قواعد جديدة أمريكية لقتل عددا أقل من المدنيين بالعراق

   

قال الجيش الامريكي ان عدد المدنيين العراقيين الذين يقتلون برصاص القوات الأمريكية تراجع بعد أوامر بتحسين الإجراءات عند نقاط التفتيش في أعقاب مقتل نحو 350 عراقيا بالرصاص في مثل هذه الحوادث العام الماضي.

وأظهرت احصاءات تضمنتها وثيقة مقتضبة قدمها متحدث أمريكي في بغداد ان سبعة مدنيين عراقيين في المتوسط كانوا يقتلون أسبوعيا في حوادث تتصل بعمليات الرد باستخدام القوة عام 2005. وقد انخفض ذلك الى أربعة أسبوعيا في يناير كانون الثاني ثم الى شخص واحد أسبوعيا في الوقت الحالي.

وكتب اللفتنانت كولونيل مايكل مارتن هينج "في الاسبوع الماضي من 11 الى 17 يونيو وقع 50 حادث رد باستخدام القوة تقريبا حيث أُصيب شخص واحد فقط في البلاد بكاملها وهو أقل معدل منذ بدأنا في رصد هذه الحوادث."

وكان الضباط الامريكيون يصرون في السابق ردا على أسئلة بهذا الشأن على أنه لا توجد إحصاءات مجمعة. غير أن مارتن هينج قال ان القادة بدأوا رصد مثل هذه الحوادث في يوليو تموز من العام الماضي.

ومع دعوة الحكومة العراقية الجديدة علنا لمحاسبة القوات الامريكية على أفعالها في أعقاب اتهامات بمقتل 24 شخصا على أيدي مشاة البحرية الامريكية في بلدة حديثة يقول الجيش الامريكي انه سيعمل على ضمان أن تتجنب القوات قتل المدنيين في جميع الظروف.

وفي الاسبوع الماضي فقط اتهم 12 جنديا بالقتل. ويوم الاحد اتهم جندي آخر بالقتل دون سابق إصرار.

وأثنى ضباط على اللفتنانت جنرال بيتر شياريللي الذي عين نائبا لقائد القوات الأمريكية في العراق في يناير كانون الثاني لسعيه الى تشديد الاجراءات لمنع إغضاب المزيد من الاهالي.

وأشارت المذكرة الى أنه في ابريل نيسان أمر شياريللي كبار القادة الميدانيين بالتحقيق في جميع الاصابات الخطيرة الناجمة عن حوادث الرد باستخدام القوة مثل تلك الحوادث التي يخطيء فيها الجنود الذين يحرسون نقاط التفتيش أو يكونون ضمن قوافل في التمييز بين المدنيين والمفجرين الانتحاريين.

وقال مارتن هينج "هذا من أجل ... أن نرى ان كنا نستطيع تحديد النزعات التي يمكن أن تساعدنا أكثر في تقليص العدد."

وأضاف "كل هذه المبادرات الهدف منها عدم خلق مزيد من الأعداء نضطر بعدها لمحاربتهم باغضابنا السكان المحليين."

وشدد شياريللي أيضا على ضرورة ان تحترم القوات الحساسيات الثقافية عندما تداهم المنازل وتحتجز مشتبها بهم فضلا عن التأكيد على سرعة التعويض عن الاصابات والأضرار.

ومنذ الغزو الأمريكي قبل ثلاثة أعوام تعتبر عمليات القتل على أيدي القوات الأمريكية مصدرا للشكوى بين العراقيين رغم المحاولات المتكررة لضمان معرفة المدنيين والجنود على حد سواء للإجراءات التي يتعين إتباعها وإشارات الخطر التي يتعين الانتباه اليها.

وأشارت المذكرة الى ان جهودا جديدة اتخذت لإعلام العراقيين بالإجراءات المتبعة عند نقاط التفتيش والقوافل العسكرية ولتدريب القوات. كما تم تزويد الجنود بمعدات جديدة من بينها أجهزة ليزر لجذب انتباه السائق دون اطلاق النار.

وقال مصدر كبير في المخابرات العسكرية ان نحو أربعة الاف حادث يتعلق بالرد باستخدام القوة وقع العام الماضي. ولكن لم يتسن تأكيد هذا الرقم. واضاف المصدر انه اتضح فيما بعد ان أقل من اثنين في المئة فقط منها هو الذي كان ينطوي على تهديد حقيقي للقوات. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين  26/حزيران /2006 -28  /جمادي الاول/1427