حرب شرسة بين أمريكا والقاعدة في أطراف بغداد: الأمريكيون يقتلون قائدا للقاعدة وقائد القاعدة الجديد ينحر جنديين أمريكيين بيده

 حرب شرسة تدور رحاها بين الأمريكيين من جهة والقاعدة بقيادة اميرهم الجديد من جهة اخرى وهي تمثل للأمريكيين محاولة لتأكيد الانتصار بعد قتل الزرقاوي وتمثل للقاعدة محاولة لاثبات الوجود، فقد قال متحدث عسكري أمريكي يوم الثلاثاء إن ضربة جوية أمريكية على سيارة فارة أسفرت عن مقتل زعيم بارز من تنظيم القاعدة في العراق يوم الجمعة الماضي في المنطقة نفسها التي فقد فيها جنديان أمريكان بعد ذلك ببضع ساعات.

وقال الميجر جنرال وليام كولدويل ان القوات الامريكية كانت تلاحق منصور المشهداني الذي يعرف بانه أكبر زعيم ديني في تنظيم القاعدة في البلاد قبل ان تقتله في منطقة اليوسفية إلى الجنوب مباشرة من بغداد.

وكان المشهداني واحدا من أبرز خمسة في قيادة تنظيم القاعدة في العراق ومن المقربين لزعيمها أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل كذلك في غارة جوية أمريكية في السابع من يونيو حزيران الجاري.

وقال كولدويل في مؤتمر صحفي "كان الذراع اليمنى للزرقاوي."

وأضاف أن القوات الامريكية رصدت المشهداني ومقاتلين آخرين في سيارة في منطقة اليوسفية جنوبي بغداد. ودمرت سيارته بقصف جوي اثناء محاولته الهرب.

وفقد جنديان أمريكيان عند المغرب يوم الجمعة في المنطقة نفسها. وقال كولدويل ان تم العثور على جثتيهما مساء الاثنين.

وقال كولدويل انه سبق للقوات الامريكية أن القت القبض على المشهداني ثم أطلقت سراحه في عام 2004.

وقُتل القيادي البارز، منصور سليمان منصور خليفة، ويُعرف بالشيخ منصور، عندما استهدفت قوات التحالف حافلة كان القيادي يستقلها مع اثنين آخرين.

وقال المتحدث: " حاول الثلاثة الهروب، ولكن قوات التحالف تتبعتهم، واشتبكت في قتلا معهم ودمرت مركبتهم."

في مؤتمر صحفي، أفاد المتحدث أن منصور كان قياديا للقاعدة في العراق على صلة بالقيادة العليا للتنظيم.

وأكد كالدويل أن منصور كان على صلة بأبو مصعب الزرقاوي، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، والذي قتل في وقت سابق في يونيو/ حزيران بقصف جوي أمريكي.

وقال كالدويل إن منصور كان على صلة أيضا بالشخص الذي يُعتقد أنه حل محل الزرقاوي في قيادة تنظيم القاعدة بالعراق، وهو أبو أيوب المصري.

وأوضح المتحدث العسكري أن اثنين من المقاتلين الأجانب قُتلا مع الشيخ منصور، ويُشتبه أن أحد المقاتلين هو قائد إحدى الخلايا التابعة للقاعدة في العراق.

وخلال الإيجاز الصحفي، عرض كالدويل صورا للشيخ منصور في حياته وعقب وفاته، وأخرى له مع الزرقاوي.

ويُعتقد أن منصور يتراوح عمره من 35 إلى 27 عاما، وتلقى تعليما دينيا في الأردن خلال عقد التسعينيات.

واعتقلت قوات التحالف منصور في يوليو/ تموز 2004. وخلال هذه الفترة يبدو أنه "كان عازما على التعاون مع منظمات إرهابية."

وقال كالدويل إن منصور التحق بتنظيم القاعدة في العراق ، على الأرجح، عقب إطلاق سراحه في خريف عام 2004.

وأعرب كالدويل عن اعتقاده بأن الشيخ منصور كان أميرا دينيا لكافة أعضاء تنظيم القاعدة في العراق.

