بريطانيا وأمريكا تنشئان 6 قواعد ثابتة كبيرة دائمة في العراق

 أفادت صحيفة اندبندانت أون صندي اللندنية أن وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) كشفت أن قوات التحالف تنفق ملايين الدولارات على اقامة ست قواعد ثابتة على الاقل في العراق، ما يعزز احتمال بقاء القوات الامريكية والبريطانية فترة طويلة في العراق.

وقالت ان البنتاغون «افترض قيام القوات البريطانية بادارة واحدة من القواعد الست».

وأبلغ المتحدث باسم قوات التحالف في العراق الرائد جوزيف بريسيل الصحيفة «أن الخطة الراهنة تقضي بتقليص وجود قوات التحالف الى ست قواعد مدمجة، أربع منها أمريكية على أن يتم خلال عملية التحرك في هذا الاتجاه توسيع بعض القواعد العسكرية الأخرى لتسهيل اغلاق أو نقل القواعد الصغيرة».

واضاف بريسيل انه يملك حالياً «أي معلومات عن جنسية القوات التي ستدير القاعدتين المتبقيتين لكني افترض أن البريطانيين سيتولون مهمة ادارة واحدة منهما».

لكن الصحيفة أشارت الى أن متحدثاً باسم وزارة الدفاع البريطانية «أكد أن القوات البريطانية تعمل في الوقت الراهن في ثماني قواعد في جنوب العراق الى جانب وحدة صغيرة تتمركز ببغداد، وشدد على أن المباحثات التي تجريها قوات التحالف بشأن تمركزها في المستقبل لاتزال في مراحلها المبكرة ولم تتفق على شيء حتى اللحظة».

ويقول البنتاغون، حسب الاندبندانت أون صندي، انه «قلّص عدد القواعد العسكرية الامريكية في العراق من 110 الى نحو 75 قاعدة »غير أنه يقوم في الوقت نفسه ببناء عدد من القواعد الضخمة التي تتمتع بحماية عالية يقع بعضها في الصحراء بعيداً عن المناطق السكنية.

ولفتت الصحيفة الى أن البنتاغون «انفق أكثر من 280 مليون دولار على بناء قاعدة الأسد الجوية وقاعدة البلد الجوية ومعسكر تاجي وقاعدة طليل الجوية في العراق، كما طلبت ادارة الرئيس (الأمريكي جورج) بوش هذا العام 175 مليون دولار اضافية لتوسيع هذه القواعد التي تأوي 55 ألف جندي أمريكي وتحتوي على مخازن ومطاعم بيتزا موصولة بطرق خاصة لحافلات النقل».

هذا واكد الرئيس الاميركي جورج بوش الخميس انه سيوافق على تعزيز القوات الاميركية المنتشرة في العراق اذا اوصى القادة العسكريون بذلك.

واوضح بوش في خطاب حول العراق القاه في تشارلوت (كارولينا الشمالية جنوب شرق الولايات المتحدة) انه في حال قال الجنرال جورج كايسي قائد قوات التحالف في العراق "انه بحاجة الى مزيد من القوات فسوف يحصل عليها. واذا قال انه يحتاج الى عدد اقل من القوات لان العراقيين باتوا مستعدين لتولي القيادة فهذا ما سيحصل".

وبدا ان بوش يسعى الى تأكيد ثقته باراء القادة العسكريين وحدهم حول عديد القوات المناسب فضلا عن قدرة ادارته على التكيف مع الاحداث اكثر منه الى تحضير الرأي العام الاميركي لاحتمال ارسال وحدات اضافية الى العراق في وقت تزداد المطالبة بعودة الجنود الاميركيين الى ديارهم.

وشدد بوش على "التكييفات" التي قام بها الاميركيون في العراق وفقا للظروف منذ الاجتياح في اذار/مارس 2003 في محاولة واضحة لازالة الاثار التي خلفتها تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اخيرا.

وكانت رايس اقرت الجمعة الماضي قبيل زيارة مفاجئة لها للعراق "اعرف اننا ارتكبنا الاف الاخطاء التكتيكية (في العراق) انا ادرك ذلك".

ورغم التخفيف من وقع هذه التصريحات لاحقا فان كلاما كهذا لا يساهم في زيادة الثقة بالاستراتيجية التي تعتمدها ادارة بوش في العراق والتي تعارضها غالبية الاميركيين. وقد خالف وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد اقوال رايس.

وقال بوش الذي اشاد صراحة برايس ورامسفلد "ان اي خطة حربية تكون جيدة حتى تحين المواجهة مع العدو". وتابع يقول "علينا ان نقوم بتكييفات يجب ان نكون قادرين ان نقول على الارض ان هذا الامر يعمل جيدا وهذا امر لا يعمل بشكل جيد".

وقال بوش من دون التحدث عن ارتكاب اخطاء "انا انظر دائما الى الوراء لاعرف اذا ما كان بالامكان القيام بالامور بشكل مختلف او بشكل افضل".

وتحدث عن التكييفات التي اعتمدت في مجال اعادة الاعمار وتدريب القوى الامنية العراقية. وشدد على انه يتمنى لو ان فضيحة سوء المعاملة في سجن ابو غريب لم تحصل واصفا اياها "بالتجربة المهينة التي الحقت الاذى بنا على الساحة الدولية ولا سيما في العالم الاسلامي" ووفرت وسيلة "دعاية ممتازة للعدو".

واضاف بوش "اؤمن بقوة ان ما نقوم به جيد. ولو لم يكن الامر كذلك (..) لسحبت القوات" الاميركية من العراق. واكد انه يتفهم الجدل الدائر حول ضرورة سحب القوات الاميركية من عدمها واشاد به.

وقال "خلال حرب فيتنام تم تسييس القرارات العسكرية كثيرا. لن يحصل ذلك مع ادارتي". واعتبر ان الانسحاب بشكل مبكر سيشكل "خطأ جسيما" مشددا على ان ذلك "سيجشع العدو" وسيوجه "رسالة رهيبة" الى الجيش الاميركي.

وينتشر نحو 133 الف عسكري اميركي في العراق. وقتل اكثر 2340 جنديا اميركيا في هذا البلد منذ الاجتياح في اذار/مارس 2003. واكد بوش ان العراق يتقدم على طريق "الديموقراطية".

وحث القادة العراقيين على الاتفاق في ما بينهم موضحا ان "جزءا من المهمة الان ينص على القول للعراقيين لقادتهم : ان الناس عبروا عن رأيهم (في الانتخابات في 15 كانون الاول/ديسمبر) عليكم التحرك الان وعليكم تشكيل حكومة وحدة وطنية".

واشار الى استمرار اعمال العنف الطائفية وطالب بالغاء الميليشيات. لكنه اعتبر ان اعمال العنف هذه هي من مخلفات سياسة الرئيس العراقي السابق صدام حسين التي كان قائمة على وضع طوائف البلاد في مواجهة حسب الرئيس الاميركي. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد9/نيسان/2006 -10/ربيع الاول/1427