القاضي لصدام إنتهى دورك كرئيس ودافع عن نفسك.. وبرزان يقول ان يداي بيضاء مثل يدي النبي موسى

دافع طاغية العراق السابق صدام يوم الأربعاء أمام المحكمة التي تنظر في التهم الموجهة إليه بكونه " الرئيس الحالي الشرعي للعراق" ، داعيا العراقيين إلى "مقاومة المحتل."

ومثل صدام اليوم أمام المحكمة الخاصة التي عقدت للإستماع إلى إفادته والدفاع عن نفسه في التهم الموجهة إليه بالمسؤولية عن مقتل 148 شخصا من قرية الدجيل عام 1982.

وبدلا من أن يخوض الرئيس العراقي السابق في تفاصيل الدفاع عن نفسه ،إستثمر صدام الفرصة التي توفرت له ملقيا خطبة سياسية تمسك فيها "بحقه الشرعي والقانوني" في كونه مايزال الرئيس الشرعي للعراق مهاجما القوات الاجنبية التي احتلت بلده وداعيا العراقين الى "مقاومة المحتل."

ورغم مقاطعة رئيس المحكمة القاضي الكردي رؤوف عبد الرحمن له أكثر من مرة.. ورغم الجدال العنيف الذي دار بين الإثنين ،إلا ن صدام أصر على الاستمرار في إلقاء خطبته.. مما حدا برئيس قضاة المحكمة للإعلان عن تحويل الجلسة إلى جلسة مغلقة.

وقال صدام في بداية خطبته إنه يتمسك بكونه الرئيس الشرعي لجمهورية العراق "وفاءا وحقا وعهدا في هذا.. وبدستور العراق الأعز كحق ثابت لي على أساس هذه الحقيقة ولشعب العراق الأمين ،غير قابل لأن يتصرف الغزو وعبيد الأجنبي به.. وبما لا يخل بالحقوق والمباديء التي قام عليها."

وأضاف ان هذا الموقف هو التزام " وعهد التزمت به والتزم به واديت القسم والعهد امام الشعب العراقي .. وعلى هذا الاساس انا ادلوا بشهادتي الآن."

وقاطع القاضي عبد الرحمن صدام ومخاطبا له "انت الان متهم بقضية جنائية لقد انتهى دورك (كرئيس).. وهذا قدرك ،دافع عن نفسك الآن.. وتجنب الخطب السياسية."

ورد صدام انه مايزال الرئيس العراقي "إلى ان يقول الشعب: لا.. لقد اخترنا شخص غيرك ، فاقول له على بركة الله."

وهاجم صدام القوات الاجنبية في البلاد ،متهما إياها بأنها المسؤولة عن نزيف الدم الذي يتعرض اليه العراقيون ،داعيا العراقيين الى مواجهة هذه القوات.

وقال صدام " لقد ثبت لهم (الامريكان ) ان نزيف الدم التي سببوه للشعب لم تزيده إلا تصميما ونضالا وجهادا لطرد الاجنبي المحتل من بلادنا ،بكل مسمياته وألوانه وادعاءاته ، ليقـَر بلدهم.. ويحظون بالسلام الذي يحب الله ويحبه الله."

وأضاف "ادعوكم ايها العراقيون رجالا ونساءا فورا ان تقلعوا عن تجريح انفسكم.. لكي لا تتداخل الالوان فيضيع الشعب ويضيع الدرب الذي يهديه الى حيث ينقذ شرفه وامنه ومصالحه من القتلة السراق ،أجانب ومحليون."

وحمل صدام القوات الامريكية مسؤولية اعمال القتل والتفجيرات التي تشهدها العديد من المدن العراقية ،وقال إن هذه القوات هي التي بدأت "بجرائم الاحراق والتفجير والنهب والقتل ،إبتداءا بتفجير ضريح الامامين المجيدين على الهادي.. وانتهاءا الى مانبتهل الى الله العظيم ان يكون خاتمتها فورا وبعد يومنا هذا ،ليتوجه الشعب الى نفسه.. فيقاوم الغزو واعوانه وتابعيه بدلا من ان يقتل نفسه."

وتابع صدام "إن المجرم الذي فجر ضريحي الامامين مجرم وعار.. مهما كان دينه ومذهبه ، بل لا أكون متطرفا اذا قلت ان ذاك لا دين له أنى يكون."

