مشاورات امريكية بريطانية لترشيح قاسم داود.. والجعفري يدعو الى اسناد منصب رئيس الجمهورية إلى عربى سنى.. النزاع حول الجعفرى يؤجج العنف الطائفى

كشفت مصادر مقربة من كتلة الائتلاف العراقى الموحد عن مشاورات أمريكية بريطانية مع الدكتور قاسم داود من كتلة المستقلين بالائتلاف لترشيحه لمنصب رئيس الوزراء.

وقال مصدر فضل عدم نشر اسمه لـ (أصوات العراق) مساء يوم الثلاثاء إن "مشاورات سرية جرت بين السفيرين الامريكى زلماى خليل زاد والبريطانى وليم باتى والدكتور صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني والدكتور قاسم داود لترشيح داود لمنصب رئيس الحكومة العراقية."

ورفض الدكتور قاسم داود الحديث فى هذا الموضوع، "انه لا يمكن التصريح فى الاعلام بهذا الشأن إلا بعد ثلاثة أيام."

ومن جهته، قال الدكتور صالح المطلك إن "اللقاء جرى اليوم على أساس دعوة من السفيرين الامريكى والبريطانى لغرض التداول ومناقشة الوضع السياسى."

وأوضح أن "هناك ضغوطا من قبل السفيرين الامريكى والبريطانى لغرض اعلان مرشح لمنصب رئيس الوزرءا خلال ثلاثة أيام."

وعقد اللقاء فى منزل الدكتور قاسم داود بالمنطقة الخضراء فى بغداد.

وأوضح المطلك أن "هناك خياران أمام الائتلاف وهما ترشيح أكثر من مرشح أو تقديم مرشح واحد ويتم التصويت عليه عن طريق البرلمان."

وعما اذا كان قاسم داود هو الأوفر حظا للترشيح، أكد المطلك "أنه لا يمكن الجزم فى هذا الموضوع فى ظل الأمور الحالية، فهناك مرشح اخر لهذا المنصب وهو السيد علي الاديب من قائمة الإئتللاف."

من جهته جدد رئيس الوزراء المنتهية ولايته الدكتور إبراهيم الجعفري اليوم الثلاثاء تمسكه بترشيحه لرئاسة مجلس الوزراء ، وطالب الولايات المتحدة وبريطانيا بعدم الاجهاز على الديمقراطية، فيما قال فى مؤتمر صحفى له إنه أبلغ الرئيس جلال الطالبانى قبل بداية المرحلة الانتقالية فى عام 2005 رغبته باسناد منصب رئيس الجمهورية إلى عربى سنى.

ورفض الجعفري ،خلال مؤتمر صحفي عقده عقب إنتهاء جلسة مجلس الوزراء الإستثناثية اليوم ، تحميل مسؤولية تأخير تشكيلة الحكومة على أطراف كالإئتلاف العراقي الموحد ،أو الكتل البرلمانية الأخرى ، أو التحالف الأنجلو - أميركي.

وفي حين أعرب الجعفري عن تقديره لموقف الولايات المتحدة وبريطانيا " المساعد في التخلص من نظام صدام" ،شدد على أن هذا ليس معناه " تحويل التقدير إلى الإجهاز على العملية الديمقراطية في البلد."

لكن رئيس الوزراء المنتهية ولايته اعترف بوجود "خلل في تشكيلة الحكومة الإنتقالية.. مما أثر على أدائها" ،مشيرا إلى أن تشكيلة الحكومة القادمة "ستختلف عن ذلك."

وتوسم الجعفري من الإئتلاف العراقي الموحد " الوفاء للعراقيين.. بالرغم من إختلاف وجهات النظر" ،مطالبا إعضاء الإئتلاف بـ " إستحضار الحقائق الاجتماعية والقاعدة الشعبية التي أفرزتهم.. كأكبر كتلة برلمانية."

وبين رئيس الوزراء أن الخطة الأمنية الموضوعة من قبل الحكومة " تتعرض لإعادة النظر فيها بين فترة وأخرى.. خاصة فيما يتعلق بحماية المساجد."

وفي رده على سؤال حول موقفه من رئيس الجمهورية جلال الطلباني, بشأن تصريحاته بانه يعتز بالجعفري "رفيق النضال" وفى نفس الوقت يعارض توليه رئاسة الحكومة ، كشف الجعفرى "أخبرت جلال الطالباني رئيس الجمهورية في الدورة الماضية للحكومة عن رغبتي بتولي منصب رئاسة الجمهورية عربي سني وليس كرديا, واخبرته ان المنصب يحتاج الى عربي سني."

وأكد أن موقفه هذا "لم يكن من منطلق شوفيني عربي." بل لوجود أبعاد إنطلق منها و"تذكيره بالواقع السني في العراق, وكون العرب هم الاغلبية , وبالإمتداد السني العربي."

وقال"وجهة نظري لم تكن نابعة من مبدأ قومي او عداء شخصي كوني أحترم كافة القوميات وتربطني بالطالباني علاقة قوية, وهي ليست قضية شخصية, لقد كانت وجهة نظر وقراءة سابقة ." معربا عن إعجابه وتقديره لشخصية وكفاءة الطالباني .

وحول الاعتراضات الكردية والسنية على ترشحه لولاية ثانية قال الجعفري "هي رؤى سياسية, وأنا أحترمها.."

