المولدات الكهربائية تستنزف جيوب العراقيين وأعصابهم وهواءهم

 

يبدو ان حاجة العراقيين للكهرباء كحاجة خلق الله الآخرين لها، دفعت البعض منهم ليجعل من هذه الحاجة الماسة ذات مصلحة مادية ونفعية لهم، مما دفع بالباحثين عن المال وجمعه بشتى الطرق حتى لو كانت غير مشروعة الى التغلغل كثيرا في هذا المجال، أي مجال الاستحواذ على المولدات وبيع الطاقة الكهربائية للناس بأثمان باهظة بعيدا عن الانسانية، فقد حاول اغلب اصحاب المولدات استغلال حاجة الناس الملحة للكهرباء للثراء الفاحش بعيدا عن مستوياتهم المادية، فقد ارتفع سعر الامبير كثيرا خاصة في فصل الصيف الراهنن والحقيقة ان كثيرا من العهوائل تظطر للدفع حتى لو اقتطعت المبلغ من لقمتها، فالكهرباء في الصيف تعادل لقمة العيش ان لم تكن اكثر.

 وهكذا نلاحظ ان الغياب شبه التام للخدمات كافة وبخاصة الكهرباء في هذا الفصل القائظ لجأ العراقيون (كعادتهم) الى البدائل وهم خبراء بايجاد البدائل دائما اذ علمتهم الحروب والحصارات ان لا شيء غير ممكن عمله او يستعصي عليهم، ولذلك كانت المولدات الكهربائية احدى الوسائل التي لجأ اليها العراقيون لمحاربة النقص الهائل بعصب الحياة( الكهرباء) حيث عمد الكثير من الاهالي وخاصة ذوو الخبرة بتصنيع المولدات بأيديهم مثل الميكانيكيين وغيرهم ولم يعرف الجميع ان ثمة مخاطر تتربص بهم بسبب استخدام المولدات.

فقد حذر المشاركون في المؤتمر العلمي الثالث، الذي نظمته وحدة البيئة في كلية العلوم بجامعة القادسية ، من مخاطر إستخدام المولدات على البيئة وصحة الانسان على حد سواء، فيما أكدت البحوث العلمية إصابة البيئة العراقية بالكثير من التلوث.

وقال مدير إعلام جامعة القادسية علي الزيادي إن "المؤتمر، الذي عقد تحت شعار (حماية البيئة العراقية دليل المواطنة الصالحة) ،شهد طرح العديد من البحوث العلمية الرصينة لأساتذة متخصصين في هذا المجال."

وأشار إلى أن "الدكتور عمران عيسى محمد من جامعة بابل ألقى محاضرة ركز فيها على التجارب والفحوصات المختبيرة التي أجراها عدد من المتخصصين والتي أثبتت مخاطر المولدات على البيئة وصحة الانسان على حد سواء." وأوضح الزيادي أن " الدكتور عمران طالب الجهات ذات العلاقة بضرورة معالجة مشكلة المولدات والتي ستتفاقم بمرور الزمن ، مشددا على واجب استخدام مصادر الطاقة النظيفة كالغاز والماء عند توليد الطاقة الكهربائية."

وقال الزيادي إن " المؤتمر شهد أيضا طرح العديد من البحوث التي أكدت إصابة البيئة العراقية بالكثير من التلوث نتيجة تعاقب الحروب والاهمال."

من جانبه ، قال الدكتور عماد الجواهري رئيس الجامعة أمام المؤتمر إن "ما مر به العراق من ظروف صعبة جعلت بيئته غير سليمة وبالنتيجة فهو بحاجة الى كل نشاط يؤدي الى تقليل نسب التلوث." يذكر أنه شارك في أعمال المؤتمر أكثر من خمسين باحثا ومتخصصا من مختلف الجامعات العراقية.

وقد نظمت كلية العلوم بجامعة القادسية معرضا متخصصا على هامش المؤتمر عرضت فيه مجموعه من الصور التي جسدت حالات التلوث المنبعثة من المولدات الكهربائية التي تعمل بالبنزين وزيت الغاز.

من جهة اخرى قرر مجلس محافظة واسط اليوم الاثنين وضع آلية عمل المولدات وحدد سعر الأمبير الواحد من التيار الكهربائي لهذه المولدات بأربعة ألاف دينار ،فيما وافقت اللجنة المشرفة على مشروع تنمية الأقاليم في المحافظة على تنفيذ مجموعة جديدة من المشاريع.

وقال مصدر في مجلس واسط إن "المجلس قرر تحديد سعر الأمبير الواحد من التيار الكهربائي للمولدات الأهلية بأربعة ألاف دينار من أجل وضع حد للتجاوزات من قبل أصحاب المولدات الكهربائية (الديزل)."

وأضاف أن "إجتماعا موسعا عقد في وقت سابق من الشهر الحالي لأصحاب المولدات الكهربائية لمناقشة الشكاوى التي قدمها مواطنون ضدهم ولتحديد آلية جديدة لعمل هذه المولدات."

وقال إنه" تم إلزام أصحاب مولدات الديزل بتسعيرة موحدة وهي أربعة ألاف دينار للأمبير الواحد ، كما أن مدة التشغيل تكون وفق جدول موحد لجميع المولدات وهو من الساعة الواحدة إلى الخامسة بعد الظهر ومن الساعة الثامنة مساء إلى الرابعة فجرا."

وأضاف " ستكون هناك فترة ساعة واحدة استراحة لكل ثلاث ساعات تشغيل ولا يجوز إطفاء المولدة أكثر من ثلاثة أيام لأغراض الصيانة."

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء   13/حزيران /2006 -15 /جمادي الاول/1427