محافظات الجنوب تستعد لزيارة لأربعينية الإمام الحسين وسط إجراءات أمنية واسعة

إتخذت الشرطة المحلية في محافظة المثنى تدابير أمنية واسعة ومشددة في عموم المحافظة للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية المواطنين والزوار المتوجهين الى كربلاء سيرا على الأقدام وحماية المواكب الحسينية التي تنتشر على الطرق الرئيسية في المحافظة لخدمة الزوار.

وقال الملازم أول حياوي حسن حمدان،ضابط الاعلام في مديرية شرطة المثنى لـ(أصوات العراق) "لقد أوعز مدير شرطة المثنى العقيد محمد نجم عبد سوادي لجميع المديريات والأقسام وقدم التوجيهات للضباط والمنتسبين بأخذ الحيطة والحذر وحماية تواجد المواطنين خلال هذه الأيام."

وأضاف"كما أمر مدير الشرطة كافة المنتسبين في المديريات والأقسام بالاستعداد وتسيير الدوريات في جميع أنحاء المحافظة لمنع العابثين من التوصل الى المواطنين ولقطع دابر الارهاب ان تواجد في المحافظة."

وحول توفير الحماية للزوار الذين يسلكون الطرق الرئيسية متوجهين الى كربلاء خلال هذه الأيام أوضح "سيتم نشر الدوريات وبصورة كثيفة لحماية زوار أبي عبدالله الحسين عند أدائهم لمراسيم زيارة الأربعين التي أصبحت على الأبواب ومرافقتهم وتأمين الحماية لهم من بداية حدود المثنى والناصرية الى الديوانية،وتأمين الحماية للمواكب الحسينية التي تستقبل زوار الحسين من بداية انطلاقهم حتى أبعد نقطة عند نهاية المثنى."

هذا وبدأ العشرات من أهالى ميسان يوم الأربعاء بالتوجه الى مدينة كربلاء المقدسة سيرا على الاقدام لحضور مناسك زيارة الأربعين التي توافق العشرين من شهر صفر من كل عام هجري، والتي توافق يوم الحادي والعشرين من شهر اذار مارس الحالي.

وتعد هذه الزيارة من الطقوس المهمة لدى المسلمين الشيعة في العراق والعالم الاسلامي .

وكان النظام العراقي السابق قد حظر ومنع قيام مثل هذه المسيرات الراجلة التي تتوجه من عموم المحافظات الجنوبية والوسطى الى كربلاء، مما أدى الى قيام العراقيين الشيعة بالسير فى الخفاء قاطعين الحقول والطرق الزراعية والريفية بعيدا عن عيون قوات واجهزة النظام القمعية التي غالبا ماكانت تقتل هؤلاء المشاة العزل أو تعتقلهم وتحكم عليهم بالسجن لمدد مختلفة على إعتبار أنها طقوس دينية خاطئة.

وبعد سقوط نظام صدام حسين دأب ابناء الشيعة بالذات الى المواظبة على القيام بهذه الرحلة التي قد تصل الى اكثر من 20 يوما لأبناء محافظات البصرة، وقد لا تتعدى الثلاثة أيام للمحافظات القريبة كالحلة والديوانية والنجف وبغداد.

وقال السيد محمد جاسب(22 عاما) وهو يحث الخطى باتجاة الطريق الخارجي الرابط بين العمارة والديوانية "انه يتحرق شوقا للوصول الى كربلاء والتشرف برؤية القبة المباركة لضريح الامام الحسين بن علي(عليهما السلام)."

اضاف "كنا محرومين من المشي لاداء زيارة الاربعين، ولا أدري أي ضرر كان يصيب النظام السابق من هذا."

السيد عبد الجبار عباس (55 عاما) برفقته زوجته يحملان علم العراق قال "حينما نتجشم عناء هذه الرحلة الطويلة سيرا على اقدامنا نعلم ان أجر ذلك عند الله جزيل يوم القيامة، وهذا مانبتغيه من أداء هذه الرحلة ."

اضاف " نحمل علم العراق لان زيارتنا تمثل تحديا للارهاب الذي طال العراق من اقصاه الى اقصاه ولم يفرق بين مسلم او غير مسلم."

حسن جاسم (معوق) قال وهو يدفع كرسيه المتحرك بكلتا يديه "أنا من اهالي البصرة، واليوم وصلت الى العمارة ومنها سأكمل رحلتي، إن إمامنا الحسين يستحق منا كل تضحية وكل تعب، ونحن نتحدى كل من يريد ان يتطاول على مقدساتنا ،سنبقى نضحي من اجل رموزنا العظام، ولن نرهب باي اعمال، وايماننا بالله يعطينا القوة والجلد لاكمال مسيرة كانت لنا كالحلم سابقا، وكما ترى فانا فقدت اطرافي بعملية جبانة ارهابية العام الماضي خلال تفجير سيارة مفخخة في حي الجزائر، وهي حادثة مؤلمة راح نتيجتها الكثير من الابرياء".

ويقول عبد الامير محسن ( 25 عا) "جمعت كميات من الادوية والعلاجات منذ فترة تجاوزت الشهرين لاقدمها للذين يحتاجونها من الزائرين، وساعدني في جمعها اصدقائي واهالي الحي الذي اسكن فيه، فكل ماتقدمه للزائرين يعود عليك بالثواب."

وقد تم بناء محطات للاستراحة وسرادقات كبيرة من قبل الاهالي لتوفير الطعام والشراب والخدمات الصحية الاخرى لقوافل السائرين نحو كربلاء،وهناك جماعات كثيرة يرددون القصائد التي تمجد شهادة الحسين وهم يسيرون، فيما يقرأ آخرون الادعية والاذكار وايات الذكر الحكيم .

الكثير من اصحاب السيارات كانوا يتواصلون مع الجماعات التي قطعت مسافات معينة ليقدموا لهم مايحتاجون حتى الملابس والاحذية وغيرها.

رجال الشرطة العراقية من قوات الطرق الخارجية يرافقون القوافل ودورياتهم غادية رائحة لتأمين الطرق من العابثين والمخربين .

صور كثيرة تشاهدها وانت تواصل متابعتك لهذه الوفود الكبيرة التي تضم النساء والشباب والشيوخ وحتى المعوقين، كلهم عزيمة لبلوغ مرامهم في زيارة الإمام الحسين في ذكرى الأربعين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 10/اذار/2006 -9 /صفر/1427