برغم انها ترهقها ماليا: الأسر العراقية أكثر إقبالا على شراء الهواتف النقالة

رغم أنها تسببت فى زيادة إرهاق الأسر العراقية وقلبت ميزانياتها رأسا على عقب، إلا أن الاقبال على شراء الهواتف النقالة (المحمولة) يتزايد يوما بعد يوم ويسبب فى الوقت نفسه حالة من الارباك لعمليات البيع بالنسبة لعدد من السلع الاخرى التى تأثرت بالامكانيات التكنولوجية العديدة التى تتمتع بها هذه الهواتف.

فقد ساعد رواج تجارة الهواتف النقالة على تدافع رجال الاعمال وأصحاب المحال لدخول هذه التجارة المربحة من خلال فتح المزيد من منافذ بيع هذه الاجهزة واكسسواراتها وذلك بطبيعة الحال سيكون على حساب نوعيات أخرى من السلع والبضائع.

 وفى الوقت نفسه فإن امتلاك الهواتف النقالة لامكانات كبيرة فيما يتعلق بتحديد الوقت وإصدار أصوات التنبيه عند وقت محدد ( كعمل المنبه) والالة الحاسبة وحتى الالعاب البسيطة كان له اثر سلبى على تجارة العديد من السلع مثل الساعات والمنبهات وبيع الآلآت الحاسبة والعاب الأتاري.

كما أثرت تجارة الهواتف النقالة على مبيعات أجهزة الراديو الترانزستور الذي يسهل حمله وذلك بعد أن ظهر جيل الهواتف النقالة المزودة بالمذياع وبمحطات مختلفة مما يمثل إضافة هامة لإمكانية الهاتف النقال.

ويقول أحمد عز الدين أحد تجار الساعات في السوق العربي في بغداد لـ (أصوات العراق) إن "الساعات أصبحت لا تروق إلا لنوعيات محددة من الزبائن خاصة من كبار السن أما الشباب والشابات فيلجأون الى الأجهزة الحديثة والأجيال الجديدة من أجهزة الموبايل." وأضاف أن " تراجع بعض العراقيين عن شراء الساعات ذات الماركات العالمية كهدايا للاصدقاء زاد من الانخفاض الحاد فى مبيعاتها لصالح الهاتف النقال الذى أصبح تقديمه مع الخط الذي يعمل به يمثل هدية مثلى فى مناسبات النجاح وأعياد الميلاد."

 وأوضح أن "الهاتف النقال به الساعة والحاسبة وامكانيات أخرى حديثة مثل (الاندكس )لأرقام الهواتف والتنبيه بالمناسبات السعيدة ليصيب أيضا مبيعات ( الأندكس ) الألكتروني بالشلل التام فيما إقتصر شراء الساعات العالمية على طبقة معينة من رجال الأعمال والشخصيات الهامة ." ويتفق ياسين خضر صاحب محل للساعات مع هذا الرأى ويقول إن" عدد من يقوم بشراء الساعات الأنيقة والجديدة يتراجع بسبب المغريات التى تمثلها الاجهزة الحديثة من الهواتف النقالة." ويضيف قائلا إن "اقتناء الأسرة العراقية الواحدة أكثر من هاتف نقال يعنى وجود اكثر من ساعة واكثر من منبه للوقت فلماذا يقبل المستهلك على اقتناء الساعات او المنبهات."

 أما سعد الملا تاجر أشهر الماركات العالمية من الساعات في بغداد فيقول " ليست هناك إحصائيات رسمية تحدد نسبة الانخفاض في مبيعات الساعات بعد انتشار الهواتف النقالة منذ اكثر من ثلاث سنوات ولكن هذا لا ينفى أن الهاتف النقال يتصدر قائمة المبيعات النشطة بكل المقاييس."ومن جانبه، يشير جمال حميد مدير محل بيع الهواتف النقالة في شارع النهر إلى أن" إنخفاض أسعار هذه الهواتف ساهم في إنتعاش هذا السوق خاصة وأن الأجيال الجديدة والموديلات الحديثة تتعاقب بسرعة مذهلة وهو ما يؤدي الى إنخفاض أسعار الاجيال الأقدم منها مباشرة بما لا يقل عن 35 %." وأشار إلى أن " عمليات مبادلة الهواتف النقالة ذات الموديلات القديمة بالموديلات الاحدث قد زادت من قدرة الشباب على إقتناء الموديلات الحديثة." ويوضح خالد جودة صاحب أحد المحال التجارية أن "العديد من المحلات المتخصصة في تجارة الساعات ضمت الى أنشطتها بيع الهواتف المحمولة واكسسواراتها المختلفة وقطع الغيار وغيرها ،كما إستعانت بمهندسين متخصصين في الالكترونيات لاصلاح هذه الاجهزة من اجل تنشيط حركة المبيعات وايجاد منفذ جديد لتوفير متطلبات وأجور العاملين في المحال."

ومع تزايد إمكانيات أجهزة الهواتف النقالة يوما بعد يوم ، يضع تجار السلع التقليدية التي يتجاوزها الزمن سريعا ، أيديهم على قلوبهم خشية بوار بضاعتهم ، وتزداد ضربات القلوب كلما ظهر جيل جديد من الهواتف المحمولة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعه 12/ايار/2006 -13/ربيع الثاني/1427