واقع التعليم في العراق

مها الخطيب

 من أولى المهام النبيلة التي تبناها الإنسان في مختلف ألازمنه وعلى مر العصور هي التعليم والتربية وحتى الأنبياء عندما أرادوا ان يصفوا عملهم وضحوا بان مهمتهم هي بالدرجة الأساس لتعليم وتربيه البشرية ولأنها أساس التنمية الشاملة لآي بلد ولأي حضارة فقد وضعت في اولويات اهتمامات البلدان المتقدمة من حيث الأهداف والمناهج والكادر التربوي والإداري والوسائل والقوانين التي تكفل احترام لا بل تقديس هذا الجانب الإنساني الرائع.

لكن الواقع في العراق وللأسف الشديد يقرأ غير ذالك بكثير وسأقسم كلامي في هذا المقال الى شقين الأول عن واقع التعليم الحالي والثاني عن أمال وطموحات العاملين والمختصين في هذا المجال من اجل النهوض بواقع التربية والتعليم في العراق.

ان تاريخ التعليم والتربية العراقي إبان حكم الطاغية عانى الأمرين من إهمال وتهميش ومحاوله تخريج أجيال لا تفهم غير البعث ولا تقدر غير ذالك فكرست الأهداف التربوية للتأكيد هذا الفكر المريض وللأسف لحد ألان لا زالت الكثير من هذه الأهداف تطبق على المناهج وعلى التعليم بصوره عامه , وهنالك حسب تقسيم الخبراء ثلاث أنواع من الأهداف المعرفية والوجدانية والنفس حركي ولكي يكون أي منهج متكامل يجب ان يحوي على هذه الأهداف مجتمعه بصوره متساوية.

 الا ان الدراسات التي قام بها العديد من طلبه الماجستير والدكتوراه ومن ضمنهم كاتبه المقال اثبتت بان النظام التربوي في العراق يؤكد على الجانب المعرفي فقط من دون الاهتمام بالجوانب الأخرى التي تتعلق بالتقدير والشعور والمهارات اليدوية والحركية وتفوق الجانب المعرفي في هذه الأهداف عند تطبيقها بنسبه تصل الى أكثر من 90% بالمئه.

 وعلى الرغم من خطورة هذه النسبة ألا ان وزارة التربية والتعليم العالي بقيت عاجزتان عن أبدء أي رغبه بتغيير بذالك .

أما المناهج الدراسية والتي تشمل بالاضافه الى الكتب الدراسية والوسائل المصاحبة من تقنيات مرادفة وأنشطه فتصل في بعض المواد الى نسب متدنية جدا ونحن لا نلوم المدرس او الأستاذ الجامعي او المعلم إذ هو مقيد بظروف أخرى تمنعه من تطبيق هذه الانشطه كعدم توفر الوسائل التعليمية وحتى لو توفرت فأنها تحسب بذمته وأي خلل فيها يتحمل المدرس ومدير المدرسة الخسارة وكذالك التفكير التقليدي للمشرفين والمتابعين على عمل المدرس والمعلم.

 أذن ماذا نحتاج لكي نعيد العمل بهذه الانشطه التي هي جزء من التعليم وهنالك قاعدة أساسيه في علم النفس تقول بان المهارات اليدوية أصعب على النسيان من المهارات اللفظية هذا إذا أردنا للطالب ان يتعلم ليتثقف وليطلع لا لكي ينجح فقط ويتحول الى طابور الببغاوات التي تحكم التربية في العراق؟

سنطالب أولا بإعطاء حرية أكثر للأستاذ ابتداء من الجامعة ووصولا الى المدارس الابتدائية في التعامل مع التلاميذ والطلاب وبالطريقة التي تتيح له إيصال المادة العلمية بأفضل أسلوب.

 والابتعاد عن الروتين الخانق الذي تمتاز به وزارة التربية التي استحقت لقب الوزارة العجوز بدون منافس من بين وزارات العراق وتوفير المستلزمات الضرورية للمدرس.

 ثم ماذا عن المناهج التي بحاجه ماسه الى التطوير والتي اختفت من الجامعات والمدارس لتظهر في الأسواق السوداء وتصبح هم جديد من هموم العائلة العراقية ثم لا يكفي لتجديدها تغير الغلاف والألوان ورموز القائد انتبهوا الى ما في داخل المناهج نفسها تحتاج الى دراسة قويه وشامله. ولإعطاء مثال للقاري على ذالك هنالك تخصص في معاهد المعلمين هو عربي واجتماعيات ولا اعرف السياسة التي تجمع أربعه تخصصات في فرع واحد تصور طالب سيتخرج بتخصص اجتماعيات يقرأ كتاب تاريخ كل أوراقه 60 صفحه بضمنها الكليشه في البداية والنهاية.

 وهذا يقودنا الى قنوات تخريج المدرسين والمعلمين التي باتت أشبه بصوامع الرهبان تمر عليها مئات السنوات من غير تغيير واحد يمسه ومن غير ان تدرك بان خريجي هذه المعاهد سيكونون معلمي الحجر الأساس في التعليم العراقي ومن غير ان يشعر مدرسي هذه المعاهد بما يميزهم عن أقرانهم في باقي المدارس الثانوية والابتدائية وانصب هم الدولة على حمله الشهادات العليا على وزارة التعليم العالي وكان الغاية فقط هي الوزارة والباقي فليضرب رأسه في الحائط.

وحتى نظام منح الأجازات الدراسية في وزارة التربية لغرض الحصول على شهادة أعلى كان نصيبه الحصة الأكبر من مزاجيه المدراء العامين فهم يكتبون الى الوزارة نريد او لا نريد ولحد ألان لم افهم سبب التقليص في حمله الشهادات العليا ومحاوله القضاء عليهم من خلال سياسة التهجيج التي قام بها وزراء التربية بمساعده بعض من المدراء العامين للمديريات التربية وذالك بسلب حقوقهم وتهميش أدوارهم الى الحد الأدنى وتخيل دكتور على ملاك وزارة التربية يدخل دورة تطويريه وهو متخرج حديث ليقوم بتدريسه خريج معهد او بكالوريوس والويل له إذا تكلم فعند ذالك يتحول الى معادي للنظام الديمقراطي.

لكن تبقى طموحاتنا للمستقبل كبيرة هذا إذا فكر من في سلطه القرار الاهتمام بتغيير الواقع ولكن ان بقيت الأمور على حالها أتوقع سيكون العراق عن قريب بحاجه الى محو أميه شامل يتسع نطاق عمله ليشمل معظم العاملين في وزارة التربية.

[email protected]   

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت  29/تموز /2006 -3  /رجب/1427