بمناسبة زيارة أربعينية الامام الحسين ( ع) آلاف الزوار يتدفقون الى كربلاء المقدسة مشيا على الاقدام

خاص بشبكة النبأ/أنمار البصري

 

* منذ أن فتحت عيني على الدنيا وانا ارى زوار الحسين عليه السلام يتسابقون في المشي الى ضريحه الشريف

* منذ صغري غرست في روحي هذه المبادئ والشعائر، فكيف اتركها بعد هذا العمر الطويل 

ما تزال المداخل الرئيسة لمدينة كربلاء المقدسة تشهد تدفقا ملحوظا من قبل زوار الامام الحسين عليه السلام لتأدية مراسيم أربعينية ابي الثوار، أمامنا الخالد (أبو عبد الله الحسين ع)، وكانت الجموع الغفيرة قد توجهت من كافة انحاء العراق ومدنه وخاصة الجنوبية منها قاطعة رحلة طويلة سيرا على الاقدام، وتستمر عدة أيام متوالية، ولم تقتصر على فئة عمرية بعينها بل هناك الشباب والكهول وحتى الشيوخ والنساء ايضا من بين هذه الجموع المتلاحقة في مسيرتها نحو أرض كربلاء المطهرة بدم الشهداء الابرار من عترة آل البيت عليهم السلام أجمعين، وعلى الرغم من ان موعد هذه الزيارة لم يحن بعد وإنها ستكون في الاسبوع القادم، إلا ان الاقبال من قبل الزوار أصبح كبيرا وواضحا في الوقت الذي استعد أهالي كربلاء المقدسة لإستقبال حشود الزوار مهما بلغ عددهم من خلال تهيئة أماكن الراحة من مضايف وتكايا ومواكب تقدم للزائرين الكرام كافة ما يحتاجونه من طعام وشراب ومكان للراحة والصلاة وقد امتدت هذه المضايف على طول الطرق الرئيسة الموصلة بين مدينة كربلاء المقدسة والمحافظات الاخرى كالنجف والحلة وبغداد وغيرها من طرق ضواحي المدينة المقدسة .

ومما يلفت النظر تلك الحماسة الكبيرة للزوار الكرام ولهفتهم الكبيرة لإداء هذه الشعيرة المقدسة التي اعتادها الزوار الكرام منذ مئات السنين، مقرونة بلهفة وحماسة واضحتين للقائمين على المضايف والمواكب والتكايا الحسينية التي تقدم خدماتها بقدر المستطاع لزوار أبي عبد الله الحسين(ع) شهيد الحق والمبادئ الانسانية العظيمة.

وقد كان لشبكة النبأ المعلوماتية جولة استطلاعية رصدت من خلالها أعداد الزوار الكبيرة التي ما زالت تواصل سيرها الى كربلاء المقدسة مشيا على الاقدام، وكانت لنا وقفة مع عدد من الزوار ومن أهالي كربلاء القائمين على المضايف الحسينية الكثيرة التي انتشرت على جوانب الطرق العديدة المؤدية لقلب المدينة المقدسة وفي وقفتنا هذه حاولنا التعرف على المصاعب التي واجهها الزوار الكرام وهم يغذون الخطى الى مرقد أبي الاحرار ومشاعرهم وسبب اصرارهم على تجشم هذا العناء الكبير، وكانت محطتنا الاولى مع الزائر سيد طالب نعمة علوان من أهالي الكوفة وسألناه عن سبب زيارته المبكرة بالرغم من ان موعد الأربعينية لم يحن بعد فأجاب قائلا:

منذ أن فتحت عيني على الدنيا وانا ارى زوار الحسين عليه السلام يتسابقون في المشي الى ضريحه الشريف واول من رأيتهم هم اهلي امي وابي واخوتي، وكنت ابكي لأنهم لا يأخذوني معهم رغم انني          أقسم لهم بانني قادر على المشي لمسافة طويلة، منذ صغري غرست في روحي هذه المبادئ والشعائر، فكيف اتركها بعد هذا العمر الطويل، بل هي تسري في دمي وشرايين جسدي، اما لماذا جئت مبكرا فالسبب هو رغبتي باداء هذا النذر وهذه الزيارة التي حرمنا منها طيلة عقود الطاغية الذي منعنا من زيارة اهل البيت (ع) وها هو وكل من يعاديهم على مر العصور في خسران،لقد جئت لأكحل عيني بشباك الحسين الطاهر ومرقده الشريف، وصدق اذا قلت لك رغم عمري(45) لكنني لا اشعر بالتعب مجرد ارتاح دقائق اشرب الشاي والماء واواصل سيري كأني الآن بدأت حتى وصلت المدينة المقدسة وكلي شعور بالايمان ومحبة أئمتنا الاطهار عليهم السلام.

