الشاعر العراقي المغترب حسن النواب: قسما بحليب امي سأعود إليك يا وطني

تقرير: شكري الملك

* كنت أطعم دجاجاتي بورق البصل الاخضر كي أبيع بيضها وأعيل نفسي وعروسي        

* يجب ان تعود كل المواهب المبدعة من منافيها لتسهم في بناء البلاد

* والآن بعد ان سقطت الدكتاتورية في العراق، من يُسقط دكتاتورية الغربة التي تتسلط على رقابنا ؟!

                                                      

                                     حسن النواب                                                             علي حسين عبيد              

في الساعة الرابعة من عصر يوم الاثنين 23/ 1/ 2006 وعلى قاعة نقابة المعلمين إحتفل ادباء وكتاب ومثقفوا كربلاء وعدد من ادباء المحافظات بالشاعر حسن النواب بعد عودته الى ارض الوطن قادما من استراليا، وبدأت الاحتفالية بترحيب القاص علي حسين عبيد رئيس الاتحاد بالشاعر النواب وبضيوف اتحاد كربلاء القاص الدكتور سلام حربة من محافظة بابل والشاعرين علي ابو بكر وقاسم بلاش من الاسكندرية، ثم طلب مقدم الاحتفالية من الشاعر النواب الصعود الى المنصة وقد حيا الشاعر المغترب جمهور الحاضرين ورجاهم الوقوف دقيقة واحدة لقراءة سورة الفاتحة على ارواح الشعراء احمد آدم وعقيل علي وعبد اللطيف الراشد والترحّم على روحيّ الشاعرين جان دمو ويوسف الصائغ، بعد ذلك استمع الحاضرون الى قصيدة مغناة لحسن النواب بعنوان(هذا هو الحال) من اداء الفنان فاضل اسماعيل كانت تبثها اذاعة المستقبل من الاردن إبان النظام السابق، بعدها قرأ النواب شهادة أولى لخص فيها معاناة العراقيين جراء الحروب والشمولية السياسية التي أثقلت حياة الشعب وترسيخ النهج السلطوي إبان النظام السابق واعتبر انها نزوة كارثية خربت حياة العراقيين وأشبعتها بالويلات والحرمان والجوع والحصارات الداخلية والخارجية ثم عرَّج الشاعر على واقع الحال وقال: (أخاف عليكم– ويقصد الادباء- منهم، وأخاف عليَّ منكم- شوقا ومحبة-، أخاف من كربلاء على كربلاء، أخاف من شارع العباس على شارع العباس....إلخ) بعد ذلك اعتلى المنصة الشاعر عمار المسعودي الذي أكد على دور حسن النواب في رعاية المواهب الشعرية الشابة في بواكير ظهورها واحتضانه لها وقال( كان حسن النواب يتشاجر معنا في كربلاء، ويأخذنا بالأحضان في بغداد ويطلق علينا ألقابا شعرية متنوعة تدعم لهاثنا المحموم على طريق الشعر المحفوف بمخاطر لا تحصى) ثم قرأ المسعودي قصيدة الأصدقاء بعد أن أهداها الى حسن النواب واحمد آدم ولواء الفواز وعقيل ابو غريب وصلاح السيلاوي وغيرهم، بعد ذلك كانت ثمة عودة الى الشاعر المحتفل به حيث قرأ شهادة كان قد كتبها في الاردن وقرأها في بيت الشعر الاردني في عمان قبل ان يغادر الى استراليا بيوم واحد بعد ان تم قبوله كلاجئ سياسي وقد تنبأ في شهادته هذه بسقوط الدكتاتورية في العراق معلنا انه سيعود في يوم ما من المنافي الى ارض الوطن داعما قوله هذا بأغلظ الايمان عندما أقسم بحليب إمه بالعودة الى هواء العراق ثم استدرك متسائلا( والآن بعد ان سقطت الدكتاتورية في العراق، من يُسقط دكتاتورية الغربة التي تتسلط على رقابنا ؟!) ثم