التوازنات الاقليمية تفرض نفسها على الاستحقاق الانتخابي ومواجهة بين زلماي والائتلاف الموحد قد تعجل بمواجهة امريكية شيعية

وجه السفير الامريكي لدى العراق زلماي خليل زاد يوم الاثنين تحذيرا شديد اللهجة للقيادة العراقية قائلا ان واشنطن لن تتغاضى عن وجود عناصر طائفية أو ميليشيات في الحكومة الجديدة أو في قواتها الأمنية.

وقال خليل زاد في مؤتمر صحفي "وزراء الداخلية والدفاع والمخابرات الوطنية ومستشار الأمن القومي يجب أن يكونوا أُناسا بعيدين عن الطائفية ومقبولين على نطاق واسع وغير مرتبطين بميليشيات وأن يعملوا من أجل العراقيين كافة."

وتابع "تستثمر الولايات المتحدة مليارات الدولارات في هذه القوات.. قوات الجيش والشرطة في العراق. ويننتظر دافعو الضرائب الأمريكيون إنفاق أموالهم على النحو الملائم. ولن نستثمر موارد الشعب الامريكي في قوات يديرها أناس طائفيون."

ولم تبدأ القيادة العراقية بعد المحادثات الخاصة بتشكيل حكومة جديدة بعد أكثر من شهرين من الانتخابات البرلمانية. ويمكن للمفاوضات الشائكة من الناحية الطائفية ان تستمر شهورا.

ومن بين أكثر القضايا المتفجرة هي وزارة الداخلية التي يسيطر عليها الشيعة في الوقت الراهن ويتهمها العرب السنة بتنظيم فرق إعدام مرتبطة بفيلق بدر التابع للمجلس إلاعلى للثورة الاسلامية في العراق.

وتنفي الوزارة هذه الاتهامات.

ويرتبط توقيت مغادرة القوات الامريكية للعراق بمستوى أداء قوات الامن العراقية والجيش في مواجهة المسلحين السنة.

واتهم السفير الامريكي لدى العراق زالماي خليل زاد ايران بتدريب ميليشيات تعمل في العراق على القتال وتزويدها بالسلاح.

وقال خليل زاد في تصريحات صريحة ومباشرة عن ايران للصحفيين عقب مؤتمر صحفي "ايران تتبع سياسة أخرى كذلك هي العمل مع الميليشيات وتوفير التدريب والسلاح للجماعات المتطرفة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر."

واتهم طهران بالقيام "بدور سلبي" في العراق وصرح بان مطالبة وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي بريطانيا بسحب قواتها من مدينة البصرة في جنوب العراق كانت بمثابة "تدخل غير مطلوب."

واضاف "البصرة هي أرض عراقية حسب علمي من اخر خريطة شهدتها. اعتقد ان هذا تدخل غير ضروري من ايران."

ووسط حالة الفوضى التي اعقبت اسقاط القوات الامريكية لنظام الرئيس السابق صدام حسين ازدهرت في العراق الميليشيات التابعة لاحزاب سياسية والجماعات العرقية والطائفية مما صعد التوترات.

ولبعض زعماء الغالبية الشيعية التي تهيمن على السلطة الان في العراق صلات وثيقة مع ايران التي تقطنها غالبية شيعية وكانت تقدم لهم الملاذ خلال حكم صدام كما ساعدت المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق على تأسيس ميليشيا قوية.

واتهم مسؤولون امريكيون في السابق ايران بتشجيع التشدد بين الشيعة العراقيين والسماح بدخول اسلحة خطيرة الى العراق وهي اتهامات ينفيها الايرانيون.

وقال خليل زاد ان ايران تحاول تحويل الاهتمام بعيدا عن المخاوف الدولية من برنامجها النووي. وتعتقد الدول الغربية ان ايران تحاول امتلاك اسلحة نووية تحت ستار برنامج سلمي لتوليد الطاقة النووية وتنفي طهران ذلك ايضا.

ويتهم السنة العرب في العراق وهم أقلية هيمنت على السلطة خلال حكم صدام الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة بغض الطرف عن فرق الاغتيالات التي تعمل من داخل وزارة الداخلية ويقولون انها تتبع المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وهو اكبر تكتل نيابي في البرلمان.

وفي تصريحاته للصحفيين لم يحدد السفير الامريكي اسم الميليشيا التي يتهم ايران بتدريبها.

وحذر خليل زاد القادة العراقيين في وقت سابق من ان واشنطن لن تقبل بالطائفية ولا بالميليشيات في الحكومة الجديدة وفي قوات الامن التابعة لها.

وقال في مؤتمر صحفي "وزراء الداخلية والدفاع والمخابرات ومستشار الامن القومي يجب ان يكونوا اناسا لا يتسمون بالطائفية ومقبولون على نطاق واسع ولا صلة لهم بالميليشيات يعملون لصالح كل العراقيين."

بدوره نفى زعيم فيلق بدر يوم الاحد وهو ميليشيا شيعية قوية حاربت نظام صدام حسين من ايران تشكيل فرق إعدام تستهدف السُنة وألقى باللوم في الفوضى التي تجتاح العراق على أخطاء الولايات المتحدة.

