السليمانية استضافت مؤتمرا حول العنف ضد المرأة في الشرق الأوسط

اجمع المشاركون في مؤتمر موسع بشأن المرأة الشرق اوسطية في مدينة السليمانية شمالي العراق على اهمية نيل حقوق المرأة في الشرق الاوسط وايقاف العنف ضد المرأة بكل اشكاله.

وناقش المؤتمر على مدى يومين ظاهرة العنف ضد المرأة في المنطقة وكيفية مواجهته بتوفير أكبر قدر من حقوق المرأة في القوانين المحلية ووضع أطر قانونية لمناهضة العنف الأسري.

وشاركت ممثلاث من عدة منظمات عراقية وعربية بتقديم أوراق عمل ومشاريع قرارات لتفعيل دور المرأة في بناء المجتمع وتعزيز دورها في مراكز القرار السياسي.

وقالت رئيسة منظمة مساعدات الشعب النرويجي (إن.بي.أي) ترودا فلك في كلمة الافتتاح ان "حقوق المرأة هي جزء من حقوق الانسان وإن ممارسة العنف ضد المرأة يشكل انتهاكا ضد حقوق الانسان" مشيرة الى "ان النساء واجهن العنف من الأقرباء مثل الزوج والأخ والإبن. وتضع التقاليد في المجتمع المرأة تحت قيد الرجال. وان العنف ضد المرأة في إزدياد داخل المجتمعات وداخل العائلة. ونقصد به العنف العائلي بأشكاله المختلفة" مضيفة "أن تأسيس ودعم منظمات إنسانية وفتح الملاجىء لمكافحة العنف ضد المرأة من أولويات عمل المنظمة والتي بدأت حملة بيضاء (الشريط الأبيض) تهدف الى حث الرجال على عدم انتهاك حقوق المرأة وعدم السكوت عن حالات انتهاك حقوقها من الآخرين".

وأكدت ممثلة الرئيس العراقي لشؤون المراة سلمى جبو في كلمتها "أن المرأة تمر بأسوأ مرحلة تعيشها بسبب سوء الأوضاع الأمنية في العراق. ونأمل من القوى السياسية ان تسرع في تشكيل الحكومة من أجل تحسين الوضع الامني. حيث ان المرأة تعاني من العنف اليومي بأشكاله المختلفة وهي بحاجة الى الخدمات الإنسانية".

وألقت هيفاء جمال مسؤولة برنامج حقوق الإنسان والمرأة في جمعية المساعدات الشعبية النرويجية - اللبنانية الضوء على انتهاك حقوق المرأة في فلسطين موضحة الانتهاكات التي تمارسها السلطات الاسرائيلية بحقها".

بينما تطرقت رئيسة جمعية الأمل العراقية هناء أدور إلى "انتهاك حقوق المرأة خاصة أثناء حكم النظام البائد " واستعرضت نموذج لتجربة إمرأة عراقية تعرضت لضغوطات وأعمال عنف والتي مارس أزلام النظام البائد الاغتصاب القسري الجنسي بحقها".

والقى الدكتور صباح محمد البرزنجي من كلية العلوم الاسلامية وكلية القانون في جامعة السليمانية نبذة عن موقف الاسلام من العنف ضد المرأة مشيرا الى "أن الشريعة الاسلامية تحرم العنف ضد المرأة وتدعو الى نشر ثقافة التسامح من خلال تشريعات لتنظيم الاسرة وتربية الأطفال وتنشئتهم تنشئة صحيحة.

من جهتها أشارت وزيرة الأشغال والاعمار في حكومة اقليم كردستان نازنين محمد في كلمة ألقتها بالنيابة عن رئيس حكومة الاقليم الى "أن أحد العوامل الأساسية لظاهرة العنف ضد المرأة مرتبط بالأوضاع السياسية التي سادت كردستان أثناء حكم الدكتاتورية والتي حالت دون قيام المرأة الكردية بدور سياسي وحرمانها من أي نشاط مناهض للعنف الذي يرتكبه المجتمع ضدها. ولكن هذا الدور بدأ يتبلور مع تشكيل الحكومة الإقليمية بعيدا عن سيطرة النظام الدكتاتوري في بغداد بعد الانتفاضة. حيث يلاحظ الآن انحسار بعض مظاهر العنف ضد المرأة من خلال القرارات والقوانين التي أصدرها البرلمان الكردستاني والحكومة الإقليمية التي وفرت فرص جيدة لحضور المرأة في مواقع القرار السياسي في كردستان".

وأشارت ممثلة حكومة الإقليم الى بعض القرارات الخاصة بالحد من مظاهر العنف ضد المرأة والتي أصدرها البرلمان الكردستاني منها التعديلات على المواد القانونية المتعلقة بجرائم الشرف وغسل العار وتلبية مطالب المرأة القانونية".

وأضافت انه "على الرغم من بعض التقدم الذي حصل على حقوق المرأة ودورها في المجتمع. ولكن هذه الخطوات ليست كافية وهي بحاجة الى جهود جماعية لتوعية المجتمع بحقوق المرأة وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني والمنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة لتهيئة الأرضية المناسبة لقبول المجتمع بالقرارات الضامنة لحقوق المرأة وتشجيع دورها الريادي في الأسرة والمجتمع".

وتشكلت عدة لجان وورش عمل لدراسة المقترحات والبحوث التي قدمت للمؤتمر بغية صياغة التوصيات والقرارات الخاصة بالمؤتمر.

يشار الى ان المؤتمر ينعقد بمشاركة وفود من منظمات عالمية حكومية وغير حكومية من اقليم كردستان العراق والمحافظات العراقية الاخرى ودول النرويج وفلسطين ولبنان.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء  5/نيسان/2006 -6/ربيع الاول/1427