الصدريون متمسكون بالجعفري ويهددون بالحرب الاهلية

قال السيد عبد الهادي الدراجي ،المتحدث باسم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ،إن الصدريين "متمسكون باختيار الجعفري" ،وذلك عقب الاجتماع الذي عقده الإئتلاف العراقي الموحد يوم الأحد لاختيار مرشح لرئاسة الوزراء ، بعد وصول وزيري خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا إلى بغداد للتباحث حول نفس الهدف.

وأضاف الدراجي في اتصال هاتفي مع ( أصوات العراق) المستقلة مساء اليوم ، عقب إجتماع ضم أعضاء في الإئتلاف العراقي استمر يومين.. وتركز حول تسمية رئيس الوزراء ،أن التيار الصدري " أحد المكونات المهمة.. سواء داخل الإئتلاف أو في الشارع العراقي ،ولا يمكن تجاهل رأيه."

وشدد على أن مواقف بعض الأعضاء داخل الإئتلاف الرافضين للجعفري "ما هي إلا وجهات نظر شخصية بحتة " ،لافتا إلى أن هناك "مكونات أخرى في الإئتلاف ،وهي حزب الدعوة.. والتيار الصدري ، تتمسك بتسمية الجعفري لرئاسة الوزراء."

وكان أعضاء في الائتلاف العراقي الموحد اجتمعوا ،على مدى اليومين السابقين ،للتوصل إلى اختيار رئيس لوزراء العراق من داخل الائتلاف ،لكن الاجتماع انفرط عقده بعد وصول وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ووزير الخارجية البريطاني جاك سترو إلى بغداد، مساء أمس السبت ،للتباحث حول نفس الهدف.

وقال مصدر من داخل تلك الاجتماعات إن عملية شد وجذب ومشادات كلامية شهدتها أجواء تلك الاجتماعات ،بين التيار الذي يعارض ترشيح الجعفري.. والتيار الصدري الذي بدا أكثر حماسا له.

وأشار المصدر إلى أن قاسم داود ،عضو الائتلاف من جماعة المستقلين ،طالب بتنحي الجعفري عن رئاسة الوزراء ، بينما دافع أعضاء في التيار الصدري عن اختيار الجعفري.. وهددوا بنشوب ما وصفوه بـ "حرب اهلية " إذا لم يسم الجعفري لهذا المنصب.

وقال المصدر إن الصدريين يشعرون بأنهم مستهدفون من قبل الإدارة الامريكية بقضية استبعاد الجعفري ، لذلك فإنهم يعتبرون دفاعهم عن الجعفري "من ضمن معركتهم ضد أمريكا" على حد وصف المصدر .

وذكر المصدر أن أعضاء في الائتلاف من مؤيدي الجعفري لمحوا إلى رغبة المرجعيات الدينية في بقاء الجعفري رئيسا للوزراء ،وهم يشيرون في ذلك إلى المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني.

وأضاف المصدر أن الاجتماع الذي انتهى دون التوصل إلى نتائج مهمة "سينتظر ما ستؤول إليه اجتماعات وزيري خارجية أمريكا وبريطانيا.. ولقائهما مع قادة الكتل السياسية العراقية،

لا سيما اللقاء المرتقب مع عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية." الذي من المتوقع أن يعقد في وقت لاحق من اليوم الأحد.

وكان عضو كبير في أكبر حزب في الائتلاف العراقي الموحد قد دعا رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري الى التنحي يوم الاحد ليُفسح المجال أمام قادة العراق كي يمضوا قدما في جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال جلال الدين الصغير وهو نائب كبير ينتمي للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق لرويترز انه يدعو الجعفري للتنحي كمرشح لرئاسة الحكومة لأن المرشح لا بد أن يحظى بتوافق الآراء على المستوى الوطني من قوائم أخرى وأيضا بقبول على المستوى الدولي.

وتابع الصغير انه يتحدث باسمه الآن وليس باسم المجلس الأعلى لكنه أوضح ان موقف الحزب الآن ضد الجعفري قائلا ان هذه مجرد البداية وان نداءات أُخرى ستصدر.

والمجلس الأعلى بزعامة عبد العزيز الحكيم هو أكبر حزب في الائتلاف العراقي الموحد. والصغير عضو في مجلس القيادة الرئيسي في المجلس الأعلى ويقول سياسيون شيعة انه مُقَرب من آية الله علي السيستاني.

