حرية الرأي أم حرية الموت.. العراق المقبرة الأكبر للصحفيين

قالت لجنة لحماية الصحفيين مقرها نيويورك ان الصراع في العراق وما خلفه من عدد كبير من القتلى بين الصحفيين هو الاكثر قتلا للاعلاميين في التاريخ الحديث وان اغلب الضحايا قتلوا عمدا.

وقال البيان ان واقعة مقتل الصحفي العراقي محسن خضير مدير تحرير مجلة ألف باء على أيدي مجهولين في بداية الاسبوع الجاري جاءت لتكمل "الاسبوع المهلك للصحافة" في العراق.

واضاف البيان ان احصاء اجرته لجنة حماية الصحفيين اظهرت "ان حوالي 80 في المئة من الصحفيين والاعلاميين المساعدين الذين قتلوا لاداء اعمالهم كان في العراق."

وكانت واقعة مقتل خضير في بغداد هي الثالثة خلال أسبوع واحد حيث سبقها مقتل امجد حميد احد مدراء التحرير في قناة العراقية وسائقه ومقتل منصف الخالدي مدير الاخبار في قناة بغداد الفضائية.

ووقعت كل هذه الحوادث في بغداد.

وقال بيان اللجنة "إن ما لا يقل عن 67 صحفيا و24 اعلاميا قتلوا في العراق منذ مارس 2003 ليكون بذلك الصراع الاكثر قتلا للاعلاميين في التاريخ الحديث."

واضاف البيان أن حوادث القتل بالعراق مازالت مستمرة "على مسارين (وهما) أن غالبية الذين قتلوا كانوا مواطنين عراقيين وأن أغلب الحالات كانت بهدف اغتيالهم وليس في حوادث عرضية."

وفي سياق ذي صلة طالب السفير الامريكي في العراق زالماي خليل زاد الزعماء العراقيين يوم الاربعاء بالدفاع عن الصحفيين العراقيين وحماية حرية التعبير.

وقال السفير الامريكي في بيان "اعرف أنه بدون الحق في التحدث بحرية ستضيع حقوق اخرى وستذبل الديمقراطية."

وطالب القادة العراقيين بأن يفعلوا "كل ما يمكنهم لحماية الصحفيين وتعقب اولئك المسؤولين عن الهجمات عليهم."

وقال السفير الامريكي ان حرية الصحافة تعد امرا حيويا للديمقراطية ودعا القادة العراقيين الى الدفاع عن الصحفيين وحرية التعبير.

وقال زلماي خليل زاد في بيان "اعرف انه بدون الحق في التحدث بحرية ستضيع حقوق اخرى وستذبل الديمقراطية."

وقال خليل زاد ان هناك حرية اعلام متزايدة منذ اطيح بصدام حسين على يد قوات قادتها الولايات المتحدة في مارس اذار 3002 قائلا ان اكثر من مئة محطة اذاعة وتلفزيون واكثر من مئتي صحيفة جرى التصريح لها منذ ذلك الحين.

وقال "ادعوكم الى الدفاع عن هذا الحق" مضيفا ان القادة يجب ان يفعلوا كل ما يمكنهم لحماية الصحفيين وتعقب اولئك المسؤولين عن الهجمات عليهم.

وحث خليل زاد القادة العراقيين على استخدام وسائل الاعلام لتوحيد الفصائل العديدة في البلاد.

وقال انه يأسف للقتلى والجرحى بين الصحفيين الذين يقومون بتغطية القتال بين القوات التي تقودها الولايات المتحدة والمسلحين.

من جهة اخرى لم يجد منظمو الدورة الرابعة للمنظمة العربية لحرية الصحافة تعبيرا أصدق من "حرية الرأي أم حرية الموت" عنوانا لجلسة خصصوها لاوضاع الصحافة والصحفيين في العراق.

الدورة الرابعة للمنظمة والتي حملت عنوان حرية الاعلام والحوار بين الثقافات عقدت في مقر نقابة الصحفيين المصريين في القاهرة هذا الاسبوع بمشاركة صحفيين من كل انحاء العالم .

ركز المؤتمر على الصحفيين العاملين في مناطق النزاع مثل العراق وفلسطين ولبنان ، واستمع المشاركون الى شهادات عن الاوضاع الصحفية داخل العراق من قبل مشاركين عراقيين يمثلون بغداد والبصرة والموصل .

وقد اختار المؤتمر عنوانا لجلسة العراق حملت عنوان ( حرية الرأي أم حرية الموت ) وتناولت الاوضاع الصعبة التي يعمل في ظلها الصحفيون العراقيون وارتفاع عدد الضحايا من الاعلاميين العراقيين كل يوم.

واستمع المشاركون الى الظروف التي يعمل بها الصحفي العراقي في ظل الفوضى التي تشهدها البلاد وسطوة الخوف على حرية الكلمة والتعبير هناك .

وشدد المشاركون على ضرورة حماية الصحفيين في النزاعات المسلحة، وعلى ضرورة صمود الصحفيين في وجه التهديدات التي تواجههم.

وأشادوا بإصرار الصحفيين في العراق وفلسطين ولبنان على أداء مهمتهم بالرغم من الأخطار التي تواجههم. وأكد المشاركون كذلك على أهمية حفاظ الصحفيين على أمانة التغطية الصحفية ومهنيتها بعيدا عن التحيزات التي تفرضها الولاءات أو التهديدات.

وشدد المشاركون على أهمية توفير وسائل الحماية للصحفيين العاملين في مناطق النزاع وأكدوا على مسؤولية المؤسسات الإعلامية في هذا الصدد. وحيا المؤتمر أرواح شهداء الصحافة العربية في العراق ولبنان الذين فقدوا أرواحهم فداء للحقيقة.

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 19/اذار/2006 -17/صفر/1427