عراقيات يعبرن عن امنياتهن بالزواج والابقاء على البطاقة التموينية.. أطفال العراق يلجئون لشراء الألبسة القديمة لقلة ثمنها

للمراة العراقية ذلك الكائن الذي ضحى ولايزال امنيات وطموحات ولعل الملفت في ذلك ان امنياتهن وطموحاتهن مثلت صورة لماساوية الوضع الذي تعيشه . ..البطاقة التموينية ...الزواج...ايجاد السكن المناسب لها ولاطفالها وتوفير لقمة العيش لهم كلها امور تجاوزتها نساء العالم حتى لم يبق مايمكن ان تقارن به هذه المراة المغلوبة على امرها مع غيرها من نساء العالم اذ الحياة اليسيرة والعيش الرغيد واشرعة تسبر مجهول الكون ارضه وسمائه وهذه اللقاءات التي اجريناها تعبر بما لايقبل الشك عن ما قلناه ولسان حالنا يقول متى الفرج .

لقاءنا الاول جمعنا بالموظفة منى جاسم فليح خريجة كلية الادارة والاقتصاد اذ تقول ان امنيتي ان يكون عامنا الحالي عام الحصول على محل سكن مجاور لمكان عملي او ان يتسنى فتح رياض الاطفال قرب جميع دوائر الدولة لتتمكن كل الموظفات من رعاية ابنائهن بصورة جيدة وتضيف ..نحن بلد غني بالثروات لكن للاسف نجد ان هناك امورا لا تستحق يتم صرف الاموال عليها بلا رقيب وعلى العكس من ذلك فهناك امور مهمة يتم تجاهلها.

اما المواطنة رباب امين خريجة كلية التربية فتقول حول امنياتها لـ اصوات العراق اتمنى ان يتسنى الحصول على بيت استاجره دون ان يكلفني دفع ايجاره مرتبي ومرتب زوجي وهذا لن يتحقق ما لم تقم الحكومة بايلاء مسالة البناء حيزا كبيرا من سياستها.

ومن جانبها قالت المواطنة اسراء شهيب خريجة كلية الزراعة انها سئمت من العمل كموظفة بعقد مؤقت وتتمنى ان يتم تثبيتها على الملاك الدائم من اجل تحسين مرتبها الشهري الذي تتقاضاه والذي لايكفي حاليا لسداد متطلباتها.

فيما قالت المواطنة سهاد عبد الكاظم خريجة الكلية التقنية الادارية ان احلامها تنحصر بالحصول على العريس على ان يكون من المتغربين الذين يتخذون من الغربة مقرا لعملهم وسكناهم لانه حسب رايها يبعدها عن مشاكل العيش في العراق لانها سئمت انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

اما زميلتها زينب الربيعي فامنياتها انحصرت بالحصول على المولود البكر الذي طال انتظاره وسط ضغوطات الاهل ورعب تصريحات الاطباء القائلة بان تاخر الانجاب هو احدى افرازات الحروب التي شنت على العراق.

من جانبها تقول رواء الزهيري ان حلمها ان يعود الامان الى سابق عهده وان يحيى الجميع في ظل حكومة عادلة تعمل على توفير كل الخدمات لابناء شعبها.

اما الطالبة الجامعية سارة السراي فترى في النجاح والتخرج امنية وغاية كبرى مضيفة القول ان حياة الغربة والبعد عن الاهل يضاف اليه ما تتحمله الاسرة من مشاق لتوفير متطلبات دراستها اضافة الى جهدها كلها امور تستدعي ان يكون هذا النجاح المنشود خاتمة خير.

اما الحاجة خولة المحمدي فترى في سعادة ابنائها وتزويج غير المتزوجين منهم امنية كبرى تتمنى ان تتحقق فيما لم تخفينا سرا بقولها ان قلبها يتوجع ويعتصر خوفا من اليوم الذي تسمع فيه نبأ احالة البطاقة التموينية على التقاعد !.

الاخوات سرى وعلياء وحنان وجدن في اتمام نصف الدين مبتغاهن وامنيتهن التي ينتظرن ان يكون العام الحالي موعدا لتحققها فهو حسب رأيهن يفتح امامهن الباب لحياة جديدة فيها الكثير من التضحية والاعتماد على النفس والسعادة.

على صعيد مقارب ما يخص ضعف القدرة الشرائية فقد شاع ارتداء الألبسة المستعملة أو ما يعرف بـ (البالة) بعد عام 1991 حيث أدى فرض الحصار الاقتصادي إلى إضعاف المستوى المالي لغالبية أبناء الشعب وهذه الألبسة تم تصديرها إلى العراق على أساس إنها هبة مقدمة للشعب العراقي مجاناً إلا أنها في حقيقتها أضحت تجارة مربحة للعديد من التجار المتخصصين في هذا النوع من أنواع التجارة ولهذه الألبسة وحسب تصريحات العديد من الأطباء ولاسيما المتخصصين منهم في أمراض الجلدية مخاطر صحية ناشئة من عدم خضوعها للفحص الصحي قبل وصولها لأيدي مستخدميها ولغرض التعرف على هذه التجارة وأسباب شيوعها ومدى تأثيرها في الصحة العامة للمواطنين كانت لنا هذه الجولة الصحفية .