ومضى يقول "ومثله وعلى نفس الوصف من قتل من غير ان يتبين واحرق بيوت الله من غير ان يرعوي فانتبهوا ايها العراقيون نشامى وماجدات."

وأمر القاضي رشيد ،بعد مشادة كلامية مع صدام.. وبعد ان فشل في ثنيه عن الاستمرار بالادلاء بخطب تحمل مضامين سياسية ،بأن تكون الجلسة مغلقة.

ثم تحدث عن برنامج "النفط مقابل الغذاء" وتحمل الشعب "قساوة" العقوبات الدولية رغم ان "سعر برميل النفط كان 18 دولار (...) اما الان جاء المجرمون تحت ذريعة البحث عن اسحلة الدمار الشامل".

فرد القاضي "هذا صراع بينك وبين اميركا". وتدخل المدعي العام جعفر الموسوي طالبا من "المتهم الدخول في صلب القضية وليس في امور خارجية بعيدة عنها" ورد صدام حسين "لا يحق لك التدخل وانا اوجه كلامي الى رئيس المحكمة".

وقال القاضي "هذه محكمة وليست فوضى" فاجاب صدام حسين هازئا "نعم انها محكمة ولولا الاميركان لما استطعت لا انت ولا والدك احضاري الى هنا". وجرت ملاسنة حادة بينهما قرر القاضي على اثرها تحويل الجلسة الى سرية ومغلقة.

اعتلى برزان التكريتي أخو الرئيس العراقي السابق صدام حسين غير الشقيق ورئيس جهاز المخابرات في عهده منصة الشهادة يوم الاربعاء للرد على التهم المنسوبة اليه بارتكاب جرائم ضد الانسانية وقال ان "يدي بيضاء مثل يدي النبي موسى."

وكانت لهجة برزان في المحكمة هادئة بصورة غير معتادة يوم الاربعاء عندما أخذ يدلي بافادته.

وقال ان أحكام الاعدام التي صدرت على 148 شيعيا من قرية الدجيل اتهموا بالشروع في قتل صدام بالقرية عام 1982 كان لها ما يبررها.

وتساءل برزان عما اذا كانت هناك أي حكومة في العالم لن تعاقب مهاجمين عقب ارتكابهم محاولة اغتيال لرئيسها.

كما دافع عن تجريف البساتين وقال ان مرتكبي محاولة الاغتيال كانوا متعاونين مع العدو. وقال ان الامريكيين قطعوا المئات من اشجار النخيل على الطريق المؤدي الى المطار.

غير أن برزان وهو سفير سابق للعراق في جنيف نأى بنفسه عن حملة الاجراءات الصارمة التي اتخذت ضد الدجيل عقب محاولة الاغتيال التي تعرض لها صدام وقال ان الوثائق التي لدى الادعاء والتي تورطه مزروة.

واضاف "ان يدي بيضاء مثل يدي النبي موسى.. ولم تلطخ أبدا بالدماء. أنا لم أكن أعلم شيئا ولم اشرف على أي تحقيقات... ولوكانت قد حدثت.. فقد حصلت بدون علمي.. لم أشرف على أية تحقيقات."

وظل برزان يدلي بافادته لعدة ساعات. واعتلى صدام بعده المنصة ليبدأ دفاعه الرسمي عن نفسه.

وكان اسم برزان التكريتي الاسم الثامن والثلاثين على قائمة الولايات المتحدة لابرز المطلوبين في العراق. ووجه برزان بعض تعليقاته للرئيس الامريكي جورج بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد قائلا ان الديمقراطية التي يتحدثان عنها في عراق ما بعد الحرب لا وجود لها.

وتحدث برزان بلهجة هادئة بعد هجومه اللاذع السابق على المحكمة التي ترعاها الولايات المتحدة. وشكا من تعرضه لانتهاك حقوق الانسان خلال احتجازه من قبل القوات الامريكية.

وقال برزان لرئيس المحكمة رؤوف عبد الرحمن "اليوم هو يومي لكي أتكلم."

وأضاف أن الاتهامات الموجهة اليه ملفقة. وقال "لا أعرف لماذا أنا هنا. لقد اعتقلوني وجلبوني الى هنا ويسألوني عن شيء أنا لم أرتكبه."

وشكك برزان في مصداقية الشهود الذين قالوا انهم رأوه وهو يوجه الامر باعتقال المشتبه بهم وقال انهم كذابون.

