مقاتلون في العراق ينقلبون على القاعدة مع ارتفاع هجمات المسلحين عام 2005

قال أهالي ان مقاتلين قوميين في مدينة الرمادي العراقية التي يغلب السنة على سكانها انقلبوا فيما يبدو على تنظيم القاعدة حليفهم السابق في اعقاب هجوم في وقت سابق من الشهر الجاري قتل فيه 80 شخصا وفجر سلسلة من الاغتيالات المتبادلة.

وقال بعض سكان المدينة لرويترز يوم الاثنين ان ثلاث شخصيات بارزة على الاقل من الجانبين كانت بين الذين لقوا حتفهم منذ شكلت جماعات المسلحين المحلية تحالفا ضد القاعدة محملين اياها المسؤولية عن مذبحة لمتطوعين في الشرطة في الرمادي في الخامس من يناير كانون الثاني الجاري.

وقال احد سكان الرمادي من المطلعين على الاحداث "عقد اجتماع في اعقاب الهجوم مباشرة. اجتمع زعماء عشائر وشخصيات سياسية لتشكيل جماعة ثوار الانبار لمحاربة القاعدة في الانبار واجبارها على الخروج من المحافظة."

وقال الرجل في عاصمة المحافظة المترامية الاطراف الواقعة في الصحراء الغربية بعد أن طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الانتقام انه "تدور حرب شاملة بينهم منذ ذلك الحين."

واكد مسؤولون عراقيون محليون روايات السكان للاحداث لكنهم رفضوا التعليق عليها علنا.

ونقلت صحيفة الحياة التي تصدر في لندن باللغة العربية عن بيان لست جماعات عراقية مسلحة يوم الاثنين اعلانها في بيان توحيد صفوفها لتشكيل "خلية الشعب" لمواجهة تنظيم القاعدة والحفاظ على الامن في محافظة الانبار.

وندد بيان الجماعات الست بالعمليات المسلحة التي تستهدف الابرياء واكدت وقف التعاون مع القاعدة.

ووزع الجانبان منشورات في المدينة التي يسكنها نصف مليون نسمة أعلن فيها كل منهما مسؤوليته عن مقتل افراد من الجانب الاخر.

وقال الرجل الذي يعيش في الرمادي "القاعدة تعلن انها قتلت احد الثوار ثم يعلن الاخرون انهم قتلوا احدا من القاعدة."

وقال شخص اخر من السكان يتابع الاحداث عن كثب "الصراع اصبح الان واضحا بين الجماعات المسلحة والقاعدة. تقول ثوار الانبار التي شكلت بعد الهجوم انها تريد تصفية القاعدة من الانبار."

ويأتي ذلك في وقت تراجعت فيه هجمات القاعدة في الانبار وتزايدت بعيدا عنها الى الشرق خاصة في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد حيث امر الجيش العراقي قواته بالبحث عن ابو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق.

وقال سكان في الرمادي ان من ضحايا الاغتيالات المتبادلة الاستاذ الجامعي حميد فيصل الذي قتل بعد ان ابلغ ثوار الانبار عن اثنين من زعماء القاعدة يدعيان ابو خطاب وابو معد. وذكر السكان أن احد المسلحين يدعى مدحت مصطفي قتل انتقاما ثم اعلنت القاعدة اغتيال احد زعماء الاسلاميين المعارضين لها يدعى ناصر عبد الكريم.

وقال الميجر جنرال ريك لينتش من القوات الامريكية في بغداد الاسبوع الماضي "نشهد امثلة لرافضين (قوميين) عراقيين يحملون السلاح ويبلغون عن ارهابيين ومقاتلين اجانب. نرى ذلك في الرمادي."

من جهة اخرى قال الجيش الامريكي ان المسلحين في العراق نفذوا أكثر من 34 الف هجوم العام الماضي على القوات الامريكية وغيرها من القوات الاجنبية وقوات الامن العراقية والمدنيين العراقيين بزيادة بلغت نحو 30 في المئة عن عام 2004 .

وقال مسؤولون أمريكيون يوم الاثنين انه لا يجب ان يؤخذ هذا الرقم كدليل على أن المقاتلين يحققون مكاسب لان فاعلية هجماتهم انخفضت ولان العراقيين أنجزوا عمليات سياسية هامة عديدة رغم العنف المتواصل.