بدوره قال الشيخ ضياء الدين الفياض عضو الجمعية الوطنية عن الائتلاف العراقي اليوم الأحد إن قضية قبول الدكتور إبراهيم الجعفري كمرشح لرئاسة الحكومة المقبلة "مرهونة بموافقة القوائم الأخرى ،معترفا بأن قائمة الائتلاف " تمر بظروف وموقف حرج نتيجة تأخر تشكيل الحكومة."

وأضاف الشيخ الفياض أن " الهيئة الرئاسية لقائمة الإئتلاف شكل لجنة سريعة ، تعمل لمدة ليوم أو يومين ،لتبحث

مع القوائم الأخرى موقفها من ترشيح الدكتور إبراهيم الجعفري لولاية ثانية في منصب رئاسة الوزراء."

وتابع " القضية لا تخص شخصا بعينه ، بل هي موقف واضح ومباشر حول مرشح القائمة."

وأوضح الفياض أن الإئتلاف "حاول تلافي الرفض الذي قدمته القوائم الأخرى لترشيح الجعفري" ،مشيرا إلى أنه " كانت للائتلاف ثلاثة خيارات للتعامل مع رسائل الرفض التي قدمتها كتل أخرى."

وتابع " إما أن نتقاطع مع الآخرين.. وهو أمر رفضه حتى المؤيدين لترشيح الجعفري داخل قائمة الائتلاف ،أو التحرك بلجان منفردة.. أي كل حزب في داخل الائتلاف يتحرك على جهة يستطيع التأثير عليها ،فمثلا المجلس الأعلى للثورة الاسلامية يتباحث مع الأكراد.. والاخوة

في التيار الصدري مع الحزب الاسلامي أو قائمة التوافق."

وأفاد الفياض أن الائتلاف " قرر التحرك بشكل جماعي لإزالة الموانع" ،وقال "ستبقى قضية قبول الجعفري كمرشح مرهونة بموافقة القوائم الأخرى."

وبين أن الإئتلاف " يتحرك حسب البرنامج الذي رسمه ووافق عليه قبل تسمية مرشحه" ، مضيفا بأنه " في حال حصلت اللجنة على نتيجة.. فإن الهيئة الرئاسية للائتلاف ستقرر الخطوة القادمة ،وحسب البرنامج."

وأقر الفياض بأن قائمة الائتلاف " تمر بظروف وموقف حرج نتيجة تأخر تشكيل الحكومة" ،

وقال " ليس لدى الائتلاف خيارات واسعة."

وأضاف "علينا أن نقر أن هناك إنفلاتا أمنيا وسياسيا.. ونحن مسؤولون أمام الله والشعب."

من جهته قال الدكتور قاسم داود عضو مجلس النواب عن الائتلاف العراقي الموحد اليوم الاثنين إن "تشكيل الحكومة العراقية أصبح مسألة أيام وليس أسابيع "، مشيرا الى أن "بعص مكونات الائتلاف العراقي أعطت مهلة يومين للدكتور ابراهيم الجعفري مرشح الائتلاف لرئاسة الوزراء لإقناع الاكراد والسنة بتوليه الرئاسة."

ورفض داود تأكيد ان الساعات المقبلة ستشهد حسم إختيار رئيس الوزراء.

واضاف "أستطيع القول إن تشكيل الحكومة بات مسألة أيام وليس أسابيع."

وردا على سؤال حول صحة ماتررد عن أن بعض مكونات الائتلاف أعطت فرصة للجعفري لاقناع الاكراد والسنة بتوليه رئاسة الوزراء ،أجاب قائلا " تم ذلك منذ يوم الخميس واعطي مهلة يومين ،ولايبدو هناك حل في الافق."

ورفض داود تأكيد ما تردد عن أن الساعات القادمة ستشهد حسم موضوع إختيار رئيس الوزراء.ويذكر أن الائتلاف سيعقد إجتماعا اليوم.

ولم يفصح داود عن الاجراءات التي سيتخذها الائتلاف العراقي الموحد (الكتلة البرلمانية الاكبر ) في حال عدم نجاح الجعفري في إقناع التحالف الكردستاني وجبهة التوافق والقائمة العراقية وجبهة الحوار الوطني بالعدول عن إصرارهم على رفض توليه رئاسة الوزراء.وإكتفى داود بالقول "هذا من صلاحيات الائتلاف."

وجدد عضو الائتلاف العراقي عن كتلة المستقلين مناشدته الجعفري التنحي عن رئاسة الوزراء.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 4/نيسان/2006 -5/ربيع الاول/1427