وسلم برزان بأنه كان في الدجيل يوم محاولة الاغتيال لكنه قال انه صافح المشتبه بهم الذين اعتقلوا ثم أطلق سراحهم لعدم وجود أدلة تدينهم.

وكان شهود الادعاء قد قالوا من قبل ان برزان أشرف على اعتقال المشتبه بهم وتجريف مزارع انتقاما من القرية. وقالوا أيضا انه عذب بنفسه بعض المشتبه بهم وهو ما نفاه برزان.

وكان برزان قد تحدث بحدة في جلسات سابقة وتشاجر مع رئيس المحكمة وهو من قرية حلبجة الكردية التي شهدت هجوما بالغاز عام 1988 يقال ان خمسة الاف شخص قتلوا فيه وألقي باللوم فيه على قوات صدام.

وبرزان متهم بوصفه رئيسا للمخابرات بتوجيه أوامر بالقتل الجماعي والتعذيب والمشاركة بنفسه في انتهاكات لحقوق الانسان منها تدمير قرى.

واعتقل برزان عام 2003 وقال انه واجه أسئلة كثيرة من القوات الامريكية بما في ذلك أسئلة عن أماكن أسلحة الدمار الشامل التي زعم وجودها بالعراق وكانت السبب الرئيسي الذي ساقه بوش لغزو العراق. ولم يعثر على مثل هذه الاسلحة على الاطلاق.

واكد برزان ان "الدجيل كانت من المعاقل المهمة لحزب الدعوة يتخذون من البساتين حقولهم حيث تم ضبط اسلحة ومدافع هاون واغذية معلبة واجهزة طابعة (..) الامن العام اقام معسكرا وضرب معاقل الدعوة واقترح على وزير الداخلية احالة بعضهم على المحكمة. اهل الدجيل يعرفون ذلك كما انهم يعرفون جريمة ابناءهم". وتابع ان "السيد الرئيس مارس صلاحياته الدستورية وهذه ليست تهمة (...) اذاعة ايران بثت الخبر يوم الحادث وعندما عادت نفس المجموعة بعد احتلال العراق اكدت وتباهت بما قامت به في الثامن من تموز/يوليو 1982". واوضح ان "هذه المجموعة عرضت العراق للخطر ونفذت عملية بامر من قوة خارجية كانت في حال حرب مع العراق. صدام قاد العراق مدة 35 عاما ومن الطبيعي ان يخطئ في بعض الامور لكن على كل وطني تذكر انجازات فترة حكمه". واضاف "على سبيل المثال من غيره في المنطقة اعطى الاكراد حكما ذاتيا؟ انه قائد حقيقي لن يتكرر احاط به رجال احبوه بعيدا عن الانانية وما حصل من اخطاء منهم يعكس طموحات الشباب".

يذكر ان برزان كان مديرا للامن العام مطلع الثمانينات قبل تعيينه مندوبا للعراق لدى منظمات الامم المتحدة في جنيف لفترة طويلة.

واتهم برزان ادارة السجن بانها "تستهتر بحياة المعتقلين فيموت بعضهم وطيلة سنة وعشرة اشهر وانا اطلب اجراء تحاليل لانني انزف الدماء ولا من مجيب كما انني اتلقى معاملة سيئة اتفاقية جنيف تنص على ضرورة اطلاق المريض لتلقي العلاج".

وقال برزان ان نجله محمد "كان في السادسة عشرة عندما غادر الى اوروبا لاكمال دراسته وهو طالب دكتواره وليس موظفا او سياسيا وتم توقيقه قبل سنتين دون ذنب سوى انه ابني كما اعتقلوه بسبب ال 36 مليار دولار المزعومة". واضاف "صدام حسين يعرف ان الانسان الذي يعمل بالسياسة ليس من حقه امتلاك ثروة هذا نمط تفكيره وعدوه هو من يكون لديه مالا اكثر من الاساسيات لم يخطط لنفسه التقاعد او الذهاب في اجازة او ان يسقط نظامه واذا خرج من السجن فهو لا يملك مالا لشراء الطعام هذه هي الحقيقة". وقال ان امواله جناها "من تعبه مئة في المئة ورغم ذلك هناك قرار بتجميدها (..) ورمي الاطفال في الشوارع دون مال لانهم لا يملكون دفع الايجار لكن استضافهم رجل شهم شجاع وكريم هو امير قطر الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني".

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 16/اذار/2006 -15/صفر/1427