تشكيل مليشيات سنية بدعم امريكي: بريطانيا تقترح اقامة نظام عراقي على غرار النظام العسكري في باكستان لمواجهة خطر الحرب الاهلية التي ستؤدي الى مقتل 5 ملايين

   

قالت صحيفة الوطن الكويتية ان مصادر سياسية عراقية قريبة من الدوائر الغربية زعمت ان الحكومة البريطانية اعربت عن رأيها في نصيحة غير رسمية قدمتها الى الادارة الامريكية بأن اقامة نظام سياسي في العراق على غرار النظام الحاكم في باكستان حيث يتولى الجيش تقاليد الامور في ادارة البلاد قد تؤدي الى انقاذ الموقف في هذا البلد ويجنبه الحرب الاهلية وتشكل مخرجا مشرفا للادارة الامريكية في وقت يقترب فيه موعد الانتخابات التشريعية في الولايات المتحدة.

في الوقت نفسه، توقعت دراسة اعدها احد الباحثين الفرنسيين في (السوربون) حدوث حرب اهلية دموية في العراق يذهب ضحيتها في حال نشوبها اكثر من (5) ملايين نسمة وتؤدي في نهاية المطاف الى تقسيم البلاد وفق الصيغة القائمة الان على ارض الواقع.

واشارت مصادر مطلعة الى انه من المحتمل قيام قطاعات من القوات المسلحة العراقية متمثلة بالحرس الوطني ومغاوير الداخلية، بالسيطرة على بعض المراكز المفصلية في الدولة والحكومة واعلان حالة الطوارئ وتولي قيادة البلاد عن طريق مجلس انقاذ يكون اغلب اعضائه من العسكريين مع مشاركة عدد من المدنيين الذين يتم اختيارهم ليعكسوا حالة من الوفاق الوطني المفروض بقوة السلاح.

واشارت المصادر التي لم يكن من الممكن التأكد من صحة توقعاتها الى اقتراب موعد تحرك قطاعات عراقية تساندها القوات متعددة الجنسيات وتوفر لها غطاءً من الشرعية الدولية والدعم اللوجستي من اجل السيطرة الكاملة على العاصمة العراقية واعلان منع التجول في البلاد عدة ايام ليتسنى لقياداتها فرض الامر الواقع على زعماء النخب السياسية ومؤيديهم واعلان برنامج للانقاذ الوطني مكون من 14 نقطة على رأسها ايقاف التدهور الامني والخدماتي.

 وتأتي هذه التوقعات على خلفية تردي الوضع الامني في بغداد ووقوع العديد من مناطقها تحت نفوذ المسلحين على الرغم من مرور حوالي اسبوع على الشروع بالخطة الامنية لبغداد التي اعلنها رئيس الوزراء نوري المالكي في وقت سابق.

ولخصت هذه المصادر اهداف التحرك الانقلابي في ثلاثة محاور هي:

اولا: تجميد الحالة السياسية الراهنة عن طريق تجميد نشاط الاحزاب وتعطيل اعمال المجلس النيابي، دون حله، واسقاط الحكومة، مع الاعلان بطبيعة الحال عن احترام ارادة الشعب التي تجسدت في الانتخابات الماضية والعزم على اعادة الحريات السياسية والحياة النيابية الى ما كانت عليه بعد ان يتم ترسيخ الامن والنظام وتطبيع مناحي الحياة المختلفة في البلاد.

ثانيا: محاصرة النفوذ الايراني في الوسط والجنوب وضرب الميليشيات والمنظمات السياسية المدعومة ايرانيا.

ثالثا: منع حدوث تحركات شعبية عراقية غاضبة على تردي الاوضاع الامنية والمعيشية بعد ان نفد صبر المواطنين العراقيين جراء تلكؤ العملية السياسية وعجز قيادات الاحزاب العراقية الممثلة في المجلس النيابي عن التصدي لمهامها التي انتخبت من اجل وضع حلول فورية لها.

