في الذكرى الثالثة للحرب..كيف يرى العراقيون المستقبل؟

بعد مرور ثلاثة اعوام على الحرب وسقوط نظام صدام وما اعقبه من احداث على كافة الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية .. وبعد اجراء الانتخابات النيابية والاعلان عن عزم السياسيين العراقيين تشكيل حكومة وحدة وطنية.. هل يسير العراق الى مستقبل افضل ام ان النفق ما يزال مظلما ،خاصة بعد احداث سامراء وما تبعها من عمليات مسلحة واحتقان طائفي؟.

ما هي الرؤية السياسية لمستقبل العراق بنظر السياسيين العراقيين وايضا بنظر رجل الشارع العادي، وهل الحرب الاهلية في العراق على الابواب ام انها نشبت فعلا ام انها لم ولن تقع في العراق كما يقول بعض السياسيين العراقيين .

عبر العراقيون الذين استطلعت رويترز اراءهم عن نظرة تشاؤمية تجاه المستقبل وشككوا في ان تتمكن حكومة وفاق وطني من وقف التصدع المتزايد بين الشيعة والسنة والذي ارغم بالفعل اشخاصا على الفرار إلى احياء ذات خليط ديني.

وقال تاجر من البصرة يدعى جاسم حمود أثناء انضمامه الى مئات الالاف من الشيعة للاحتفال باربعينية الحسين "توقعنا أمورا ايجابية بعد 35 عاما من الدكتاتورية لكن الامور سارت في الاتجاه المعاكس. سادت عمليات القتل والدمار."

النائب سلمان الجميلي عن قائمة جبهة التوافق قال لـ (أصوات العراق) ان العراق الان على مفترق طرق فاما ان يتوصل القادة السياسيون في العراق لانقاذ ما يمكن انقاذه او أن يعجزوا عن ذلك وربما تنهار العملية السياسية برمتها.

واستبعد الجميلي نشوب حرب اهلية في العراق لان العراقيين على درجة عالية من الوعي وان الطائفية ليست من ثقافتهم واصفا ما يحدث بالعراق الان بانه "صراعات سياسية تأتي على خلفيات طائفية."

واشار عضو جبهة التوافق الى ان من يثير الفوضى الان هي اطراف لها مصالح سياسية .

ويرى مثال الالوسي زعيم حزب الامة العراقية ان العملية السياسية في العراق تسير بنجاح وهذا دليل على نجاح العراقيين في رسم مستقبلهم السياسي وذلك من خلال نجاح عمليتي الاستفتاء على الدستور والانتخابات النيابية .

واضاف الالوسي انه على الرغم من وجود الارهاب في العراق وسوء الوضع الاقتصادي الا ان العراق يسير بالاتجاه الصحيح "وعلينا جميعا تحدى الارهاب بكل اشكاله ونبذ المصالح الحزبية الضيقة وان نضع مصلحة العراقيين فوق كل شيء."

واشار الالوسي الى ان هناك حقيقة يجب على الجميع ادراكها وهي ان دول الجوار لاتريد الخير للعراق وان اغلب المشاكل التي تعصف بالعراق "يعود سببها لتدخل دول الجوار بصورة مباشرة او غير مباشرة بالشأن العراقي وهذا ما يجب ان يوضع له حد."

واعرب الالوسي عن تفاؤله بمستقبل العراق مستبعدا وقوع حرب اهلية لان الشعب واع لذلك.

وقال ان الاحداث التي شهدها العراق بعد احداث سامراء "كان سببها تدخل دول الجوار التي ارادت ان تحرق العراق لكنها اكتوت بناره."

وكان الدكتور اياد علاوي زعيم القائمة العراقية الوطنية ورئيس الوزراء السابق اعتبر خلال تصريح لاحدى الوكالات الاجنبية يوم الاحد ان الحرب الاهلية في العراق هي امر واقع مشيرا الى ان مقتل 50 الى 60 شخصا يوميا يعني وجود حرب اهلية .

لكن الرئيس العراقي جلال الطالباني فيما بدا ردا على علاوي استبعد حدوث حرب اهلية في العراق.

وقال الطالباني ان الاوضاع كانت متشنجة ومررنا بصعوبات لكن وعي القيادات وشعورها بالمسؤولية احبط محاولات من يريدون اثارة الفتنة ،مؤكدا "نحن بعيدون عن الحرب الاهلية ونسير باتجاه الوفاق الوطني الشامل وتشكيل حكومة وحدة وطنية قريبا" .

اما العراقيون الذين اتعبتهم ظروف بلدهم المتازمة فقد استبعدوا نشوب حرب اهلية واجمعوا على ان الحرب الاهلية لاوجود لها في العراق.

يقول السيد جاسم محمد كاظم ان العراق لن يخوض حربا اهلية مهما اشتدت الظروف والسبب هو ان العراقيين جميعهم ينتمون الى قبائل وهذه القبائل تضم سنة وشيعة وهي قبائل متماسكة ومتصاهرة ومتآخية.

اما السيد ميثم حميد سائق سيارة اجرة فيقول "هناك من يعتقد بوجود حرب اهلية في العراق وهذ الاعتقاد غير صحيح لان الشعب العراقي خاض تجارب وحروب كثيرة وهو مدرك لخطر الانجرار وراء الفتن الطائفية."

وشاركه الرأي السيد محمد علي ابراهيم الذي يعيش في احد احياء بغداد الذي يسكنه خليط من المذاهب والملل، والذي يقول انهم يعيشون في حالة من الانسجام والتآخي . ويضيف ان "المسلمين في العراق لهم دين واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة."

لكن اراء المواطنين في بغداد حول الوجود الاجنبي كانت متباينة..إذ يرى البعض ان خروجها سيفتح بابا واسعا لمستقبل العراق ، فيما يرى اخرون ان وجود تلك القوات ضروري لحفظ الامن.

وفي هذا السياق يقول السيد نجاح الركابي ،وهو عسكري سابق، "ليس هناك عراقي واحد يرغب بان يكون بلده محتلا ولكن الظرف الراهن يقتضي وجود هذه القوات الاجنبية بسبب وجود ارهاب يستهدف العراقيين."

لكن السيد عباس المالكي (موظف) يخالف الركابي في الرأي ويقول إن "وجود هذه القوات يسهم بخراب البلد لانها قوات غازية ليس في مصلحتها استقرار العراق وان خروجها بالوقت الحاضر سيؤدي الى استقرار العراق وعودة الحياة الى سابق عهدها بعدما عمت الفوضى واستفحلت عمليات القتل والارهاب."

ويقول السيد علي حامد وهو من محافظة البصرة ولديه مطعم في بغداد "لقد ان الاوان لخروج هذه القوات ليستقر العراق."

ويضيف " ان الدول التي ارسلت جيوشها الى العراق انكشف امرها بعد تصريحات مسؤوليها بان قواتها لن تتدخل في حالة نشوب حرب اهلية في العراق ..وهذا يعني ان هذه الدول لها نوايا سيئة في العراق وليس كما يدعون ان وحودهم لمساعدة العراقيين."

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 23/اذار/2006 -22/صفر/1427