أمريكا تؤيد ضم الميليشيات العراقية للجيش ولكن بهيئة أفراد وليست مجموعات

قال مسؤول أمريكي كبير ان الولايات المتحدة تعتقد أنه ينبغي السماح لاعضاء الميليشيات العراقية بالانضمام الى الجيش الذي تدربه الولايات المتحدة ولكن على أساس فردي فقط وليس كمجموعات.

وقال رئيس الوزراء العراقي المكلف جواد المالكي اوائل الاسبوع الجاري انه ينبغي حل الميليشيات الطائفية القوية ودمجها في الجيش العراقي. وستكون خطوة من هذا النوع شديدة الحساسية حيث أن كلا من تلك الميليشيات مرتبط بجماعات عرقية وأحزاب سياسية مختلفة.

وقال المسؤول الامريكي يوم الاثنين "انه اقتراح جيد من حيث المبدأ لكن المشكلة تكمن دائما في التفاصيل. كيف ستقوم بدمجهم أمر هام. يجب أن يكون مركزا (الدمج) على أفراد وليس وحدات."

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه قائلا انه لا يرغب في اثارة جدل ان دمج كل الميليشيات في الجيش يمكن أن يتسبب في مشكلات جديدة.

وقال "اذا تم بشكل غير سليم فسينتهي الحال باختراق وليس اندماج .. بعضها (جماعات الميليشيا) منضبط والبعض الاخر غير منضبط."

ومضى المسؤول يقول ان أحد الامثلة على الميليشيات غير المنضبطة هو جيش المهدي الذي يدين بالولاء لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر ويسيطر بشكل كبير على ضاحية مدينة الصدر في بغداد ومناطق أخرى.

ويعتقد بعض المحللين العسكريين ان الجيش والشرطة العراقيين اللذين تدربهما الولايات المتحدة يضمان بالفعل نسبة متطوعين كبيرة تدين أولا بالولاء لجماعاتها العرقية وليس للحكومة الوطنية والدولة.

وتنشط عدة جماعات ميليشيا من مختلف الاعراق والمذاهب في العراق وكان السفير الامريكي لدى العراق زلماي خليل زاد قال انها تقتل أناسا أكثر ممن يقتلهم المسلحون في عمليات تتم في معظم الاحيان في صورة عمليات اعدام.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس للصحفيين وهي في طريقها الى اليونان ان التعامل مع الميليشيات أولوية ملحة مضيفة أن تشكيل حكومة عراقية جديدة ربما يفتح طرقا جديدة للتعامل مع هذا التحدي.

ونقل نص رسمي عن رايس قولها "في أي حالة لديك فيها ميليشيات مرتبطة بأحزاب سياسية.. فلن تكون تلك مهمة سهلة."

وردا على سؤال حول الكيفية التي يمكن للولايات المتحدة المساعدة بها في دمج الميليشيات قالت رايس ان واشنطن ستواصل محاولة تدريب جيش وقوة شرطة وطنيين يمكنهما جعل مثل تلك الجماعات المسلحة غير ضرورية.

وأضافت "افضل شيء يمكننا فعله هو التأكد من أن تدريباتنا تساعدهم في تشكيل قوات عسكرية وطنية حقيقية وقوات شرطة وطنية حقيقية لان ذلك من شأنه عندئذ استبعاد أي احساس بالحاجة الى الميليشيات لارساء الامن."

غير أن المحلل السياسي انتوني كوردسمان قال انه لا فائدة من دمج الميليشيات المستقطبة بشكل كبير في القوات العسكرية التي تدربها الولايات المتحدة.

وقال كوردسمان عضو مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن "سيكون أمرا ساذجا يصل الى حد الغباء الذي يتسم بالخطورة ..انهم أشخاص يصعب ان ترغب في دمجهم في قوة وطنية. هذا سيتمخض ببساطة عن قوات طائفية أو عرقية أو يثير انقسامات داخل القوات الموجودة بالفعل."

بدوره بحث وزير الداخلية العراقي باقر جبر الزبيدي اليوم مع عدد من كبار المسوءولين فى وزارته عملية دمج المليشيات ضمن موءسسات الدولة العراقية.

وذكر بيان صادر عن الوزارة ان الوزير بحث مع المسوءولين موضوع دمج الميليشيات ضمن موءسسات الدولة العراقية معتبرا ان ذلك سيساعد على "مباشرة عناصر هذه الميليشيات حياتهم الطبيعية فى المجتمع بعد سنين من الجهاد ضد النظام الديكتاتوري البائد".

كما بحث الوزير خلال اللقاء الوضع السياسى فى العراق حيث اشار الى ان من اول مهام الحكومة الجديدة هو تحقيق الامن والاستقرار فى العراق والبدء بمشاريع الاعمار للنهوض بالواقع الامنى والخدمى للمواطنين.

وشدد الوزير كذلك على اهمية انجاز كافة اللجان التحقيقية اعمالها بغية اتخاذ القرارات المناسبة والقانونية بصددها واشعار وسائل الاعلام والمواطنين بنتائج التحقيقات التي توصلت اليها من اجل تحقيق العدالة والاستقرار.

شبكة النبأ المعلوماتية-الأربعاء 26/نيسان/2006 -27/ربيع الاول/1427