مرجعية النجف ترفض خيار حكومة الإنقاذ الوطني والامم المتحدة تبحث معها سبل الخروج من الازمة

قال الدكتور فؤاد معصوم،عضو قائمة التحالف الكردستاني للوطن الكويتية: لسنا بحاجة الى حكومة انقاذ وطني لان حكومة الانقاذ الوطني التي طالبت بها عدة اطراف لانعرف حتى الان ماهي صيغتها.

واستبعدت مصادر في قائمة الائتلاف اللجوء الى خيار تشكيل حكومة انقاذ وطني، واشارت، الى رأي مرجعية السيد علي السيستاني في مشاورات اجراها نجله مع السيد مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، والتي اكدت على ضرورة ايجاد مخرج حل، يستبعد بكل حال الوصول الى تشكيل حكومة انقاذ وطني، التي يمكن ان تلغي كل نتائج الانتخابات وتأتي بوقائع مغايرة لمصالح العراقيين.

تسرع الائتلاف

وكشف صادق الموسوي، الذي سبق وان عمل في مكتب الطالباني مستشار سياسيا«ان ضغوطا كبيرة تمارس من قبل دول الاقليم الجغرافي لتشكيل حكومة انقاذ وطني تتطابق مع مصالحهم من جهتين، الاولى: تخلصهم من رعب العملية السياسية والاستحقاق الانتخابي الجاري في العراق وما يجره ذلك من تحريك شعوب المنطقة للمطالبة بمزيد من الحقوق والثانية ليقولوا ان المشروع الامريكي قد فشل في العراق وهذا ينسجم الى حد بعيد مع توجهات اوروبا في العراق في حين لم يعلموا ان المشروع هو مشروع عراقي خالص عملت عليه المعارضة منذ زمن بعيد».

بدوره قال رئيس الوزراء العراقي الدكتور ابراهيم الجعفري يوم الاربعاء إنه "لا توجد حاجة لاقامة حكومة انقاذ وطني لاننا لسنا في حال حرب."

وأضاف الدكتور الجعفري في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم ببغداد "وكذلك لسنا في حال عدم وجود غطاء قانوني ودستوري..صحيح ان هناك اختلافات في وجهات النظر وعقبات ومشاورات مختلفة ، الا ان الوضع لا يصل الى انشاء حكومة انقاذ وطني."

وعرضت بعض الكتل البرلمانية اقامة حكومة انقاذ وطني بسبب تأخر الاطراف في تشكيل الحكومة.

وتابع الجعفري ان "موقفنا من حكومة الانقاذ الوطني هو موقف رافض."

وحول موقف الإئتلاف العراقي الموحد (الشيعي) من ترشيح السيد جلال الطالباني (كردي) لرئاسة الجمهورية على الرغم من رفض اطراف عربية له ، قال إنه "وفق الدستور من حق اي عراقي ان يرشح الى هذا المنصب سواء كان كرديا او تركمانيا او غيره."

كما رفض الجعفري تدخل الدول العربية في الشأن العراقي.

كما اكد عبد الرزاق الكاظمي الناطق الرسمي بأسم رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري ان "الجعفري متمسك بترشيحه لرئاسة الحكومة".

ونقلت صحيفة "البيان" لسان حال حزب الدعوة التي يتزعمها الجعفري عن الكاظمي قوله ان "كلام عن تغيير الجعفري وهم" مشيرا الى ان "الكرة هي في ملعب الكتل السياسية لتغير مواقفها تجاه الجعفري لان حجم التنازلات التي اخذتها من الائتلاف الشيعي كبيرة".

ولا يزال قادة التشكيلات العراقية مختلفين حول الشخصية التي ستتولى رئاسة الحكومة المقبلة والشخصيات التي ستتولى مناصب رئيسية في الحكومة بعد اربعة اشهر من الانتخابات التشريعية في البلاد.

ويرفض السنة والاكراد في العراق ترشيح ابراهيم الجعفري لمنصب رئاسة الوزراء. وفي المقابل يعارض الشيعة مرشحي السنة لمناصب حكومية اخرى.

بدوره اجتمع مبعوث الأمم المتحدة لدى العراق السيد أشرف قاضي صباح يوم الأربعاء مع المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني في النجف، وذلك لمناقشة الاوضاع السياسية التي يمر بها العراق حاليا، كما التقى قاضى مع محافظ النجف السيد أسعد أبو كلل.

وقال مصدر مقرب من مكتب السيد السيستاني إن سبب زيارة قاضي الذي وصل الى النجف أمس الثلاثاء "هو مناقشة الأوضاع التي يمر بها العراق هذه الأيام، وخاصة السياسية والامنية، والوقوف على الحلول المناسبة للخروج من الازمة الحالية."

وقال السيد أشرف قاضي إنه بحث مع المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني "تشكيل حكومة وحدة وطنية بالعراق في أقرب وقت ممكن من أجل معالجة التحديات التي يمر بها العراق."

وأعرب قاضى عن قلق الامم المتحدة من العنف المتزايد في العراق خصوصا بعد مأساة تفجير قبة الإمامين العسكريين.

وقال فى مؤتمر صحفى عقده عقب اجتماعه مع السيستاني بمنزله بالنجف إنه عبر "لسماحته (السيستانى) عن قلقنا (الأمم المتحدة ) من العنف المتزايد في البلد خصوصا بعد مأساة تفجير قبة الإمامين العسكريين في سامراء."

وردا على سؤال حول سبب هذه الزيارة قال قاضي انه نقل للسيستانى تحيات الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان وناقش معه الأمور الحالية التي تحدث في العراق.