وعما اذا كان الجعفري يحمل نفس الرؤية للدورة القادمة ازاء تولي الدكتور الطالباني رئاسة الجمهورية وهو المرشح الوحيد حتى الان لهذا المنصب من قبل قائمة التحالف الكردستاني قال "ان هذه كانت وجهة نظري في الدورة الماضية ." واستطرد "الا أنه في حال إصرار الاخوة الاكراد على مرشحهم ,ولم يقدم العرب السنة مرشحا لهم لمنصب رئاسة الجمهورية ،فانا مع مرشح التحالف. "

وجدد الجعفري تمسكه بترشحه لرئاسة الحكومة قائلا"لقد جئت باليات ديمقراطية ,واذا بدت اليات ديمقراطية برلمانية لا تريدني، فسأمتثل لها."

وعن التشكيلة الحكومية القادمة قال "انها ستشهد تغييرات جذرية عن سابقتها كونها سيكون الانتماء فيها للبيت الحكومي وليس للانتماء السياسي ،مع احترامي للانتماء السياسي."

بدوره أكد كبير مستشارى وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون العراق جيمس جيفرى أن عدم الإجماع على الشخصية المرشحة لرئاسة الحكومة المقبلة فى العراق ونقص التوحد بين ممثلى الشيعة والسنة والأكراد فى الحكومة قد أجج من نيران العنف الطائفى فى البلاد.

وقال جيفرى فى مؤتمر صحافى عقده هنا أن "العنف الطائفى أصبح المشكلة الأكبر التى تواجه الولايات المتحدة فى العراق أكثر من التمرد" معتبرا أن هذا النوع من العنف يعد "القضية الأهم" على الساحة العراقية حاليا.

وكانت الولايات المتحدة قد حثت غير مرة القادة العراقيين على نبذ خلافاتهم والإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية باعتبار أن تشكيل هذه الحكومة من شأنه السيطرة على العنف الطائفى الذى استشرى فى العراق واستهدف القوات الأمريكية والعراقية والمدنيين على حد سواء الأمر الذى حد من قدرة الولايات المتحدة على تقليص أعداد قواتها البالغة نحو 150 ألف جندى.

ورفض جيفرى القول بأن بلاده تسعى لاستبعاد الجعفرى من رئاسة الحكومة معتبرا أن الولايات المتحدة "لا تبغى أناسا بعينهم لرئاسة الحكومة العراقية كما لا تؤيد مرشحا على حساب مرشح أخر".

وقال المسؤول الأمريكى أن المرشح الحالى لرئاسة الحكومة إبراهيم الجعفرى يتعرض لانتقادات كثيرة من قوى مختلفة فى العراق فى إشارة إلى رفض السنة والأكراد تولى الجعفرى رئاسة الحكومة القادمة.

ووصف جيفرى القول بأن الولايات المتحدة قد دخلت إلى العراق بنية تقسيمه على أساس طائفى بأنه "محض أسطورة" مؤكدا أن بلاده لا تقوم بإشعال العنف الطائفى فى العراق.

وأقر بارتكاب الولايات المتحدة لما أسماء "أخطاء تكتيكية" فى العراق معتبرا فى الوقت ذاته أن العراق يمر حاليا بمرحلة "فاصلة".

وقال جيفرى أن الانتخابات العراقية التى جرت فى شهر ديسمبر الماضى كان من المفترض لها أن تحقق سلاما أكبر واستقرارا فى العراق مؤكدا على ضرورة تشكيل حكومة جديدة تلقى قبولا واسعا من الأطراف العراقية المختلفة.

وكان الرئيس جورج بوش قد أعرب مجددا أمس عن اعتقاده بأن التطور السياسى فى العراق سيسهم فى القضاء على العنف معتبرا أن "تشكيل حكومة وحدة وطنية يعد أمرا حيويا لهزيمة الإرهابيين وإقرار السلام فيما أن تأخر تشكيل هذه الحكومة يخلق فراغا يستغله الإرهابيون والمتمردون".

ووصف جيفرى "الروابط المتعددة" التى تربط بين رجل الدين الشيعى فى العراق مقتدى الصدر وبين إيران بأنها "أمر مقلق للغاية بالنسبة للولايات المتحدة".

والمعروف أن مقتدى الصدر الذى خاض أنصاره قتالا شرسا ضد القوات الأمريكية فى أماكن متفرقة من العراق قبل انخراطه فى العملية السياسية يعد من أشد المؤيدين لإبراهيم الجعفرى مرشح كتلة الإئتلاف الشيعى الموحد فى العراق.

وفيما يتعلق بالجماعات المتمردة فى العراق قال جيفرى أن "جماعات التمرد العراقية المحلية لديها شئ مشترك مع الولايات المتحدة وهو أن كليهما يريد انسحاب الجيش الأمريكى بأسرع وقت ممكن من العراق".

ولاحظ أن "الإقتتال فى ما بين جماعات التمرد قد تزايد فى الوقت الذى انخفضت فيه هجمات المتمردين فى المناطق السنية كما تقلصت أعداد المقاتلين الأجانب القادمين إلى العراق عبر الحدود السورية".

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 13/نيسان/2006 -14/ربيع الاول/1427