بريجنسكي يعرض خطة للانسحاب من العراق ورايس تدافع عن الاستراتيجية

عرض زبيغنيو بريجنسكي المستشار السابق للامن القومي للرئيس الاميركي الديموقراطي جيمي كارتر على الرئيس الاميركي جورج بوش خطة من عدة نقاط للانسحاب من العراق وذلك في مقابلة مع التلفزيون البولندي الخاص "تي في ان24".

وقال بريجنسكي ان هذه الخطة ستتيح لواشطن فك ارتباطها تدريجيا في العراق "بدون انتصار لكن ايضا بدون هزيمة".

والنقطة الاولى تنص على ان "تقترح واشنطن على السلطات العراقية مطالبة الولايات المتحدة علنا بالانسحاب من العراق".

والنقطة الثانية تنص على ان يحددا معا موعدا لانسحاب القوات. واعتبر بريجنسكي انه على الحكومة العراقية ان تدعو بعد ذلك الدول المجاورة لها لعقد "مؤتمر اقليمي للدول الاسلامية" بهدف ارساء الاستقرار في العراق.

واخيرا تنص الخطة على ان تقوم الولايات المتحدة بمبادرة لتنظيم مؤتمر دولي للدول القادرة على دعم اعادة اعمار العراق ماليا بحسب المستشار السابق لكارتر.

وقال "اعتقد ان مثل هذا البرنامج اذا انجز خلال سنة يمكن ان يؤدي الى اغلاق القضية بطريقة لا يمكننا فيها الحديث عن انتصار واضح لكن ليس عن هزيمة ايضا او هرب".

واضاف بريجنسكي ان بولندا حليفة واشنطن في الازمة العراقية يجب ان تتعاون مع الولايات المتحدة في تنفيذ مثل هذه الخطة لان ذلك "في مصلحة البلدين".

وبريجنسكي بولندي الاصل ويتكلم البولندية بطلاقة.

من جهة اخرى أقرت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس يوم الجمعة بأن الولايات المتحدة ارتكبت على الارجح الاف الاخطاء في العراق لكنها دافعت عن الاستراتيجية العامة للاطاحة بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.

وردد مسلمون محليون ونشطاء مناهضون للحرب هتافات "عودي الى ديارك" عندما رافقها وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في جولة في بلدة بلاكبيرن مسقط رأسه في المنطقة الصناعية في شمال غرب البلاد وهي منطقة نادرا ما تستضيف ساسة من الخارج.

وقالت ردا على سؤال بشأن ما اذا كانت هناك دروس استخلصت منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 "نعم اعلم اننا ارتكبنا اخطاء تكتيكية ..الاف من هذه الاخطاء."

وأضافت "اعتقد بقوة انه كان قرارا استراتيجيا صائبا ان صدام شكل تهديدا للمجتمع الدولي منذ فترة طالت بما يكفي."

وفي وقت سابق احتشد نحو 250 متظاهرا خارج مدرسة زارتها رايس ملوحين بلافتات ومرددين هتافات تطالب رايس بالعودة الى وطنها لدى وصول موكبها.

واغلب المتظاهرين كانوا من السكان المحليين من دائرة بلاكبيرن الانتخابية التي ينتمي لها سترو وهي بلدة كانت تشتهر بالقطن ونحو 20 بالمئة من سكانها من المسلمين. ودعا سترو رايس للمنطقة بعد أن اصطحبته هي في العام الماضي في جولة في ولاية الاباما مسقط رأسها.

واقنع المتظاهرون بالفعل مسجدا في البلدة بسحب دعوته لرايس.

وقال سليمان احد المتظاهرين خارج مدرسة بليكجيت حيث التقت رايس بتلاميذ صغار "السكان المسلمون غاضبون للغاية. انها غير مرحب بها في بلاكبيرن."

وكتب على احدى اللافتتات "كم تقتلون مقابل الجالون" في اشارة الى الغزو الامريكي للعراق الغني بالنفط الذي عارضه العديد من البريطانيين.

وخلال زيارة للاجتماع مع التلاميذ في المدرسة سئلت رايس عما اذا كانت مستاءة من المظاهرات. وردت على التلميذ الشاب "لا. هذا على ما يرام. الناس من حقهم الاحتجاج ولهم الحق في التعبير عن اراءهم."

واضافت "يتمتع الناس في كل أرجاء العالم بحق الهي في أن يعبروا عن أنفسهم. لن اقوم فقط بزيارة الاماكن التي يتفق الناس فيها مع رأيي. سيكون ذلك أمر مؤسف حقا."

والقت رايس كلمتها الى جانب سترو في استاد لكرة القدم في بلاكبيرن حيث قدم لها قميص قطني يحمل الرقم عشرة لاحد الفرق الانجليزية.

ووصلت رايس الى بريطانيا في وقت متأخر من مساء الخميس قادمة من باريس وكانت قبل ذلك في برلين حيث ناقشت الخطوة التالية في التعامل مع برنامج ايران النووي مع مسؤولين من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين.

وقالت رايس انها تؤيد وجهة نظر سترو المتمثلة في انه يتعين بحث فرض عقوبات على ايران اذ لم تلتزم بدعوات بالتخلي عن طموحاتها النووية.

وقالت رايس "سيتعين على ايران ان تختار... ان تقبل اسلوبا لتطوير طاقة نووية مدنية... أو أن تواجه عزلة أكبر."

وفي حين كان لدى كل من رايس وسترو الكثير من العبارات العنيفة تجاه ايران الا انهما ابديا تعاطفا مع ضحايا الزلزال الذي قتل 66 شخصا على الاقل في غرب البلاد.

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 1/نيسان/2006 -2/ربيع الاول/1427