وقال الميجر تيم كيفي بسلاح مشاة البحرية وأحد المتحدثين باسم الجيش الامريكي في العاصمة العراقية بغداد "اننا نحقق نجاحا.. والعراقيون يحققون نجاحا أيضا."

غير أن المحلل الدفاعي دانييل جور من معهد لكسينجتون وهو مؤسسة بحثية قال "من الصعب ان نأخذ هذا الزعم على عواهنه ونقول اننا نحقق نجاحا في الوقت الذي تزداد فيه الهجمات بنسبة 30 في المئة."

وأضاف "اذا وضعنا في الاعتبار أن اجمالي عدد الهجمات يتزايد وأن عدد القتلى والجرحى من العراقيين يتصاعد.. من الصعب حقا القول باننا لمحنا الضوء في نهاية هذا النفق."

وقال الجيش ان المسلحين شنوا 34131 هجوما في عام 2005 مقارنة بنحو 26496 هجوما في عام 2004 ويشمل هذا الاحصاء جميع الهجمات بغض النظر عن تأثيرها على القوات الامريكية وغيرها من قوات التحالف وأفراد الامن التابعين للحكومة العراقية والمدنيين العراقيين.

وأضاف أن عدد هجمات المسلحين باستخدام شحنات ناسفة بدائية الصنع أو قنابل زرعت في الطرق ارتفع الى 10593 هجوما في عام 2005 من 5607 في عام 2004. ويشمل هذا الرقم الشحنات الناسفة بدائية الصنع التي اكتشفتها وابطلت مفعولها القوات الامريكية قبل أن يتمكن المسلحون من تفجيرها.

كما أشار الجيش الى ان هجمات المقاتلين باستخدام أحزمة ناسفة ارتفع الى 67 هجوما في عام 2005 من سبعة هجمات في عام 2004. كما ارتفعت الهجمات الانتحارية بسيارات ملغومة الى 411 في عام 2005 من 133 في عام 2004.

وقال الميجر الامريكي "في الوقت الذي شهدنا فيه ارتفاعا في عدد الهجمات.. الا ان فاعلية تلك الهجمات قلت." ولم يقدم كيفي ارقاما محددة.

واضاف كيفي ان عدد الهجمات يعكس عمليات امريكية في غرب العراق وغيره من المناطق وهي العمليات التي تهدف الى نقل الحرب الى مناطق المسلحين.

وقال "اننا نطاردهم.. ونضطرهم اما الى الفرار او القتال. وعندما يقاتلون.. فان ذلك يعد هجوما."

وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان 2237 عسكريا أمريكيا قتلوا في الحرب التي بدأت في مارس اذار عام 2003 من بينهم 1751 سقطوا في القتال فيما قتل الاخرون في ظروف لا صلة لها بالعمليات القتالية مثل حوادث العربات والمرض والانتحار.

واضافت الوزارة أن 16472 اخرين من قواتها أصيبوا خلال عمليات قتالية.

وتعد الشحنات الناسفة بدائية الصنع السبب الرئيسي للخسائر في الارواح والاصابات بين القوات الامريكية في العراق وتنفجر عادة تحت قوافل العربات المارة على الطرق. وقال البنتاجون ان أكثر من نصف العدد الاجمالي للقتلى والجرحى في صفوف القوات الامريكية نتج عن تلك القنابل محلية الصنع والتي عادة ما تزرع على جانب الطرق أو يتم اخفاؤها داخل الانقاض أو حتى داخل الحيوانات النافقة ويتم دائما تفجيرها بواسطة أجهزة تحكم عن بعد أو باستخدام أجهزة التوقيت.

وكان عدد الوفيات في صفوف الجيش الامريكي العام الماضي والذي بلغ 846 حالة مماثلا تقريبا لنظيره في عام 2004 والذي بلغ 848 حالة بينما كان عدد الذين سقطوا جرحى في عمليات قتال في العام الماضي والذي بلغ 5939 جريحا أقل من نظيره في عام 2004 والذي بلغ 7989 جريحا.

وتنشر الولايات المتحدة حاليا 139 ألف جندي في العراق انخفاضا من نحو 160 ألفا الشهر الماضي حيث ساعدت تلك الزيادة في تأمين الانتخابات البرلمانية التي جرت في 15 ديسمبر كانون الاول.

شبكة النبأ المعلوماتية -اربعاء 25  /كانون الثاني/2006 - 24/ذي الحجة/1426