الحاج موحان كاظم صاحب محل لبيع الملابس المستعملة يقول: بدأت العمل قبل (15) سنة تقريباً فقد كان دخولها قبل ذلك الوقت ضعيفاُ وقليلاً لتحسن الوضع المعاشي ومنذ بداية الحصار الذي فرض على العراقيين مطلع التسعينيات من القرن الماضي بدأت بوادر الفقر والتقشف وتدهور الوضع الاقتصادي مما دفع الكثير من المواطنين إلى شراء هذه الملابس وخاصة السنوات الخمس الأخيرة لرخص ثمنها وتدني مستوى دخل الفرد العراقي أما مصادرها فهي في الغالب من بريطانيا وألمانيا وبعض الدول الآسيوية وعند وصولها إلى العراق تدخل السوق دون أن تخضع للفحص الصحي وتوزع على الأسواق لبيعها فيتم فتح البالات حيث يقوم البائع بكيها وبيعها للمواطنين.

 البائع صلاح (أبو زينب) يقول: يرجع الإقبال الشديد على الملابس المستعملة (البالة) نتيجة انخفاض سعرها مقارنة بأسعار الملابس الجديدة وبالطبع العوائل الفقير لا تستطيع شراء الملابس الجديدة بشكل عام .

حسن كاظم صاحب محل لبيع ملابس الأطفال المستعملة يقول: يزدهر عملنا كلما انقضى فصل وأصبحنا على أعتاب فصل جديد حيث تبادر الكثير من العوائل الفقيرة إلى شراء الملابس لأطفالها وهذا الأمر نراه أيضاً في أثناء فترة الأعياد ورغم رخص أسعار الملابس المستعملة إلا أنها بالنسبة للعديد من العوائل الفقيرة تعتبر غالية.

المواطن أبو أحمد يقول: أنا لدي من الأولاد أربعة وليس لي مورد مالي سوى مرتبي الشهري الذي أنفق نصفه تقريباً لدفع إيجار المنزل الذي أسكنه وعليه فمسألة شراء ملابس الأطفال الجديدة وبأسعارها المرتفعة أمر صعب لا أقوى عليه رغم إني غير مقتنع بشراء الملابس المستعملة لما يقال عنها من أنها سبب لحصول الأمراض.

المواطنة أم حسين تقول: أنا ليس لدي عمل وظيفي وزوجي كاسب ودخله محدود ولدي سبعة أولاد والملابس الجديدة تحتاج إلى مبالغ كبيرة وخاصة في فصل الشتاء وهذه المسألة تسبب لنا المشاكل وتحملنا ما لا طاقة لنا به فنحن نشتري هذه الملابس مجبرين ولو كان لدينا المورد المالي الكافي لما أقدمنا على شرائها.

الدكتور حامد قدوري أخصائي الأمراض الجلدية يقول: الملابس المستعملة القادمة من الخارج تعتبر عاملاً مسبباً لنقل طفيلي الجرب وهو من الأمراض الجلدية السريعة العدوى والذي في حال إصابة أحد أفراد العائلة به ينتقل بسهولة إلى بقية أفراد العائلة بسرعة أما بالتماس المباشر أو عن طريق استخدام قطعة الملابس الملوثة وتتسبب هذه الملابس أيضاً بنقل بعض الالتهابات الجلدية الأخرى وقد سجلت حالات وردتنا إلى العيادة أظهرت إصابة بعض المواطنين بأمراض سببها استخدام الملابس المستعملة وللعلم فإن هذه الملابس تتسبب أيضاً في نقل طفيلي القمل إذا لم تعفر تعفيراً جيداً وينصح في حالة اقتنائها أن تغسل فوراً بالماء الحار مع مساحيق الغسيل ونرى أن تدهور الاقتصاد وتفاقم الوضع المعاشي سبباً رئيسياً للجوء المواطنين من الطبقة الفقيرة لشراء المواد المستعملة ومنها الملابس ناهيك عما خلفه الحصار الاقتصادي الذي عاشه الشعب في الفترة الماضية وما سببه من ظروف سيئة للشعب العراقي ورغم تغير الوضع السياسي في العراق إلا أن الوضع الاقتصادي بقي على حاله مما جعل تجارة الملابس المستعملة أمراً مستمراً.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 7/نيسان/2006 -8/ربيع الاول/1427