من جهة اخرى اكدت مصادر مطلعة لموقع الـ نهرين نت  ان السفير الاميركي خليل زلماي زاد استطاع اقناع الادارة الاميركية بضرورة دعم فكرة تشكيل ميليشيات سنية "مسيطر عليها في مناطق متفرقة في اطراف العاصمة بغداد، وفي داخل العاصمة بغداد ايضا.

وحسب هذه المصادر فان هذا المقترح كان منطلقه دراسة قدمها موظفون كبار من جهاز المخابرات المركزية السي آي أي  C I Aيعملون في بغداد، حيث طرحوا فكرة تشجيع تقوية وانشاء ميليشيات سنية مسيطر عليها ومرتبطة بتوجيهات وتعليمات اميركية، وقد ابدى السفير خليل زلماي قناعة كبيرة بهذا المقترح وابدى تحمسا له، والهدف من دعم تشكيل هذه الميليشيات هو مواجهة مايعتبرونه الاميركان " خطر " الميليشيات الشيعية  في العاصمة بغداد..!!

بالاضافة الى الاستفادة من هذه الميليشيات لمواجهة التيار الاصولي السني الذي يقوده تنظيم القاعدة في العراق.

واكدت هذه المصادر ان منطقة المثلث السني شهد تنفيذ هذه الفكرة وتشجيع القوات الاميركية ومنذ شهرين تشكيل هذه الميليشيات  المسلحة في مناطق اليوسفية والاسكندرية والحصوة والمحودية، وجزء من هذه الميليشيات، اوكلت مهمته الى الحزب الاسلامي في منطقة اليوسفية وتم تزويدها بالاسلحة والمال مباشرة من القوات الاميركية، وهناك غرفة عمليات مشتركة بين اعضاء كبار في الحزب الاسلامي وضباط اميركيين لهذا الغرض في تلك المنطقة، كما ان الخطة الاميركية اعطت اهتماما لتشكيل ميليشيات مسلحة في منطقة التاجي، واعتمدت بعض الشخصيات ذات التاريخ المعروف بالارتباط بنظام صدام ومشهورة بالاجرام، ومن بينهم المدعو خميس الفلاحي وابنائه وابناء عمومته، وشخصيات من زوبع ومن المشاهدة كانوا اعضاء في جهاز المخابرات، وبعضهم متورط  بشكل مباشر في الاختطاف الاخير لعشرات العمال من  مصانع التاجي وبالذات العمال من ابناء منطقة الشعلة والرحمانية ومدينة الصدر العاملين هناك.

واكدت هذه المصادر ان الخطة الاميركية تقضي بحشد  افراد من هذه الميليشيات في احياء من العاصمة بغداد للاعتماد عليها في بسط النفوذ على احياء كاملة في العاصمة تدريجيا، وتمكينها من خلق موازنة " مسلحة" مع ما تعتبره الادارة الاميركية وجود شيعي مسلح مكثف في بغداد العاصمة، وتقصد بذلك  مدينة الصدر ومناطق من جانب الرصافة.

واكدت هذه المصادر ان هذا المشروع الاميركي خطير للغاية ويعطي اسباب القوة والانتشار المسلح لخلايا حزب البعث والتيار الاصولي السني الذي يجد في الوسط السني حاضنة كبيرة له، في ظل الاصطفاف الطائفي الذي تصطبغ فيه الممارسة السياسية الحالية في العراق. ولوحظ في الفنرة الاخيرة ظهور اعداد كبيرة من المسلحين بشكل مفاجئ في مناطق عديدة من العاصمة بغداد رغم الاجراءات الامنية، وجاءت عملية التصدي لمواكب المصلين المتوجهة من مدينة الصدر والرحمانية لمسجد براثا يوم الجمعة الماضية في شارع حيفا والرحمانية وصدامية الكرخ، لتؤكد نمو هذه الظاهرة ووجود هذه الميليشيات التي بدا انها مزودة باسلحة ثقيلة من خلال كثافة النيران التي استخدمتها ضد المواطنين من المصلين، ودلت هذه الحادثة التي احست حكومة نوري المالكي بخطورتها واعلنت فرض  حظر التجوال في  ظهيرة ذلك اليوم بشكل مفاجئ، على ان هناك خطة موضوعة لتوزيع الميليشيات وتنميتها ودعمها بشكل منظم في مناطق واحياء من العاصمة مما يوحي تماما الى ان الهدف المقبل هو التمهيد لمواجهات مسلحة داخل العاصمة بشكل موسع  بين الاحياء تمهيدا لاقامة مناطق سنية محضة بامكانات مسلحة وتفريغها نهائيا من سكانها الشيعة او اخذهم رهائن بالمئات.

