تفاقم أزمة البنزين في العراق يؤدي الى اثارة الشغب والفوضى في عدة مناطق

 

تففاقمت ازمة الوقود ف مختلف مناطق العراق مما ينذر بحدوث فوضى واعمال شغب، فقد بلغ لتر البنزين الواحد في السوق السوداء 1500 دينار، وهذا احدث غضب شعبي عارم.

فقد قام أصحاب مركبات غاضبون بإشعال النيران في إطارات سيارات قرب عدد من محطات الوقود في مدينة كربلاء اليوم الثلاثاء ،إحتجاجا على عدم توفر وقود ( البنزين) في المدينة.

وقال شهود عيان لوكالة أنباء ( أصوات العراق) إن أصحاب المركبات قاموا صباح يوم الاربعاء بإحراق عدد من الإطارات المستعملة قرب محطة وقود ( المعملجي) التي تبعد كيلومترين عن وسط كربلاء ،ومحطة ( النصر ) على بعد ستة كيلومترات شرق المدينة .

وأضاف الشهود أن قوات من الشرطة والجيش تدخلت للسيطرة على الوضع ،فيما هرعت سيارات الإطفاء إلى مكان الحادثين لإطفاء الحرائق قبل أن تلتهم النيران المحطتين.

وقال محمد جواد (صاحب مركبة) "سواق السيارات طفح بهم الكيل من العذاب الذي يلاقونه يوميا جراء الإنتظار الطويل ،الذي يصل إلى أكثر من عشر ساعات من أجل الحصول على البنزين."

وأضاف " إزاء هذه المعاناة اليومية.. وعدم اهتمام المسؤولين في المحافظة بهذا الجانب ،

قام السائقون بإشعال الإطارات قرب محطة (المعملجي ).. لتنبيه المسؤولين."

وأشار علي الحسناوي (صاحب سيارة) إلى أنه لليوم الثالث على التوالي ينضم إلى الطابور الطويل.. ولا يحصل على حصته من البنزين ،متسائلا " أين يذهب الوقود الذي يصل إلى المحافظة..؟."

فيما قال جودت ،صاحب سيارة أجرة ، إنه خرج بعد صلاة الفجر "ووجدت الطابور وقد بلغ طوله أكثر من ( 300 متر).. ليصل الآن في التاسعة صباحا إلى كيلومترين ، إذ وصلت نهايته إلى (مرآب المدينة) الذي يقع قرب ضريح الإمام الحسين."

وقال شهود آخرون إن أصحاب مركبات الذين قاموا بإحراق الإطارات المستعملة قرب (محطة وقود النصر) إحتجاجا على عدم توفر الوقود منذ أسبوع ،هددوا بحرق المحطة نفسها إذا لم يتم توفير البنزين خلال اليوم أو غد ( الأربعاء) .

من جهته ،أوضح مصدر في مديرية الدفاع المدني في كربلاء أن سيارات الإطفاء "سارعت إلى المحطتين.. وتمت السيطرة على الحرائق."

وأشار المصدر ،الذي رفض الكشف عن اسمه ،أن أصحاب المركبات " كانوا غاضبين..ومنعوا سيارات الإطفاء من الإقتراب من الإطارات المحروقة " ،وأضاف " إلا أن السيارات تمكنت من إطفاء النيران.. بعد وصول قوات من الشرطة إلى مكان الحريق."

وفي هذا السياق تظاهر سائقو تاكسي في مدينة السليمانية صباح يوم الأربعاء إحتجاجا على شحة الوقود، وأشعلوا النيران أمام مدخل محطة تعبئة ( تووي مليك) وحطموا بعض معدات وأثاثات المحطة وقذفوها بالحجارة.. فأصيب شخصان بجروح طفيفة.

وقال شهود عيان لوكالة أنباء ( أصوات العراق) إن قرابة (500 ) سائق لسيارات التاكسي تظاهروا محتجين على عدم وجود وقود في محطات التعبئة بالسليمانية ،وقطعوا

الطريق ( الستيني) الرئيسي في المدينة وهم يصيحون "بنزين... بنزين" .

وأوضح الشهود أن التظاهرة بدأت عندما توجه السائقون إلى محطة تعبئة ( تووي مليك) في السليمانية ،التي رفضت تزويدهم بحصصهم الإسبوعية المقررة من البنزين.. بسبب عدم وجود وقود بالمحطة .

وقال جمال محمد ،أحد السائقين المتظاهرين " ثلاث ليال وأنا انتظر هنا دوري لإستلام حصتي (من البنزين).. دون الحصول على قطرة واحدة."

وأضاف "هناك وقود في المحطات الأخرى.. لكنهم يوزعونه بقلة هنا."

وحسب البرنامج الحكومي يحق لكل سائق سيارة ( تاكسي) إستلام ( 40 ) لترا من البنزين إسبوعيا.

