رسالة الزرقاوي فضيحة لاعداء الشعب العراقي

المحامي طالب الوحيلي

في الوقت الذي يستبشر الشعب العراقي بشروق شمس الحرية المتمثل بالاعلان عن تأسيس اول نظام حكم شعبي منتخب في العالم العربي، وقيام اول حكومة ديمقراطية دائمية لا مكان للتسلط والاستبداد والتهميش فيها، في هذا الوقت بالذات لا يستبعد شعبنا استعار الحملة المعادية ضد كل ما هو بحكم المنجز، او الذي سوف يتحقق على صعيد اتمام العملية السياسية، وبناء مستلزمات نهوض وتطوير البلاد امنياً واقتصادياً، لذا تجد الصمت العربي السلبي ازاء كل الكوارث التي وقعت، ومجافاة انظمته السياسية للاعراف الدولية على اقل تقدير في مباركة الاعلان عن انتخاب رئيس الجمهورية وبقية رئاسات الحكومة العراقية، وهو تقليد دبلوماسي يعني الكثير بالنسبة لشعبنا ولشعوب المنطقة، وليس بعيداً عن ذلك تصاعد العمليات الارهابية  في غضون الايام الماضية التي استهدفت أمن المواطن في مناطق متعددة من بغداد، لكن الانكى من ذلك كله عرض بعض الفضائيات لفيلم مصور لداعية الإرهاب المنظم الزرقاوي، وهو اول ظهور علني مصور له منذ اول رسالة له حاول بها اثارة الفتنة الطائفية والعرقية في العراق، وكانت بمثابة الجرثومة الاولى في الجسد العراقي العليل، وقد اسس خطابه ابتداءً على استنهاض نوازع الحقد الطائفي لدى بعض من تناسل من رحم النظام الفاشي العفلقي في وادي الرافدين، وهو يجهل تماماً حقيقة ما يعنيه اسم وادي الرافدين حضارياً وتكويناً، لكن جهله هذا وجد للاسف من يروج له من مرتزقة وطفيليين، فهو ان كان يعلم ان وادي الرافدين مكون من عرب وكرد، او شيعة (روافض) و سنة (عملاء وغير ذلك من افتراءات لاتليق بابناء شعبنا الكريم) فتلك مصيبة وان كان لا يعلم فالمصيبة اعظم، لانه قد اعلن الحرب على جميع ابناء العراق من شماله حتى جنوبه ومن شرقه حتى غربه..

واذا كان البعض ممن اعلن (مقاومة) الاحتلال مدعيا وهمية شخصية الزرقاوي، فانه يمتنع بكل اصرار عن ادانته او تكفيره بالرغم من إعلانه المسؤولية عن ابشع واشنع واكبر الجرائم والكبائر التي ارتكبها بحق شعبنا، لاسيما منهم اتباع مذهب اهل البيت (ع) الذين تجرد خطابه الارهابي- السياسي باستهدافهم بالقول والفعل بعد ان توسل هو ومولاه (ابن لادن) بطلب الهدنة مع الولايات المتحدة،على حد قوله، والتفرغ تماماً لمحاربة وقتل ابناء العراق (الروافض).

لقد كان يوم 22 نيسان 2006 شاهداً على انتصار المشروع الوطني العراقي، بالرغم مما احيط به من ارهاصات ومخاضات، وانهيار مشروع الظلاميين في اشعال الحرب الاهلية، فقد إلتأم الشمل العراقي تحت قبة البرلمان وازدهائها بذلك المخمل الملون من كافة اطيافه واعراقه، لاجماً كل الافواه والابواق النشاز، وليكون شكل ذلك التنوع محل فخر للجميع، بعد ان توحدت العروق ما بين مشهداني وهو من اصل علوي وبرزنجي وهو كذلك، وشيعي موالي لآل بيت الرسول(ص) فاذا لم يعرف الزرقاوي واتباعه ومريدوه ماذا يعني ( الرافضي) فانني اذكره بقول الإمام الشافعي (ان كان رفضاً حب آل محمد .... فليشهد الثقلان اني رافضي) واننا رافضون لكل من يمس وحدة ديننا وامة رسولنا واعرافنا التي اتسم وتميز بها عن جميع الشعوب ابناء العراق.

الظهور البائس للزرقاوي قد اسقط ورقة التوت عمن يدعي خيار المقاومة المسلحة في العراق، بعد ان اختار شعبنا ما يجده صائباً في اعادة السيادة التامة،وتحرير العراق من أي احتلال، ووضه في مكانه الحقيقي، كسيد على نفسه يرفض وصاية الاخرين امثال ابن لادن والزرقاوي، وغيرهم من الموتورين و المهرجين الاعلاميين، وقد بانت حقيقة المشروع التخريبي الذي يقف وراءه اعداء العراق كائنا من يكون، ولعل النغمة الجديدة التي تخللت ذلك (الخطاب) البائس هي شمولها على بعض المقاربات السياسية، ومنها اطلاق اسم شورى المجاهدين بدل ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، مما يعني انهيار ذلك التنظيم الارهابي وسقوطه الذريع امام صمود وصبر ابناء شعبنا واصرارهم على التصدي له كما انه قد اعلن عن افلاسه السياسي امام الرأي العام العالمي والاقليمي، كونه وصمة عار في جبين الانسانية بعد ان اعلن مسؤوليته عن كافة المذابح التي راح ضحيتها الابرياء من نساء واطفال ورجال عزّل..

 فالرسالة مزجت بين اتجاهات متنافرة للزرقاوي، لم تكن ضمن مفردات (خطابه) السابقة مما يعني انه حاول ان يجد له صورة سياسية بدل ان يكون مجرد (زعيم) ميليشيا طارئة عن الشعب العراقي.

ويبقى المهم هو ان الزرقاوي وخطه وصل الى قعر السقوط، بعد ان لفظته مدن الانبار وانحاء المناطق الغربية من عراقنا،  وان اعلانه من نفسه وسيده ابن لادن اميراً وولي امر للعراق، هو اهانة لابناء شعبنا وحكومته التي لا يمكن ان توصف بالطائفية او العرقية، وانما هي حكومة كل العراق لذا فقد انفرز العدو سياسياً وقانونياً ولا عذر للقائمين بالامر في معالجة الملف الامني في التهاون ازاء اعداء العراق،ولاعذر لمن يتباكى على الخارجين عن القانون ماداموا سينالون جزائهم العادل..

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 28/نيسان/2006 -29/ربيع الاول/1427