المرجعية تتدخل لصالح وحدة الائتلاف وانسحاب الجعفري والبديل تشكيل خماسي جديد

نفى الناطق الرسمي بإسم رئيس الوزراء العراقي اليوم السبت ما تناقلته بعض وسائل الإعلام أمس الجمعة حول سحب ترشيح الدكتور ابراهيم الجعفري لمنصب رئيس الوزراء.

وقال السيد عبد الرزاق الكاظمي في بيان صدر عن مجلس الوزراء اليوم إن "هذا الخبر عارٍ من الصحة ويفتقد للمصداقية، وان الدكتور الجعفري لازال مرشح الائتلاف العراقي الموحد لمنصب رئيس الوزراء."

لكن عضو قائمة الإئتلاف العراقي الموحد السيد محمد تقي المولى قال يوم الجمعة إن أطراف الإئتلاف قررت إحالة قضية حسم مرشحه لمنصب رئاسة الوزراء على المرجع الشيعي الأعلى السيد على السيستاني .

وأضاف أن الإجتماع الذي عقدته الأطراف المشكلة للإئتلاف ، يوم أمس ( الخميس) ، تم خلاله " الإتفاق على أن يحسم السيد السيستاني الخلاف الحاصل حول مرشح الإئتلاف لمنصب رئيس الوزراء."

وبين المولى ،وهو قيادي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق ،أن وفدا من مختلف الأطراف المشكلة للإئتلاف الموحد " سيتوجه إلى النجف الأشرف خلال أيام ،للقاء السيد السيستاني.. وطرح الأمر برمته على سماحته ،والطلب منه تحديد طريقة إختيار المرشح لرئاسة الحكومة من أعضاء الإئتلاف."

وشدد على أن كافة الأطراف المشاركة في الإئتلاف " إتفقت ،خلال إجتماع أمس ،على تنفيذ أي حكم يصدره المرجع الأعلى في هذا الشأن."

لكن تقي المولى لم يحدد موعدا للقاء المزمع بين وفد الإئتلاف الموحد والمرجع الشيعي الأعلى على السيستاني ،واكتفى بالقول إن ذلك سيكون "وفق ما يحدده سماحته."

ومن هنا دعا ممثل للمرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني في كربلاء يوم الجمعة الى "ايجاد حل" للمأزق السياسي عبر" التنازل عن بعض المواقع" دون ان يحددها او يذكر اسماء معينة.

ونقل شهود حضروا الصلاة عن رجل الدين عبد المهدي الكربلائي قوله أمام آلاف المصلين في الصحن الحسيني في كربلاء "نوصي جميع الكتل السياسية بضرورة ايجاد حل للطريق المسدود الذي وصلت اليه العملية السياسية وإن تطلب الامر التنازل عن بعض المواقع."

وكانت اصوات من داخل الائتلاف العراقي الموحد قد طالبت في الآونة الاخيرة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري بالتخلي عن ترشيحه للمنصب مجددا.ويواجه الجعفري معارضة شديدة من التحالف الكردستاني وقوائم العرب السنة ،ولم تتوصل الكتل البرلمانية الى حل لتشكيل الحكومة بعد نحو اربعة اشهر من الانتخابات التشريعية.

ونبه الكربلائي زعماء كتل سياسية الى ان "رعاية المرجعية لهم منوطة باستمرار توحدهم"، مؤكدا ان "هذه المظلة الابوية لا يمكن ان تستمر اذا حصل التشتت والتفرق .... فاستمرار الازمة السياسية وعدم تشكيل الحكومة بعد اربعة اشهر من الانتخابات يضيف المعاناة واراقة الدماء."

ودعا "قائمة الائتلاف الى الشعور بمسؤولياتها عبر الحفاظ على تماسكها وعدم السماح بانفراط عقد الائتلاف لان ذلك لا يلحق ضررا بمصالح القائمة فقط وانما بكافة المؤمنين الذين صوتوا لهم وبذلوا التضحيات الغالية."

ودعا الكربلائي الحكومة الى "كشف كافة الخروقات الامنية" التي تقوم بها القوات الامريكية، مطالبا "بعدم التدخل بالسيادة العراقية."

وتابع "لا نحتاج لخلق ازمات جديدة بل علينا ان نحل الازمات الحالية المتمثلة بالفوضى والتهجير."

لكن الدكتورة عامرة البلداوي عضو مجلس النواب عن الائتلاف العراقي الموحد نفت يوم السبت لجوء الائتلاف للمرجعية الدينية في النجف لحسم موضوع مرشح رئاسة الوزراء بل "تدخل المرجعية وتوجيهها نصح بضرورة ايجاد حل كامل جاهز يرضي كل مكونات الائتلاف وقبل التوجه للبرلمان."

وقالت البلداوى من كتلة المستقلين في تصريحات لـ (أصوات العراق) "الائتلاف لم يلجأ للمرجعية بل ولكون المرجعية العليا هي نبض الشارع فتدخلت في الوقت المناسب لاجل الطلب من السياسيين حسم الامر، بعد أن أستنفد الائتلاف تقريبا كل الياته, وعدم حظي خيار الائتلاف بموافقة الاكراد والتوافق."

وشددت على أن المرجعية وجهت النصح فقط ولم تطرح اسما بقولها "النصح كان واضحا بالرجوع الى اليات , وحل الامر من داخل الائتلاف, من أجل المحافظة على وحدته." وأضافت "أكدت المرجعية على حسم الموضوع داخل الائتلاف قبل التوجه للبرلمان, يجب وجود حل كامل وجاهز يرضى به كل الأطراف في الائتلاف."

