القوات الامريكية باقية في العراق لسنوات طويلة

اشار الرئيس الامريكي جورج بوش الى احتمال بقاء القوات الامريكية في العراق لسنوات طويلة قائلا ان الانسحاب الكامل يتوقف على قرارات الرؤساء الامريكيين والحكومات العراقية في المستقبل.

وسئل في مؤتمر صحفي ان كان سيأتي وقت تنسحب فيه كل القوات الامريكية من العراق فقال "هذا بالطبع هدف وهذا أمر سيقرره الرؤساء في المستقبل وحكومات العراق في المستقبل."

وتنتهي ولاية بوش في يناير كانون الثاني 2009 وهو يسعى جاهدا لتحسين مركزه في استطلاعات الرأي الذي سجل مستويات متدنية يرجعها اساسا الى الحرب في العراق.

وما زال بالعراق 133 الف جندي امريكي بعد ثلاث سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد.

ووضع بوش الاساس لاحتمال تخفيض القوات الامريكية بحلول نهاية العام قائلا انه يهدف الى الوصول بتدريب القوات العراقية الى المستوى الذي يمكنها من تولي مهمة الحفاظ على استقرار البلاد بحلول ذلك الحين.

لكنه لم يفصح قط عن توقعاته بخصوص مدة بقاء القوات الامريكية هناك. ويخشى كثير من العرب ان تسعى الولايات المتحدة للاحتفاظ بوجود دائم في العراق ومن المرجح ان تزيد تصريحات بوش هذه المخاوف.

وعزز نائب الرئيس ديك تشيني في كلمة القاها امام جنود في الينوي بعد المؤتمر الصحفي الامال في تخفيض القوات لكنه قال ان القرار في هذا الشأن سيتخذه القادة العسكريون.

وقال تشيني للجنود في قاعدة سكوت الجوية "مع تزايد قوة وخبرة القوات العراقية ومع تقدم العملية السياسية سنتمكن من خفض مستويات القوات دون ان نفقد القدرة على هزيمة الارهابيين."

وربط تشيني بين دعوته الى الصبر بخصوص العراق وبين ما قال انه حاجة الولايات المتحدة الى الظهور قوية بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول.

وقال "الهجمات الارهابية لا تقع بسبب استخدام القوة بل يغري بها تصور الضعف."

وكشفت استطلاعات الراي عن تزايد استياء الامريكيين بخصوص الحرب التي اودت بحياة ما يزيد على 2300 جندي امريكي. واستغل الديمقراطيون هذا في سنة تجرى فيها انتخابات التجديد النصفي للكونجرس لتوجيه سهام نقدهم الى اسلوب الرئيس الجمهوري في معالجة الحرب.

وفي ثاني مؤتمر صحفي منفرد للرئيس الامريكي هذا العام وقد استمر قرابة ساعة مزج بوش بين رؤيته للتقدم في العراق ووصف واقعي للاحداث في اطار اسلوب ينتهجه البيت الابيض في الاونة الاخيرة يقوم على الاعتراف بأن اخطاء ارتكبت في الحرب.

واقر بوش بان اخطاء شابت جهود اعمار العراق كلفت وقتا ثمينا في اعادة البناء وذكر ان الجيش الامريكي يغير طريقته في مواجهة اساليب المسلحين.

وقال "انا متفائل باننا سننجح. لو لم اكن متفائلا لسحبت قواتنا. لو لم اكن اعتقد ان لدينا خطة لتحقيق النصر لما تركت قواتنا معرضة للضرر."

وذكر بوش ان من اهداف هجمات المسلحين التي راح ضحيتها مئات العراقيين في الاسابيع الماضية بث صور مروعة على شاشات التلفزيون في الولايات المتحدة واثارة شكوك في المهمة بين الامريكيين.

وقال للصحفيين "ارجوكم لا تعتبروا هذا نقدا. لكنه تقييم واقعي لقدرات الاعداء على التأثير في النقاش وهم يدركون ذلك."

وذكر انه يختلف مع الذين قالوا ان العراق سقط في اتون حرب اهلية.

وردا على سؤال عما اذا كان يوافق على تصريحات رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي بان العراق يشهد حربا اهلية بالفعل قال بوش "لا اوافق. هناك اصوات اخرى في العراق."

واضاف "كلنا ندرك ان هناك عنفا.. عنف طائفي. ما اراه هو ان العراقيين... قرروا الا ينساقوا الى حرب اهلية."

واشار استطلاع اجرته مجلة نيوزويك الاسبوع الماضي الى تراجع نسبة التأييد لبوش 21 نقطة مئوية الى 36 في المئة مقارنة بالعام الماضي بسبب العراق. كما اشار الى ان 65 في المئة من الامريكيين غير راضين عن معالجة بوش للحرب.