وأشار شهود العيان إلى أن قوة من الشرطة مجردة من السلاح ،خاصة بمواجهة التظاهرات والمسيرات ،وصلت على عجل إلى المكان.. لتمنع المتظاهرين من التقدم نحو المحطة.

وأضافوا أنهم لم يلاحظوا حضور أي مسؤول حكومي إلى مكان المحطة لتهدئة السائقين الغاضبين .

ونظم سائقو التاكسيات في السليمانية عدة مظاهرات من قبل ،إحتجاجا على شحة البنزين .

من ناحية أخرى ،اعتصم قرابة ( 70 ) إمرأة أمام محطة تعبئة (هلكورد ) للوقود ،شمال السليمانية ،احتجاجا على عدم توزيع البنزين عليهن من المحطة التي تختص النساء.

بدوره قال الناطق الإعلامي لوزارة النفط اليوم الأربعاء إن "توقف مصافي النفط عن العمل اثر انقطاع الكهرباء عنها تسبب في تفاقم أزمة البنزين منذ مطلع الأسبوع." معربا عن أمله في حل الأزمة يوم الاربعاء أو يوم الخميس، في حين زادت طوابير السيارات أمام محطات التعبئة في بغداد وقفز سعر لتر البنزين في السوق السوداء اليوم إلى 1500 دينار بعد أن كان قبل الأزمة 750دينارا.

وأضاف السيد عاصم جهاد الناطق الإعلامي لوزارة النفط في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة أنباء (أصوات العراق) يوم الاربعاء أن "انقطاع الكهرباء بشكل تام في بغداد يوم الجمعة الماضي تسبب في انطفاء الكهرباء في المصافي وتوقفها عن العمل."

وكانت الشبكة الكهربائية قد توقفت تماما عن تزويد بغداد بالطاقة يوم الجمعة الماضي، بعد أن كانت تزود مناطق العاصمة بما يتراوح بين أربع إلى ثماني ساعات يوميا، وقد عزت الجهات المسؤولة الأمر إلى تجاوز المحافظات لحصصها المقررة.

وأوضح جهاد أن انقطاع التيار يوما واحدا في المصافي يحتاج من 4-7 أيام لإعادة تشغيل المصافي وإعادتها الى الحالة الطبيعية.

وتابع "إضافة الى ذلك هناك زيادة في طلب المواطنين على المنتوج لاستخدامه في تشغيل المولدات الكهربائية." مبينا أن الحاجة اليومية (الوطنية) للاستهلاك هي 8-10 مليون لتر.

وزاد مبينا أسباب زيادة الطلب مع نقص العرض "تزامن ذلك مع غلق تركيا المنفذ الحدودي مع العراق لاجراءات أمنية، وهو ماسبب عرقلة وصول المنتوجات النفطية."

وكانت السلطات التركية أغلقت نقطة الخابور الحدودية في منطقة (سلوبي) بين العراق وتركيا يوم الأربعاء, 28 حزيران يونيو الماضي بهدف إجراء تحقيقات حول عمليات رشاوى، وأعادت فتحها بعد يوم واحد.

وأعرب الناطق باسم وزارة النفط عن أمله بأن يتم الانتهاء من الازمة يوم الاربعاء أو الخميس بسبب عودة المصافي للعمل.

ورصدت (أصوات العراق ) الطوابير الطويلة المتوقفة أمام محطات التعبئة في بغداد صباح يوم الاربعاء كمحطة المثنى قرب ملعب الشعب الدولي، ومحطة الكيلاني في الباب الشرقي وسط بغداد، فيما افترش بعض المواطنين الأرض على شكل مجاميع وشرعوا بتناول الفطور.

وقال عدد من أصحاب السيارات إنهم يقفون في الطابور منذ يوم أمس دون أن يتحركوا من مكانهم. وأوضحوا أنهم لا يستطيعون شراء البنزين من السوق السوداء بعد أن ارتفع سعر لتر البنزين في السوق السوداء إلى ألف وخمسمائة دينار عراقي بعد أن كان سعر اللتر قبل الأزمة نحو 750 دينارا عراقيا.

وشكا السائق نبيل لـ (أصوات العراق) بمرارة قائلا "أنا هنا منذ الساعة السابعة من مساء الثلاثاء والان الساعة التاسعة والنصف من صباح الأربعاء ..ولم أتحرك من مكاني إنجا واحدا!".

وقال سائق آخر فضل عدم ذكر اسمه "منذ الساعة العاشرة من مساء الثلاثاء وأنا هنا .. ولا أمل لي، كما يبدو، في الحصول على بنزين."

وتابع "هناك حديث عن عدم وجود بنزين في المحطات."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 5/تموز /2006 -/جمادي الاخرى/1427