اردف النواب قائلا: (ولكنني سأسقطها قريبا ان شاء الله) بعد ذلك قدم القاص سلام حربة شهادة بحق النواب استذكر فيها تمرد الشاعر( وصعلكته) التي لا يحتملها كثير من الادباء لكن آخرين كانوا يتعاملون معها على انها جزء من روح الشاعر ومن ابداعه إذ أكد سلام حربة على العلاقات الحميمة التي تربط النواب بالادباء العراقيين مؤكدا على انه موهبة رائعة وطاقة شعرية لها بصمتها التي ستدعم مسيرة الابداع في العراق وتسهم في تعميقه وتطويره نحو الافضل وقال حربة: (يجب ان تعود كل المواهب المبدعة من منافيها لتسهم في بناء البلاد)، وفي عودة الى الشاعر النواب قرأ فيها للحاضرين آخر قصيدة كتبها في استراليا وهي قطعة نثرية تفوح بالصدق والألم والعواطف الصادقة الحقيقية الجياشة التي ترشحت من التآزر المقيت بين عذاب الغربة والخوف مما مضى ومما سيأتي، تلا ذلك شهادة للشاعر فاضل عزيز فرمان بحق النواب ذكر فيها بواكير علاقته الشعرية بالنواب ثم تطرق الى لقائهما في عمان عندما قال( كنت اشعر ان العراق هو الذي سيغادر الى استراليا وليس الشاعر حسن النواب لأنني أرى فيه وجه العراق وروحه) وقرأ فرمان قصيدة أعجبت الحاضرين بعنوان(هو) أهداها للشاعر المغترب، وفي عودة اخرى للنواب قرأ للحضور( قصائد مرتعشة) وهي مهداة الى الشاعر والفنان محمد زمان، وقد أباح النواب في قصائده المرتعشة برؤيته المستمدة من معايشته للأدباء وما يختزنه من رؤى عن كل أديب كربلائي إبتداءً بعلي حسين عبيد مرورا بعقيل ابو غريب وعماد العبيدي واحمد حسون ومحمد عبد فيحان واحمد آدم ورضا الخفاجي ولواء الفواز وغيرهم، وأسهم القاص علي لفتة سعيد بشهادة عن النواب تحدث فيها عن طبيعة العلاقة الادبية والانسانية التي تربطه بالشاعر مشيرا الى ان النواب كتب عن إحدى مجاميع سعيد القصصية واصفا اياها بـ(ولادة بيت جديد للقصة العراقية)، وكان مسك ختام هذه الاحتفالية مع قصائد ذات طقوس كربلائية أصر الشاعر حسن النواب على قراءتها وكان قد كتبها سابقا ونشرها في مجموعته( شريعة النواب) ومنها قصيدة(الجثث) ذات العوالم الكربلائية الواضحة، ثم ختم مقدم الاحتفالية القاص علي حسين عبيد بشكره للضيوف الذين تجشموا عناء السفر الى كربلاء والضيوف الادباء والكتاب والمثقفين واساتذة الجامعات الذين أحيوا هذه الاحتفالية متمنيا للشاعر المغترب عودة ميمونة ودائمة الى ارض الوطن.

لقطات من الاحتفالية:

·       بكى الشاعر حسن النواب مرتين، المرة الاولى وهو يستمع لقصيدته المغناة (هذا هو الحال) والثانية وهو يقرأ شهادته الثانية التي كتبها قبل ان يغادر الى استراليا.علي النواب الاخ الأكبر للشاعر قال( لأول مرة أرى حسن يبكي!!)

·       تميز حضور هذه الاحتفالية بالتنوع، حيث حضرها ادباء وصحفيون وسياسيون واساتذة جامعات وعنصر نسوي لم نعتد حضوره في الاماسي السابقة.

·       اقترح الشاعر عمار المسعودي عقد جلسة شعرية موسعة في بساتين الصلامية(قرية الشاعر المسعودي) إحتفاء بمقدم حسن النواب وأبدى معظم الشعراء الحاضرين تحمسهم للمشاركة في هذه الجلسة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 26  /كانون الثاني/2006 - 25/ذي الحجة/1426