فنانون عراقيون يتحدون العنف في بغداد

تحدى فنانون عراقيون العنف في معرض افتتح الاثنين في بغداد هو الاول لفن الملصقات منذ اندلاع الحرب قبل ثلاث سنوات ويضم اعمالا يعبرون فيها عن توقهم الى الخروج "من الظلمة الى النور".

وضم المعرض الذي تنظمه دائرة الفنون التشكيلية التابعة لوزارة الثقافة اربعين لوحة قدمها 19 فنانا وفنانة من العاملين في دائرة المعارض.

وحرص المسؤولون في الدائرة على اقامة هذا المعرض الذي افتتحه وزير الثقافة نوري الراوي على مساحة خضراء امام مقر وزارة الثقافة (وسط بغداد) في الهواء الطلق لتأكيد اهمية فن الملصقات الذي يرى المنظمون انه "لغة الشارع والمؤثر الاقوى".

وتأخر افتتاح المعرض مدة ساعتين اثر سقوط عدد من قذائف الهاون قرب محيط الوزارة لكنه افتتح رغم ذلك للبرهنة على ان "الفن اقوى من العنف" حسب الفنانين.

وقال وزير الثقافة لدى تدشينه المعرض الذي ينظم تحت شعار "من اجل عراق آمن ومزدهر" ان "هذه الاعمال تؤكد رغبة العراقيين في مواجهة كل ما هو غير جميل واشاعة روح الامل والتطلع نحو مستقبل مزدهر".

وقال مدير دائرة المعارض في الوزارة شاكر خالد لوكالة فرانس برس "نسعى الى ان يكون هذا المعرض الاول شهادة بالغة الاثر لما يجري الان في البلاد (...) وان يكون املا يدفع بالعراقيين الى التضامن وانتشال البلاد من الواقع الماساوي".

من جهتها قالت ندى الحسناوي (20 عاما) الفنانة المشاركة في المعرض "نتطلع عبر هذه الاعمال الى ازاحة الظلام المحيط بالبلاد واطلاق فسحة كبيرة من النور والامل يستنير بها العراقيون لكي نخرج الحياة من بين الركام وندعها تستمر". وتقدم الحسناوي عملا بعنوان "من الظلمة الى النور".

وكانت دائرة المعارض نظمت العام الماضي معرضين للفن التشكيلي بعنوان "الفن الحديث" و"نداء الامل" كما انها تستعد لاقامة معرضا اخر منتصف نيسان/ابريل المقبل في مدينة السليمانية (330 كلم شمال) في اقليم كردستان العراق.

واعتبر خالد ان المعرض "رسالة فنية بليغة لتشجيع العراقيين على المضي قدما نحو مستقبل تتحد فيه قوى الخير".

وتتخذ دائرة المعارض من احد المراكز الفنية الكبيرة في وسط بغداد مقرا لها ويسعى القائمون عليها الى اعادة الحياة الى المركز الذي تعرض الى الدمار والتخريب اثناء دخول القوات الاميركية الى بغداد في نيسان/ابريل 2003.

ويضم هذا المركز الذي اطلق عليه فيما بعد "مركز الفنون" عدة قاعات وصالات لعرض اللوحات واعمال السيراميك والفنون التشكيلية ويعمل فيه عشرون فنانا وفنانة.

كما يضم قاعتين تداران بجهود شخصية من قبل عدد من الفنانين هما "حوار" و"فضاء" وتقام فيهما بين فترة واخرى معارض شخصية محدودة تلبية للمهتمين بالفن التشكيلي من فنانين ونقاد.

من جهة اخرى تستعد دائرة المعارض للمشاركة في مهرجان دبي الثقافي المقرر الشهر المقبل باعمال تعود الى اجيال مختلفة من الفنانين تضم خمسين لوحة زيتية و25 قطعة من السيراميك ومثلها من اعمال النحت.

ورات الفنانة رنا عدنان (25 عاما) التي تخرجت من اكاديمية الفنون الجميلة في مشاركتها "دليلا على التفاؤل في مستقبل افضل للعراق والوصول الى الحرية" عبر لوحتها "طريق الى الحياة".

وتقول رنا عدنان "لنا ثقة كبيرة بمستقبل مشرق وعلى الفنان ان يستلهم الواقع الحياتي ويحفز الاخرين على التمسك بعوامل الخير والانسانية لبناء بلده وانتشاله من بين ركام الحرب".

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 30/اذار/2006 -29/صفر/1427