التمرد الغامض بالعراق مستمر حتى عام 2007 بتواطيء سني مع القاعدة ودعم قيادات سياسية عربية

 

مع الإعلان عن نشر قوات مقاتلة إضافية قوامها 1500 جندي، رسم تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" صورة مختلطة لمستقبل العراق مشيراً إلى تماسك قوة العناصر المسلحة وحتى العام 2007 وإلى إنضواء بعض القادة السنة تحت لواء تنظيم القاعدة مؤخراً.

ورسم التقرير الفصلي، الذي يعده البنتاغون للكونغرس، صورة قاتمة لاقتصاد العراق وتحدث عن تقدم، لا يذكر، على صعيد إعادة الإعمار،.

وجاء في التقرير إن حكومة واشنطن تصارع، وعلى مدى ثلاثة أعوام، في فهم "التمرد المبهم" في العراق الذي اندلع في المثلث السني الممتد من غرب إلى شمال بغداد، وأن "الرفضويين"، العمود الفقري للعناصر المسلحة، ستتماسك قواهم  في مواجهة القوات الأمريكية والعراقية على مدى العام الحالي.

وذكر التقرير أن "قوات التحالف في العراق تتوقع تضاؤل نفوذ "الرفضويين" في التحريض على تواصل العنف في مطلع عام 2007.

كما أشار التقرير، ولأول مرة، إلى تواطؤ السنة، الرافضون لحكومة عراقية تدعمها الولايات المتحدة، مع تنظيم القاعدة، وأضاف "بعض الرفضويين المتشددين السنة انضموا إلى القاعدة في العراق خلال الشهور القليلة الماضية. مما رفع من حجم الهجمات."

وفيما تعتقد الإدارة الأمريكية أن العناصر الموالية للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، تعد من ركائز التمرد، قلل رئيس قسم السياسة والخطط الإستراتيجية بهيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال فيكتور رونوارت، المشارك في وضع التقرير، من حجم تهديدهم.

وقال رونوارت إن الكثير من المواليين لصدام أنضووا تحت ألوية فصائل أخرى مما أضعفهم وأضاع طابعهم.

وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من تحسن الأوضاع الأمنية في العراق، إلا أن إجمالي الهجمات ضد القوات الأمريكية والعراقية تنامى خلال الشهور الأخيرة، منذ تفجير قبة المزار الشيعي في سامراء في 22 فبراير/شباط.

ويعكس إعلان الجيش الأمريكي الثلاثاء تحريك قوة قتالية قوامها 1500 جندي من الكويت إلى العراق، مدى تدهور الأوضاع الأمنية.

ويأتي قرار رفع ألوية الجيش الأمريكي في العراق من 15 إلى 16 في أعقاب خمسة أشهر فقط من خفض عددهم من 17 إلى 15.

وقال الجيش الأمريكي إن نشر القوة التابعة للكتيبة الثانية من اللواء الثاني للفرقة المدرعة الأولى في مدينة الرمادي سيكون لمدى قصير.

وكشف مصدر في البنتاغون، رفض الكشف عن هويته، أنه من المتوقع نشر القوة القتالية في محافظة الأنبار لأربعة أشهر.

من جهته، اكد مساعد وزير الدفاع لشؤون الامن الدولي بيتر رودمان ان عدد الكتائب القادرة على التحرك بشكل مستقل «ارتفع قليلا».

واضاف ان عدد الكتائب العراقية القادرة على قيادة عمليات هو الذي يحدد بشكل اساسي نقل المسؤولية في القطاع الامني من قوات التحالف الى العراقيين

وقال التقرير ان 68 من كتائب الامن العراقية تشرف بشكل كامل على مناطق محددة، بزيادة 37 كتيبة عما كانت عليه قبل ثلاثة اشهر.

الا ان القوات العراقية ما زالت غير قادرة على العمل بفاعلية بدون دعم التحالف على صعيد اجل القوة الجوية واللوجستية والاستخبارات واشكال المساندة الاخرى.وقال رودمان ان نقل المسؤوليات الامنية سيكون تدريجيا.

واضاف ان الرئيس جورج بوش «قال عندما ينهضون نتنحى.لن يحدث الامر فجأة (...) ان نكون موجودين هناك باعداد كبيرة ونعود جميعا في اليوم التالي الى ديارنا».

وتابع «استراتيجيا يرى (قائد القوات الامريكية في العراق) الجنرال (جورج) كايسي ان هناك امرا اساسيا هو ان العراقيين يجب ان يكونوا قادرين على تولي القيادة.يمكننا الانتقال الى دور المساندة.استراتيجيا اعتقد اننا نسعى لتحقيق ذلك حاليا»

ومع ان عديد القوات العراقية بلغ حوالى 263400 عسكري، الا ان مستوى العنف ارتفع بوقوع هجمات طائفية في الاسابيع التي تلت تفجير مرقدي الامامين في سامراء في فبراير الماضي.

وقال التقرير «بشكل عام كان معدل الهجمات الاسبوعي في عهد الحكومة الانتقالية (السابقة) اكبر من اي فترة مضت».

وكشف جدول ان عدد الهجمات بين 11 فبراير و12 مايو ارتفع الى اكثر من 600 اسبوعيا مقابل اكثر من 400 عند نقل السيادة من سلطة التحالف الموقتة الى العراقيين في 24 يونيو .2004

وارتفع معدل الخسائر في صفوف القوات الامريكية والعراقية الى اكثر من تسعين يوميا في الفترة نفسها مقابل 55 قبل نقل السيادة

واكد التقرير ان القادة العسكريين الامريكيين في العراق يواجهون متمردين سنة وميليشيات شيعية متورطة في اعمال عنف طائفية منذ اعتداء سامراء

وتابع ان المجموعات الارهابية والمقاتلين الاجانب «يشكلون الخطر الاكبر»، موضحا ان «بعض السنة المتطرفين الرافضين للحكومة انضموا الى تنظيم القاعدة في العراق في الاشهر الاخيرة مما يزيد من خيارات هجمات الارهابيين».

واكد التقرير ان المقاتلين الاجانب يواصلون التسلل الى العراق من سورية بينما تقدم ايران اسلحة واشكالا اخرى من الدعم الى الميليشيات الشيعية.

واضاف ان القوة المتعددة الجنسيات في العراق تتوقع ان تبقى قوة السنة الرافضين للحكومة على حالها في 2006 لكن دعواتهم ودوافعهم لاستمرار العنف ستبدأ في التراجع في بداية .2007

لكنه اشار الى ان المتمردين العرب السنة يملكون »قيادة فاعلة ومتعاونة فيما بينها وتصميما وعلاقات مع القيادات السياسية العربية السنية

وتابع التقرير ان اعتداء سامراء لم يؤد الى اندلاع حرب اهلية شاملة كما توقع محللون من قبل وكما كان تنظيم القاعدة في العراق يأمل.

واوضح ان «بعض شروط هذا الوضع قائمة في العراق وخصوصا داخل بغداد وحولها ونسبة العراقيين الذين يخشون نشوب حرب اهلية ارتفع في الاشهر الاخيرة»، لكنه اكد ان »التمرد والعنف الطائفي لا يشكلان حاليا حربا اهلية.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 2/حزيران /2006 -4/جمادي الاول/1427