وقالت مصادر في مجلس النواب لموقع  نهرين نت : ان المشكلة الكبرى تتعلق برغبة اميركية لفتح مواجهة مسلحة مع مجاميع شيعية، وتحديدا مع  التيار الصدري ومنظمة بدر، وملامح هذا المشروع كشف عنه تصريح الجنرال " كيسي " قائد القوات الاميركية العاملة في العراق يوم امس الاول  اذ المح الى وجود دعم ايراني للميليشيات الشيعية في العراق !

 والغريب ان تصريح الجنرال " كيسي " ياتي في وقت تمارس الميليشيات السنية التفجير والقتل والاغتيال في العاصمة بغداد وبعقوبة والتاجي ومناطق اخرى من المحاو ر المجاورة، بل لوحظ استخدام هذه الميليشيات لصواريخ الكاتيوشا

والهاونات بشكل مكثف  خلال ايام الاسبوع الماضي،سواء في سبع البور او ابودشير او الكاظمية، مما يعني ان ثمة تحولا كبيرا طرأ على  الامكانات اللوجستية لدى هذه الميليشيات  في ظل صمت مطبق من القوات الاميركية، التي يبدو انها اعطث الضوء الاخضر لتصعيد هذه الهجمات بينما انشغلت هي لمواجهة معركتها في محافظة الانبار، بل ان الجنرال كيسي لم يشر الى خطورة ماتقنرفه هذهالميليشيات من جرائم.

والسؤال الكبير هو : هل ستنجح الولايات المتحدة الى تحويل هذه الميليشيات الى قوة حقيقية تظهر الى السطح بعناوين سياسية  جديدة، ام انها ستهيئها لجولة خطيرة من معركة المدن وهذه المرة داخل العاصمة بغداد..؟

وياتي هذا التحول المرتقب في الوضع الداخلي في العاصمة بغداد، متزامنا  مع نجاح  ميليشيات مشابهة في تنظيم نفسها وتجهيز اعضائها بامكانات كبيرة في التاجي واليوسفية واطراف المدائن، بشكل اصبح حجز عشرات الباصات واقتياد

عشرات الرهائن منها وفي وضح النهار، عملية ميسورة لهذه الميليشيات، وبعدما بدأت هذه الميليشيات تذبح عشرات المواطنين من  الرهائن والمخطوفين من الشيعة وترمي بهم الى  نهر دجلة لكي يتلقاها ذووهم واهليهم من النهر في الكاظمية وبغداد، دون ان تحرك  وزارتا الدفاع والداخلية قواتها الى التاجي لضرب عصابات التكفيريين والبعثيين الذين يحظون بحماية القوات الاميركية التي لم تعط اذنا بتحرك هذه القوات الى هناك حتى الان رغم فظائع القتل والاختطاف

والتهجير التي تمارس بحق المواطنين الشيعة، حتى باتت منطقة التاجي والمشاهدة بمثابة جمهوريات معزولة لزوبع والفلاحات وغيرهم من اعوان النظام البائد ومن الطائفيين،  تنعم وينعمون بحماية اميركية على حساب الدم العراقي ودم المواطن الشيعي المغلوب على امره. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين  26/حزيران /2006 -28  /جمادي الاول/1427