وتابع "كما تحدثت عن نشاطات الأمم المتحدة في العراق وأبلغته بان الأمم المتحدة سوف تساعد العراق بأي طريقة ممكنة.

ونقل قاضي فى المؤتمر الصحفى "مباركة آية الله السيستاني لكل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في العراق."

وقد استغرق اجتماع السيستانى وقاضى نحو ساعتين.

وعقب المؤتمر الصحفى، قام قاضي بزيارة السيد مقتدى الصدر في منزله الواقع في الحنانة. وقال قاضى بعد زيارته للسيد مقتدى الصدر إنه ناقش معه التطورات الراهنة على الساحة العراقية.

وأشار الى أن السيد مقتدى الصدر سلمه رسالة الى الأمين العام للامم المتحدة السيد كوفي عنان.

وفي السياق ذاته، زار السيد أشرف قاضي في وقت سابق المرجع الديني آية الله السيد محمد سعيد الحكيم و التقى بممثلين لمراجع الدين الآخرين في مدينة النجف الأشرف.

وصرح السيد محمد حسين الحكيم الناطق الرسمي باسم آية الله محمد سعيد الحكيم بأن آية الله السيد محمد سعيد الحكيم دعا خلال لقائه اشرف قاضي، هيئة الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها الدولية في احتواء الأزمات وتخفيف حدة التوترات من خلال استباق الأحداث والسعي الجاد لإصدار قرار دولي فاعل يدعو إلى تجفيف منابع الإرهاب ويمنع حصول المزيد من المآسي للشعب العراقي.

وأوضح أن الحكيم طالب الأمم المتحدة بمراقبة الدعم المالي الهائل للإرهاب المقدم من قوى دولية تريد إثارة الفتنة بتحويل الاتجاهات الطائفية إلى تقاطعات سياسية.

وقال مصدر مقرب من مكتب السيد السيستاني لـ (أصوات العراق) إن سبب زيارة قاضي الذي وصل الى النجف أمس الثلاثاء "هو مناقشة الأوضاع التي يمر بها العراق هذه الأيام، وخاصة السياسية والامنية، والوقوف على الحلول المناسبة للخروج من الازمة الحالية."

وقال بيان لبعثة الامم المتحدة اليوم إن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، أشرف قاضي، التقى خلال زيارته لمحافظة النجف، مع المحافظ أسعد أبو كلل..

من جهة اخرى قالت مصادر من الائتلاف العراقى الموحد مساء يوم الثلاثاء إنه تم ترشيح الشيخ خالد العطية من كتلة (مستقلون) بالائتلاف لمنصب النائب الاول لرئيس مجلس النواب (البرلمان).

وأوضح مصدر مطلع لـ (أصوات العراق) أنه "تم حسم ترشيح الشيخ خالد العطية لهذا المنصب من قبل كتلته (مستقلون) في اجتماع عقدته اليوم".

وأشار المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه الى أن "هذا المنصب من نصيب كتلة (مستقلون) في الائتلاف."

وأوضح أن كتلة الائتلاف العراقى الموحد عقدت اجتماعا اليوم جرى خلاله بحث تطورات تشكيل الحكومة العراقية وفق ما يدور على الساحة السياسية.

من جانبه نفى السيد جلال الطالباني الرئيس العراقى يوم الثلاثاء اشتراك قائمة التحالف الكردستاني في أي تكتل ضد قائمة الائتلاف العراقي الموحد.

وقال الطالباني عقب اجتماع عقده مع زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد السيد عبد العزيز الحكيم إن "(قائمة) التحالف لم تشترك في أي شئ ضد قائمة الائتلاف (الموحد)".

وتأتي تصريحات الطالبانى كنفى لتصريح الامين العام للحزب الاسلامي والقيادي في قائمة جبهة التوافق العراقية طارق الهاشمي الذي قال ان هناك خطة لتشكيل قائمة انتخابية اكبر من الائتلاف تأخذ على عاتقها تشكيل الحكومة لكون الدستور العراقي يعطي الحق للكتل البرلمانية الأكبر لتشكيل الحكومة.

وقال الهاشمي إن جميع الكتل البرلمانية "إتفقت ،من حيث المبدأ ،على تشكيل تكتل جديد

بعيدا عن الإئتلاف الموحد ، بهدف إنقاذ العملية السياسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية."

وأضاف طارق الهاشمي " أن قادة الائتلاف العراقى الموحد مسؤولون عن تعطيل العملية السياسية في العراق وان الائتلاف أُعطي وقتا اكثر مما ينبغي بكثير لتسمية مرشحه لرئاسة الحكومة، فاذا عجزوا أو لم يملكوا الشجاعة الكافية لحسم هذه المسالة لابد من التفكير بخيارات سياسية أخرى تخرجنا من هذا المازق الذي نحن فيه."

وأوضح الطالباني فى تصريحات له عقب الاجتماع "لدينا علاقات جيدة مع قائمة الائتلاف الموحد وقائمة التوافق والعراقية."

وتابع قائلا "أي تحالف ضد قائمة الائتلاف (الموحد) مستحيل."

يذكر أن قائمة الائتلاف اعترضت على ترشيح الدكتور طارق الهاشمي لمنصب رئيس مجلس النواب.

وحضر اجتماع الطالباني والحكيم نائب الرئيس العراقي الدكتور عادل عبد المهدي والسفير الامريكي في العراق زلماي خليل زاد.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 20/نيسان/2006 -21/ربيع الاول/1427