خريجون عاطلون مغاربة يائسون يحاولون الانتحار

قال شهود عيان ان 13 مغربيا وصلوا الى حالة من اليأس بسبب سنوات من البطالة حاولوا قتل انفسهم يوم الخميس عن طريق شرب البنزين والمبيدات الحشرية.

قال هؤلاء الخريجون وبينهم ثلاث نساء في يوم سابق انهم سينتحرون دون ان يقولوا متى او اين. وبعد قضائهم الليل في منزل بالعاصمة الرباط سكبوا البنزين على اجسامهم.

وقال احد الشهود "عندما خرجوا من المنزل اسرع ضباط شرطة ومدنيون وحتى بعض المتشردين نحوهم ليمنعوهم من اشعال النار في انفسهم. عند ذلك شربوا البنزين والمبيدات."

ووفقا لاقوال كبير الاطباء ياسر سفياني فان الثلاثة عشر شخصا نقلوا الى مستشفى في الرباط ولا يزال سبعة منهم تحت الملاحظة. وقال ان حياتهم ليست في خطر.

وقال شهود عيان ان العاطلين الثلاثة عشرة اجتمعوا منذ الخميس في منزل باحد الاحياء العتيقة القريبة من وسط المدينة بعد ان عقدوا العزم على الانتحار او ما اسموه في بيان لهم "استشهاد جماعي" كرد فعل على "تماطل الحكومة" في توظيفهم على حد تعبيرهم واعطائهم مهلة لها لتنفيذ وعدها يوم الخميس.

وقال عشاب حسن وهو جامعي عاطل وشاهد عيان ممسكا بغلاف لمبيد حشري "بعضهم شرب هذا المبيد واغلبهم صب البنزين على نفسه...وخرجوا الى الشارع لتنفيذ عمليتهم في ساحة عمومية قريبة لكن الشرطة حاصرتهم."

كما قال شاهد عيان اخر عرف نفسه باسم الجطيوي فقط "عند خروجهم من البيت للانتحار حاصرتهم قوات الامن واشخاص بلباس مدني ومشردين انهالوا عليهم بالضرب وفي اللحظة التي حاصروهم فيها منهم من شرب السم (مبيد حشري) والبنزين."

وفي المستشفى الرئيسي للعاصمة الرباط حيث حملوا للعلاج قال ياسر السفياني الطبيب الرئيسي في المستشفى "استقبلنا 13 شخصا حاولوا الانتحار 7 منهم شربوا البنزين منهم ثلاث فتيات واربعة رجال."

واضاف "حالة السبعة مستقرة وليست بالخطيرة وسيبقون تحت الملاحظة اما اربعة استنشقوا البنزين وواحد اخر مصاب في يده وليس به كسر والاخر مس البنزين عينيه."

واضاف "حالتهم مطمئنة وتركناهم تحت الملاحظة كاجراء طبي كما وضعنا رهن اشارتهم ثلاثة اطباء نفسيين لتتبع حالتهم."

ومنع الصحفيون من معاينة حالتهم او الاقتراب منهم.

واقدمت الحكومة المغربية على عدد من البرامج لادماج الخريجين العاطلين في سوق العمل بالمراهنة على القطاع الخاص.

الا ان العاطلين يرون هذا الاخير غير مؤهل لاحتوائهم كما يأخذون بعين الاعتبار تقدم سنهم بعد عدد من سنوات الانتظار ويتشبثون بحلم الوظيفة العمومية.

وكان ستة من الخريجين الجامعيين اخرين قد اقدموا على إحراق انفسهم في ديسمبر كانون الاول الماضي لكنهم نجوا من الموت واصيبوا بحروق خطيرة وتشوهات.

وقال تقرير رسمي ان المغرب ينبغي ان يوفر 400 الف فرصة عمل سنويا خلال الاعوام العشرين القادمة لمنع انتشار البطالة بشكل كبير والتي قد تهدد استقراره وديمقراطيته الليبرالية الناشئة.

وتقدر نسبة البطالة عند 11.5 في المئة لكنها تصل الى اكثر من مثلي ذلك بالنسبة للخريجين حاملي المؤهلات.

وقام الالاف منهم بتنظيم مسيرات في الرباط خلال الاعوام الخمسة الاخيرة للضغط على السلطات لمساعدتهم في العثور على عمل.

وقالت المجموعة في بيان مشترك يوم الاربعاء"توصلنا الى نتيجة بان وفاتنا ستكون مخرجا رحيما من انتظارنا الذي لا نهاية له."

وقالت امينة رقاد (34 عاما) خريجة جامعة "ليس لدي نقود لشراء الطعام او تذاكر القطار. حياتنا اصبحت بائسة. اننا نعاني واباؤنا يعانون من رؤيتنا نعاني."

وقال تقرير رسمي سابق ان المعرفة والاقتصاد والصحة هي أهم "البؤر الرئيسية" التي تعوق تنمية بشرية حقيقية في المغرب.

وكانت منظمة الشفافية العالمية لمحاربة الرشوة قد اعتبرت ان وضع الرشوة في المغرب اصبح مقلقا بعد ان نزل المغرب من المرتبة 45 عام 1999 الى المرتبة 78 هذا العام.

وقال عز الدين اقصبي الكاتب العام لمنظمة ترنسبارنسي (الشفافية) فرع المغرب لرويترز على هامش ندوة دولية في اطار اليوم العالمي الثاني لمحاربة الرشوة "نسجل كمنظمة وضعا مقلقا لظاهرة الرشوة في المغرب حيث هناك تراجع مستمر لمؤشر ملامسة الرشوة على المستوى العالمي اذ انتقل المغرب من المرتبة 45 سنة 1999 الى المرتبة 78 سنة 2005 ."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4 /اذار/2006 -3 /صفر/1427