والتقت النبأ السيد (أحمد كامل أبو بلال) مسؤول موكب هيئة انصار الحسين في اطراف كربلاء المقدسة بحي الاطباء، وقد القينا نظرة على السرادق(الجادر) الكبير الذي فرش من الداخل بالسجاد  وانتشرت في داخله صور أهل البيت عليهم السلام والاضواء الكثيرة مما اشاع جوا من الخشوع لدى الناظر وفي خارج الموكب لافتات كثيرة كتب عليها شعارات من الفكر الحسيني الخالد، سألنا السيد أبو بلال عن الخدمات التي يقدمها موكبهم الى الزوار الكرام فقال:

(موكبنا -هيئة انصار الحسين- يقع في اقصى المدينة المقدسة من جانب السعودية، ولهذا خصصنا خدماتنا للزوار(المشاية) القادمين من قضاء(عين التمر) ومن منطقة الطار وغيرها من الاماكن والمناطق الصحراوية، حيث يقوم موكبنا باعداد العشاء هنا في حي النصر وننقل العشاء الى منطقة الطار اذ يوجد زوار الامام من أهالي عين التمر ونقدم لهم العشاء ونقيم معهم العزاء الحسيني ونعود الى المدينة ثم نستقبلهم صباحا بالفطور والغداء وكل ما يحتاجونه زوار ابي عبد الله الحسين (ع) كما اننا اعددنا مفرزة صحية تطوعية مكونة من الدكتور حسين والشيخ حيدر حيث تقدم كافة الخدمات الصحية للزوار الكرام بعمل تطوعي أملا بالفوز بشفاعة أمامنا سيد الشهداء عند الله سبحانه وتعالى.)

وقد لاحظت النبأ استعداد هذه الهيئة الحسينية التامة من حيث توفير معدات ومواد الطعام والشراب للقادمين من عين التمر والطار والأخضير وغيرها من المناظق الصحراوية المحاذية لمدينتنا المقدسة.

وقد سألنا احد خدام امامنا (ع)في هذه الهيئة عن سبب نقلهم للغذاء الى منطقة الطار فأجاب:

(اولا يشرفنا ان نستقبل زوار الحسين الكرام ونخدمهم بعيوننا وهي اولا واخيرا خدمة لإمامنا سيد الشهداء عليه السلام وثانيا نحن نعلم ان اهالي عين التمر ليس لديهم موكب هنا ولذلك نفتح لهم موكبنا وهذه هي السنة الثالثة ونحن على هذا المنوال حيث نستقبلهم في منطقة الطار بما يحتاجونه من طعام وشراب ثم نقيم العزاء معهم في الطار وعندما يصلون المدينة المقدسة نقيم العزاء الحسيني معا في موكبنا هذا).

وعن المفرزة الطبية قال:(هي ليست مفرزة طبية رسمية بل اهلية من المتطوعين من خدمة اهل البيت عليهم السلام ، منهم الدكتور حسين ابو علي وسيد حيدر وابو معين وغيرهم، يقدمون العلاج الازم لمن يحتاجه من زوار كربلاء المقدسة الكرام).

وفعلا لاحظنا جموع الزوار القادمين من جهة معمل (الثرمستون) ومن جهة منطقة الطار حيث يأتي   الزوار الكرام مشيا على الاقدام لتأدية زيارة أربعينية الامام الحسين(ع) وكلهم امل ونحن معهم بأن تشملنا شفاعة أهل البيت عند القادر الرحيم يوم الحشر ونسأل الله حسن العاقبة لشيعة امير المؤمنين والمسلمين عموما بإذن من الرحمن الرحيم.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 17/اذار/2006 -16/صفر/1427