وقاد منصور العديد من خلايا القاعدة في منطقة "اليوسفية" جنوب بغداد. وتؤكد معلومات استخباراتية أنه كان مسؤولا عن إسقاط مروحية للتحالف في وقت سابق من العام الحالي.

وفي أعقاب مصرع الزرقاوي، يُعتقد أن منصور حاول إعادة دعم وتعزيز عمليات تنظيم القاعدة في العراق.

من جهة اخرى ذكر بيان على موقع انترنت يوم الثلاثاء أن زعيم تنظيم القاعدة الجديد بالعراق هو الذي "نحر" الجنديين الامريكيين اللذين عثر على جثتيهما بالقرب من بغداد.

وقال البيان المنسوب إلى مجلس شورى المجاهدين الذي يقوده تنظيم القاعدة انه تم "تنفيذ حكم الله عز وجل في العلجين الصليبيين الاسيرين نحرا."

وأضاف البيان "قد أحسن الله تعالى للامير أبو حمزة المهاجر...بتنفيذ قرار المحكمة الشرعية."

ولم يتسن التحقق من صحة نسب البيان الذي وضع على موقع يستخدمه اسلاميون وليس على الموقع الرئيسي الذي تستخدمه عادة جماعات المسلحين العراقيين.

وكانت الجماعة نفسها قالت في بيان يوم الاثنين -قبل ساعات من العثور على جثتي الجنديين- انها خطفتهما لكنها لم تورد أي تسجيلات فيديو او ادلة موثقة واثار بعض المسؤولين الامريكيين الشكوك حول البيان.

وبعد عمليات بحث مكثفة من جانب الاف الجنود الامريكيين والعراقيين منذ فقدهما عثر في وقت متأخر من مساء الاثنين على جثتي الجنديين اللذين فقدا بعد هجوم على نقطة تفتيش. وقال مسؤول كبير من وزارة الدفاع العراقية إن الجثتين بدت عليهما أثار تعذيب "وحشي".

وقال المسؤول العراقي ان قوة أمريكية عراقية مشتركة عثرت على جثتي المجند توماس لويل تاكر (25 عاما) والمجند كريستيان مينتشاكا (23 عاما) بالقرب من محطة كهرباء.

وتعهد مجلس شورى المجاهدي وهو مظلة تضم تنظيم القاعدة في العراق وعددا من جماعات المقاتلين السنة بمواصلة الجهاد ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة على الرغم من قتل أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق.

وسبق أن أعدم تنظيم القاعدة في العراق عددا من الرهائن الاجانب بعضهم بقطع رؤوسهم. وقالت الجماعة ان الزرقاوي نفسه نفذ عددا من عمليات قطع الرؤوس.

هذا وكان مسؤول رفيع في الجيش العراقي قد اعلن الثلاثاء العثور على جثتي الجنديين الاميركيين اللذين خطفا الجمعة، وقال قائد العمليات بوزارة الدفاع اللواء عبد العزيز محمدد في مؤتمر صحفي ان "الجنديين الاميركيين وجدا مقتولين في منطقة اليوسفية (25 كم جنوب بغداد) ومع الاسف كان علي جثتيهما اثار تعذيب وقد قتلا بهمجية".

وكان الجنديان فقدا بعد ان تعرضا لهجوم عند حاجز تفتيس بالقرب من بلدة اليوسيفية في جنوب بغداد الجمعة. وقتل جندي اميركي اخر في هذا الهجوم.

يذكر ان جنديا اميركيا اخر هو السرجنت كيث مات موبن مفقود في العراق منذ التاسع من نيسان/ابريل 2004.

وعرضت قناة الجزيرة بعد اسبوع من اختفائه شريطا اكدت انه يظهر اعدام جندي اميركي في العراق ولكن الصور لم تكن واضحة وقال الجيش الاميركي انه لا يمكن استخلاص اي نتائج منها.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء   21/حزيران /2006 -23  /جمادي الاول/1427