جوز الهند وقود بديل في جزر المحيط الهادي لاسعار النفط الملتهبة

تستحضر صورة سواحل جنوب المحيط الهادي في الاذهان النخيل الذي يلقي بظلاله على شواطئ تغطيها رمال بيضاء والمياه التي تضربها برفق وثمرات جوز الهند التي يصنع منها خليط متنوع من العصائر يزين بمظلات ورقية زاهية الالوان.

ولكن عددا كبيرا من الدول الفقيرة في المحيط الهادي يعتبر جوز الهند وسيلة لمكافحة أسعار النفط الملتهبة وخفض العجز الهائل في ميزان المدفوعات باستخدام زيت جوز الهند في انتاج وقود حيوي.

وتختبر شركات الكهرباء في فانواتو وفيجي وساموا استخدام مزيج من زيت جوز الهند ووقود الديزل لادارة مولدات الكهرباء.

وكشف تقرير لجنة علم الارض التطبيقي في جنوب المحيط الهادي وتضم 20 عضوا ان تكلفة واردات المنطقة من الوقود ستنخفض بنسبة عشرة بالمئة في حالة استبدال دول المحيط الهادي 50 بالمئة من وارداتها من وقود الديزل بزيت جوز الهند.

تقول اللجنة ان بابوا غينيا الجديدة وفيجي وجزر سولومون وساموا وفانواتو وتونجا وكيريباتي وولايات ميكرونيزيا الاتحادية وجزر مارشال وجزر كوك وبالوا تنفق اكثر من 800 مليون دولار على واردات الوقود.

وتمثل واردات الوقود أكثر من ربع اجمالي حجم الواردات في نصف هذه الدول.

وقال تقرير اللجنة "يتوقع ان يتدهور ميزان المدفوعات في الدول الجزر في المحيط الهادي بصورة أكبر في ضوء الزيادة المستمرة المتوقعة في اسعار الوقود والطلب المتزايد على الطاقة وفي غياب بديل محلي للوقود."

وتضم اللجنة استراليا ونيوزيلندا و18 منطقة ودولة صغيرة في المحيط الهادي.

وفي ابريل نيسان بلغ سعر النفط مستوى قياسيا عند 73.35 دولار للبرميل.

ويستخرج زيت جوز الهند من لب ثمرة جوز الهند ويمكن ان يستخدم في انتاج وقود ديزل حيوي يحل محل وقود الديزل مباشرة او يتم مزجه مع وقود الديزل.

وقالت اللجنة ان يجب اجراء تعديلات على المحركات فقط عندما يحتوي مزيد الديزل على نسبة تزيد عن عشرة بالمئة من زيت جوز الهند.

وفي جزر سولومون المضطربة التي تعتمد 70 بالمئة من ميزانيتها على المعونات ويبلغ تعداد سكانها نصف مليون نسمة قال وزير المالية بيتنر بويرز في حديث لرويترز ان الوقود المستخدم لتوليد الكهرباء وفي وسائل النقل يمثل ثلث حجم الواردات.

وأضاف انه ينبغي على سكان الجزيرة ايجاد "حلول مبتكرة" لتخفيف الضغوط الخارجية على الاقتصاد المنهك.

وأحد هذه الحلول خطة المجموعة الاسترالية لوقود الديزل الحيوي لانتاج وقود ديزل حيوي باستخدام زيت جوز الهند التي اقرها مجلس مراجعة الاستثمار الاجنبي في جزر سولومون.

وقال بويرز "نأمل ان تأتي تلك الصناعة وتستهلك انتاجنا من جوز الهند... ينبغي ان يحولوا كل الانتاج لوقود حيوي."

وأضاف ان الحكومة تضع اللمسات الاخيرة على برنامج حوافز لاستثمارات المجموعة التي قدرها بحوالي 33 مليون دولار.

وقال لين همفريز الرئيس التنفيذي للمجموعة الاسترالية ان الشركة تدرس مشروعات مماثلة في أماكن اخرى في جنوب المحيط الهادي مثل بابوا غينيا الجديدة وفانواتو.

وقال "سنساعد جزر المحيط الهادي على تقليل الاعتماد على وقود الديزل نوعا ما وفي المقابل سيكون هناك اتفاق ما بشأن المواد الخام مثل زيت جوز الهند والنخيل الذي يمكن ان نأتي به الى استراليا.

وقال ان خطط الشركة لاقامة مصنع للديزل الحيوي تلبي الاحتياجات المحلية في جزر سولومون وانها لا تزال في مراحلها الاولية وانه سيجري أعادة تقييم المشروع بعد اعمال الشغب في هونيارا في الشهر الماضي اثر انتخاب رئيس وزراء جديد.

وقال "انه أمر مؤسف للغاية لان هناك مزايا جمة يمكن ان تجنيها الجزر من صناعة الديزل الحيوي المتنامية اذا احسن ادارتها."

وحذرت لجنة علم الارض التطبيقي من ان استخدام زيت جوز الهند يمكن ان يخفض قيمة واردات الوقود ولكن ينبغي ان تدرس الدول حجم ايرادات الرسوم الجمركية والضرائب على الواردات التي يمكن ان تفقدها.

وقال "تلمح (دراستنا) لضرورة فرض رسوم على بعض انواع الوقود الحيوي المنتجة محليا لتعويض الفاقد."

وأضاف "يمكن ان يكون تاثير بدائل الواردات ايجابيا على الايرادات الحكومية اذا وضع في الاعتبار تاثيرها على الميزان التجاري والرسوم والضرائب."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد  7/ايار/2006 -8/ربيع الثاني/1427