وتشكو الأقلية من السُنة في العراق منذ شهور من وجود فرق إعدام تستهدفهم تعمل في إطار وزارة الداخلية منذ نحو عام بواسطة المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق.

ويتهم السُنة فيلق بدر الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الاٍسلامية في العراق الذي تلقى أفراده تدريبات من ايران لمدة 20 عاما بتشكيل فرق إعدام تقرها وزارة الداخلية التي يقودها الشيعة ولكنه ينفي هذه الاتهامات.

وذكر هادي العامري أن المسلحين اخترقوا قوات الأمن العراقية أو أنهم يستخدمون زيهم وسياراتهم في تنفيذ جرائم خطف وقتل وان الافتقار الى التنسيق بين وزارة الداخلية ووزارة الدفاع يجعل من الصعب منع هذه الانتهاكات.

وأجرى العراق تحقيقا في شكاوى من الجيش الامريكي من أن فرق إعدام شيعية تعمل في إطار وزارة الداخلية بعد ضبط أربعة من أفراد شرطة المرور ومعهم سني مخطوف كانوا يعتزمون قتله.

وقال العامري لرويترز في منزله الذي يخضع لحراسة مشددة في بغداد "نحن حريصون جدا على وضع حد لهذه التجاوزات التي تمارس ضد الشعب العراقي.. هذه التجاوزات التي تجري نحن نرفضها سواء قامت بها ونفذتها عناصر متنفذة في وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع أو عناصر إرهابية تستعمل سيارات وزارة الدفاع أو الداخلية لتنفيذ هذه الأعمال باسمهما."

وذكر الجيش الامريكي يوم الخميس أن أفراد الشرطة الأربعة اعترفوا واحتجزوا وأن وزارة الداخلية تحقق بالتعاون مع الجيش الامريكي.

وقد تكون هذه الواقعة أول دليل ملموس على صحة شكاوى السنة.

وينفي فيلق بدر الذي غير اسمه منذ ذلك الحين الى منظمة بدر ودخل غمار السياسة أي علاقة له بقتل السنة الذين يتم العثور على جثثهم في خنادق وحفر بعد تقييد أيديهم وإطلاق الرصاص على رؤوسهم.

وذكر العامري الذي قضى 20 عاما في ايران ولكنه عاد الى العراق بعد الاطاحة بنظام صدام حسين عام 2003 أن عدد الشيعة الذين خطفوا وقتلوا منذ ذلك الحين أكثر من عدد السنة وألقى باللوم على الولايات المتحدة في الانفلات الامني الذي يعم البلاد.

وقال "يمكنك اجراء احصاء لعمليات الاغتيال او الاعدام او الاختطاف التي تجري ضد الشيعة وستجد انها اكثر من العمليات التي تنفذ ضد السنة ... اذا كنت تسألني من يقتل السنة انا أيضا اسأل من يقتل الشيعة".

"انا لست مسؤولا عن الامن .. من الافضل ان تسأل الامريكان... اذا كانت لديهم أدلة او إثباتات او معلومات بان بدر متورطة بعمليات قتل ليقدموها لي وساطالب انا شخصيا بحجز هؤلاء الاشخاص المتورطين."

وأصدر العراق قانونا في 2004 بتفكيك فيلق بدر أو دمجه في قوات الامن العراقية حديثة العهد ولكن هذا أدى الى جعل أفراد الشرطة والجيش والكوماندوز يدينون بالولاء لاحزابهم السياسية أكثر من وظائفهم.

وينظر لقوى مختلفة على أنها موالية لمسؤولين عدة لهم مسؤوليات متداخلة مع عدم وجود تسلسل واضح للقيادة.

وينتقد السنة والعلمانيون من الشيعة فيلق بدر الذي يتجول أفراده المدججون بالاسلحة في سيارات الشرطة بشوارع بغداد ويصفونه بأنه ميليشيا لا رحمة لها وعلى صلة وثيقة بايران العدو السابق للعراق.

وقال العامري وهو الان عضو برلمان ان خمسة في المئة من أفراد الميليشيا البالغ قوامها 20 ألفا تم دمجهم في القوات العراقية الى الان في حين أن العدد الباقي منخرطون في السياسة.

ومضى يقول "هذا ليس تقصيرنا.. انه تقصير الامريكان.. ان ادارتهم السيئة وقيادتهم السيئة وادارتهم السيئة واختيارهم السيء هو الذي اوصل البلد الى هذا المازق .. لقد ارتكب الامريكان اخطاء كبيرة في الملف الامني ولازالوا يرتكبون اخطاء كبيرة".

واضاف "نحن نقول دائما لاشخاص من عناصرنا الذين ينتمون الى القوات المسلحة بان علاقتكم معنا يجب ان تنقطع.. لا احد فوق القانون .. واي شخص يخالف القانون يجب ان يحاسب بشدة."

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 21  /شباط /2006 -22 /محرم الحرام/1427