الغـــربة وزهور النرجـــس

صباح سعيد الزبيدي

شيماء* يا ليلي الهائم

شيماء ياوجع الأرض ..

ارفع لعينيك راية الحزن والغربة ..

واشد الرحال إلى ضفاف دجلة ..

حيث اشجار طفولتي تبكي وتنتحب

واعشاش العصافير تاهت بين ضباب الانين ..

واغنية حزينة لصياد عجوز

تحاور الصبح العظيم مع زقزقة العصافير.

شيماء ..

افتح ابواب سجنك ..

فتفاجئني عينك بسحرها الدافئ وضحكاتك الطفولية ..

ويشتد في قلبي حرقة الشوق والحنين ..

اترجل عن حصان الشوق عند عتبة بابك ..

لكن لحظات الانهيار ..

تزيدني العذاب قسوة وعنفا ..

واستيقظ من كابوس مريع

فلا اجد سوى بقايا احلام فارغة

وزهور من النرجس على شرفة الشباك ..

ابقى وحيدا في زنزانة البعد

وقلبي يغفو وينهد من قسوة البعد الذي يفصل بيننا ..

انه حزن لانهاية له .

شيماء ..

لازالت اثواب الغربة

تقضم سنين عمري ..

تلبس كياني ..

تفيض اوهاما وظنونا ..

وابقى في غربتي وحيدا ..

انزف حد الموت ألمي

ابحث عن وجهك الدافئ في لحظات البعد والغربة ..

اهمس بأسمك .....

اناديك .. !!

**   **   **

*شيماء ابنة اختي التي فقدت والدها في الحرب القذرة ( الايرانية – العراقية ) وكان عمرها آنذاك لايتجاوز 3 سنوات.

 بلغراد – صربيا والجبل الاسود

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 24  /كانون الثاني/2006 - 23/ذي الحجة/1426