الاردن يشن حربا دعائية ضد المتطرفين مستخدما الاعترافات التلفزيونية

قال ساسة ومحللون يوم الجمعة ان الاردن يصعد حربا دعائية ضد الاسلاميين الاصوليين لمواجهة تهديدهم المتزايد لاستقرار المملكة الحليفة للولايات المتحدة.

واعلن التلفزيون المملوك للدولة في وقت سابق من هذا الاسبوع اسر متشدد مزعوم من القاعدة كان يعمل داخل العراق واعترافه بانه قتل سائقا اردنيا في العام الماضي.

وقبل ذلك باسبوعين ظهر على شاشات التلفزيون ثلاثة نشطاء معتقلين من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وهم يسردون تفاصيل مؤامرة لشن هجمات داخل الاردن وفي مارس اذار الماضي قالت السلطات انها احبطت خططا لنسف منشأة كهرباء رئيسية.

وجاءت التقارير التلفزيونية بعد تفجيرات فنادق في عمان قتل فيها 60 شخصا في نوفمبر تشرين الثاني واعلن ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق وهو اردني المسؤولية عنها محذرا من مزيد من الهجمات في الاردن.

كما تاتي على خلفية من العنف المتصاعد عبر حدود الاردن الشرقية في العراق وازمة اقتصادية وصراع سياسي في الاراضي الفلسطينية بعد اعتلاء حركة المقاومة الاسلامية حماس السلطة إثر فوزها بالانتخابات في يناير كانون الثاني.

ويقول محللون ان السلطات الاردنية تحاول ان تؤكد للناس ان قبضة قوات الامن لا تزال قوية على البلاد.

وقالت كلير سبنسر رئيسة برنامج الشرق الاوسط في دار تشاثام وهي مركز ابحاث بلندن "هناك عصبية شديدة بسبب وضع الاردن بين موقف متدهور بشكل واضح في العراق وموقف خطير بشكل متزايد في الاراضي الفلسطينية."

واضافت "وبالتالي فان (تقارير التلفزيون) خطوة وقائية وتطمينية."

ويقول الكثير من المراقبين ان موجة من الاصولية في المنطقة شجعت الاصوليين في الداخل الذين يشكلون تحديا لرؤية الملك عبد الله الذي تلقى تعليمه في الغرب لدولة علمانية.

ويرى المراقبون عمليات البث التلفزيونية على انها تحذير من قوات الامن لانصار القاعدة وحماس من التدخل في امن البلاد.

وقال النائب الاردني محمود الخرابشه "هذه الاعترافات المتلفزة سواء من جماعة حماس او جماعة القاعدة ترسل رسالة كبيرة لاي جهة تعبث بامن الاردن بانها لن تفلت من يد الاجهزة الامنية القادرة على ان تصل الى اي جهة تحاول العبث بامن الاردن."

وشمل احد تقارير التلفزيون المملوك للدولة صورا لضباط ملثمين يرتدون زيا اسود اللون من وحدة الصفوة المعروفة باسم "فرسان الحق".

وبظهورهم وهم يقفزون من طائرة هليكوبتر ومعهم نشط القاعدة الذي تم اسره قدم الضباط استعراضا للقوة يبدو انه يرمي لموازنة الصور التي تبثها المحطات الفضائية العربية لهجمات نشطاء اسلاميين في العراق والمنطقة.

واشعل بعض من هذه الصور خيال بعض الشبان الاردنيين الساخطين الذين ينحدر كثيرون منهم من اصل فلسطيني ويعيشون في فقر. واستمالت شرائط فيديو المتشددين ايضا اعضاء من القبائل البدوية المهمشة.

وقال النائب في البرلمان عبد الله الفريحات ان "هذه الاعترافات المقنعة تخفف من التاثير العاطفي للتسجيلات التكفيرية على الشباب حتى لا تراهم كمجاهدين بل ارهابيين."

وبالاضافة الى استعراض القوة العسكرية عرض التلفزيون صور اقارب ضحية احدى الهجمات وهم يبكون مصحوبة برواية القاتل المروعة لقتله.

لكن بعض الاردنيين يتشككون في الاعترافات ويقولون ان السلطات التي تواجه اصولية اسلامية يغذيها الياس وانعدام العدالة الاجتماعية لا يمكن ان تكسب القلوب والعقول دون اصلاح سياسي واقتصادي جاد.

وقال الشيخ حمزة منصور وهو رئيس مجلس الشورى من جبهة العمل الاسلامي وهي اكبر حزب سياسي في البلاد "لا اتصور ان الاعلان ومحاولة ابراز دور جهاز امني هو الذي يحقق السلم الاجتماعي."

ويضيف "هذا لا يمكن ان يعالج التطرف الديني الذي يغذيه غياب العدالة واحتكار السلطة."

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 27/ايار/2006 -28/ربيع الثاني/1427