بدوره  اعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد الخميس ان الجنود الاميركيين قد يبقون في العراق الى 2009 لتدريب وتجهيز قوات الامن العراقية.

وقال رامسفلد في مؤتمر صحافي "يمكن ان نساعد في تدريب وتجهيز جزء من القوات المسلحة في العراق في 2009".

وذكر رامسفلد انه لم يتلق توصيات من قادته في العراق لاجراء خفض اضافي للقوات الاميركية. وقال "لكننا نتوقع ان نخفضها". واضاف "نتوقع ذلك لاننا نعتقد ان الحكومة العراقية ستشكل ... وان قوات الامن العراقية ستواصل التصرف بشكل جيد وسنستمر في نقل المسؤوليات والقواعد اليها".

واعتبر ان الاستمرار في عدم تشكيل الحكومة "لم يساهم كثيرا" في خفض العنف.

واستبعد مجددا الخميس امكانية استقالته من منصبه اثر الدعوات الى تنحيه في الذكرى الثالثة لغزو العراق.

وقال ان "هذا النوع من الدعوات يطلق منذ اكثر من خمسة اعوام والرئيس طلب مني الا اتدخل في السياسة". واضاف "انني اعمل بجد. كل يوم افكر في ما يمكن ان افعله للقوات والناس الرائعين الذين يخدمون بلادنا".

وقد ادت اخفاقات الولايات المتحدة في العراق الى تأجيج الانتقادات الموجهة الى رامسفلد. ودعا الجنرال المتقاعد بول ايتون الذي كلف تشكيل الجيش العراقي من 2003 الى 2004 وزير الدفاع الى الاستقالة مؤكدا انه "غير كفؤ".

ورفض الرئيس بوش يوم الثلاثاء استقالة رامسفلد. وقال "اعتقد انه يقوم بعمل جيد ليس فقط من خلال خوض حربين في العراق وافغانستان انما ايضا من خلال تغيير قواتنا المسلحة وهذا امر بالغ الصعوبة في داخل البنتاغون".

واكد رامسفلد انه لا يشعر بأنه يتعرض للضغوط في الوقت الراهن وسخر من تعليقات كاتبة الافتتاحيات في نيويورك تاليمز مورين داود التي اكدت ان "ريمي" لم يعد له النفوذ نفسه في داخل الحكومة وانه بات يعامل "مثل عم عجوز منحرف يتم تجاهله".

وأضاف"اقصد اننا قد نساعد في تدريب وتزويد بعض القوات في العراق بالعتاد في 2009.

"هل نعد خططا للقيام بذلك. اننا نعد خططا لمساعدة العراقيين والافغان في تدريب وتزويد قواتهم بالعتاد حتى تستطيع تولي مسؤولية" الامن في تلك الدول.

"لن اخوض في تكهنات بشأن أعداد معينة او تواريخ معينة لانه ليس امرا مفيدا."

وقال رامسفيلد"حكومة صالحة وحكومة كفء وحكومة ينظر اليها على انها شاملة وينظر اليها على انها تحكم بشكل مركزي وتقوم بمهمة خدمة الشعب العراقي..اعتقد ان هذا سيكون شيئا طيبا للبلاد وسيقلل من مستوى العنف.

"ومن ثم فالى الحد الذي لن يحدث فيه ذلك فبوضوح سيستمر مستوى العنف وسيقتل الناس وهذا امر يدعو للاسف ."

وقال رامسفيلد انه على الرغم من انه لم يتلق توصية من قادته في العراق بشأن مستوى القوات الامريكية في المستقبل فانه يتوقع ان يستمر عدد القوات في التراجع.

واضاف"اعتقد انها ستقل.

"وسبب توقعنا تراجع عددها اننا نعتقد انه سيتم تشكيل الحكومة وانها ستلقى قبولا معقولا وان قوات الامن العراقية ستواصل الاداء بشكل طيب واننا سنواصل تسليم أراضي المعركة والقواعد والمسؤولية الى قوات الامن العراقية."

وقال الميجر جنرال بول ايتون الذي كان مسؤولا عن تدريب الجيش العراقي من عام 2003 حتى عام 2004 في صفحة الرأي في صحيفة نيويورك تايمز يوم الاحد "بشكل مجمل ثبت عدم كفاءته استراتيجيا وعمليا وتكتيكيا وهو مسؤول اكثر بكثير من اي شخص آخر عما حدث لمهمتنا المهمة في العراق. يجب على السيد رامسفيلد الاستقالة."

وقال رامسفيلد إن الناس يطالبون باستقالته منذ خمس سنوات" وانني أؤدي المهمة بكفاءة واعمل بجد وافكر كل يوم فيما يمكن القيام به للجنود والاشخاص الرائعين الذين يخدمون بلدنا."

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 25/اذار/2006 -24/صفر/1427