وتابعت عضو كتلة المستقلين القول "غدا اجتماع مهم من أجل تدارس الموضوع." لكنها استدركت قائلة "طبعا لا نتوقع أن يحسم الموضوع غدا, لكن الاجتماع مهم"..مشيرة الى انه سيتم تدارس البدائل خلال الاجتماع.

وأوضحت البلداوي أن "موضوع طرح بدائل للجعفري يتم طرحه في الغرف المغلقة واثناء التباحث." مؤكدة عدم طرحه على اللجنة السياسية السباعية .. ولم يتم تداول أي أسم."

وبينت أن اليات الائتلاف للوصل الى حل تكمن في " التوجه للجنة السياسية ومن خلال التوافق, وفي حال عدم حدوث توافق يتم التوجه للهيئة العامة للائتلاف."

وفي هذا السياق وقد بدأ عدد من نواب البرلمان العراقي بجمع تواقيع 50 نائبا، في عريضة الى الدكتور عدنان الباجه جي، بطلب عقد جلسة جديدة تحسم تسمية رئيس الوزراء، وقال مثال الالوسي، زعيم حزب الامة العراقية، بأن "النواب قد ضجروا من مناورات بعض القيادات السياسية التي تعتقد بأنها صنم جديد بدل صنم صدام حسين الذي ضحى العراقيون لإزالته "

واضاف في حديث لـ «الوطن»، ان المطلوب الان عقد جلسة جديدة للبرلمان ليمارس دوره، موضحا أنه «ليس 50 نائبا فقط من يلح على عقد هذه الجلسة بل الكثير منهم يطالب بشدة بعودة الدور السياسي الى داخل البرلمان، وهو الامر الذي طالبنا به اكثر من مرة»

وقال على ان «تضحيات العراقيين لا تترجم بهذه الفوضى والاملاءات السياسية من هذا الطرف او ذاك، لحساب اقليمية مرة لصالح ايران واخرى لصالح جهات اخرى»

ووصف من يهاجم السفير الامريكي في النهار بأنهم ذاتهم «من يسعون اليه ليلا لتاكيد ولائهم والعمل في مساومات فاضحة للحصول على هذا المنصب او ذاك»

ومع تعقد المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة ،وتسرب معلومات من مصادر متعددة، بان ثمة توافقات سياسية جديدة تلوح في الافق السياسي العراقي، لتكوين اكبر تكتل برلماني، ربما يتجاوز الثلثين من عدد الاعضاء البالغ عددهم 275 عضوا، بما يعيد العمل بتوافقات مؤتمر لندن للمعارضة العراقية، والذين يمثلون اليوم اكبر الكتل البرلمانية في البرلمان.

وكشفت مصادر عراقية لـ «الوطن» ،ان خمس جهات هي المجلس الاعلى، والاتحاد الوطني الكردستاني الذي يترأسه جلال الطالباني والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني وحركة الوفاق الوطني العراقية التي يترأسها اياد علاوي والحزب الاسلامي العراقي برئاسة طارق الهاشمي قد اتفقوا على تشكيل جبهة جديدة ستمثل أكبر كتلة في البرلمان العراقي غير خاضعة لتحالفات برلمانية سابقة.

واوضحت هذه المصادر، بأن خيار تشكيل كتلة برلمانية جديدة، بات اقرب حل لنقل عملية التصويت على تشكيل الحكومة الى قبة البرلمان، لاسيما بعد تكرار الدعوة للجعفري بالتنحي عن الترشيح من قبل قياديين في المجلس الاعلى ،كان ابرزها تصريح الدكتور عادل عبد المهدي، والشيخ جلال الدين الصغير القيادي في المجلس الاعلى واخيرا وليس اخرا تصريحات خطيب جمعة النجف السيد صدر الدين القبانجي، التي طالب فيها الدكتور ابراهيم الجعفري بسحب ترشيحه الى منصب رئاسة الوزراء، ذلك الاختيار الذي بـ «الاختيار المر»

واضافت هذه لمصادر «ابلغ المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق كوادره ان الائتلاف سيحيل ملف ترشيح رئيس جديد للوزراء الى البرلمان العراقي في غضون اليومين المقبلين، فيما يواصل رئيس وزراء الحكومة المنتهية ولايتها ابراهيم الجعفري اصراره على التمسك بالترشيح لهذا المنصب»

ويضاف الى هذه الاراء «الناصحة للجعفري بالتنحي عن التشريح، بيان اصدره الحزب الديموقراطي الكردستاني، وحصلت «الوطن» على نسخة منه، والذي اعتبر قيام الجعفري بهذه الخطوة وسحب ترشيحه لولاية ثانية، انما "يعبر عن تقديره وحرصه على العمل الجاد لإنهاء معاناة شعبنا التي أخذت تنذر بأخطار وخيمة تتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية تتميز بالقوة والكفاءة والنزاهة وتحظى بتأييد جميع الأطراف السياسية وبثقة المواطنين»»

وحول الانباء التي اشارت الى ان رئيس كتلة الائتلاف العراقية السيد عبد العزيز الحكيم قدم مقترحا بطرح اسماء ثلاثة مرشحين على مجلس النواب نفى المتحدث باسم الائتلاف جواد المالكي ذلك مؤكدا ل(كونا) انه ليست ثمة ترشيحات جديدة داخل البيت الائتلاف وانه لايزال لديه مرشح واحد وهو الجعفري.

واضاف اذا كانت ثمة مناقشة فيجب ان تكون في اطار الاليات المتبعة داخل الائتلاف مؤكدا في نفس الوقت اهمية حدوث توافق وانه يجب ان تصطف جميع القوى داخل الائتلاف خلف مرشحها تاكيدا لوحدة الائتلاف.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد9/نيسان/2006 -10/ربيع الاول/1427