشرب الراح

وكأس الصبر خبرناه

وبمبنى الخلد سكناه

هذي أجواء مقاومة بالموت تعيش للامتها

وكبير تفهمه الأقزام!

كلا لن تعرف كنهاه

ونعيش ثقافة مقتول بدموع الحزن فديناه

عطشانا كان قطيع الرأس وحيد الروح بكيناه

فسلكنا لمسلكه الباقي عبر الأيام ورثناه

نتمنى.. والكل أماني... يوما يرعانا ونرعاه

ونكون اليوم بقافلة

لشهيد الدين بإخراه

ليغني الدم بأوردتي

لتعود البسمة في صفتي

لتراود فجري الحرية

بمعين الصبر رسمناه .... لا آه بعدك يا .آه

فتقبل يا رب دماه 

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت  29/تموز /2006 -3  /رجب/1427