العائلة الحاكمة في الكويت تختار رئيس الوزراء لتولي منصب امير البلاد

افاد مصدر بارز في العائلة الحاكمة في الكويت لوكالة فرانس برس الجمعة ان غالبية افراد هذه العائلة اختارت رئيس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الصباح ليتولى منصب امير جديد للبلاد ليحل محل الامير الحالي المريض.

من ناحيتها افادت وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان "عددا كبيرا من ابناء اسرة آل الصباح (..) جددوا لسموه (الشيخ صباح) الثقة التي اولاها اياه صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح امير البلاد الراحل (..) وناشدوا سموه القيام بمسؤولياته لمواصلة قيادة مسيرة الخير المباركة للوطن العزيز الكويت".

واضافت الوكالة ان الشيخ صباح اكد "عزمه على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة".

ويحتدم جدل سياسي في هذه الدولة الغنية بالنفط منذ التقارير حول عدم قدرة الشيخ سعد العبد الله الصباح (75 عاما) الذي من المقرر ان يتولى امارة البلاد على اداء اليمين الدستورية بسبب سوء حالته الصحية.

وذكر المصدر في العائلة الحاكمة الذي طلب عدم الكشف عن هويته "ان الغالبية العظمى من افراد العائلة الحاكمة حضروا صباح الجمعة الى منزل الشيخ صباح الاحمد الصباح واعربوا عن ثقتهم التامة به ليصبح الامير الجديد نظرا للحالة الصحية" للشيخ سعد العبد الله الصباح.

واضاف المصدر نفسه ان "الشيخ صباح وافق على طلبهم" خلال هذا الاجتماع الذي حضرته غالبية افراد الاسرة الحاكمة بكافة اجنحتها ومن بينهم اعضاء بارزون من جناح السالم الذي يتحدر منه الشيخ سعد.

ونودي بالشيخ سعد اميرا جديدا للبلاد الاحد عقب وفاة امير الكويت السابق الشيخ جابر الاحمد الصباح. غير انه يعاني من مشاكل صحية جدية منذ اجراء عملية له في القولون عام 1997.

ولم يتضح بعد ما اذا كان الشيخ سعد سيتنحى عن منصبه طوعا. وفي حالة تنحيه سينادى بالشيخ الصباح اميرا للبلاد واذا لم يتنح فينص الدستور و"قانون توارث الامارة" لعام 1964 على ان يرفع مجلس الوزراء امر مرض الامير سعد الى البرلمان الذي يجب ان يصوت بغالبية الثلثين لاعلان منصب الامير خاليا.

وبعد ذلك ينادى بامير جديد يصبح اميرا من الناحية القانونية بعد اداء القسم امام البرلمان.

وقد اثيرت مسألة الخلافة على الامارة بسبب وضع الشيخ سعد الصحي الذي قالت التقارير انه غير قادر على قراءة اليمين الدستورية امام البرلمان.

واقترح عدد من النواب في اجتماع غير رسمي الاثنين اختصار القسم الا ان نوابا اخرين اصروا على قراءة القسم بكامله.

وعقدت العائلة الحاكمة سلسلة من الاجتماعات خلال الايام القليلة الماضية في محاولة لتسوية الخلافات الا انها فشلت في التوصل الى قرار نهائي حتى مساء الخميس عندما اقترح نواب بارزون ان يصبح الشيخ صباح اميرا جديدا.

وفي خطوة نادرة حثت صحيفة "القبس" الليبرالية الشيخ سعد الجمعة على تقديم "التضحية" للكويت بالتخلي عن منصبه.

وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي على صدر صفحتها الاولى "انها مناسبة الان لكي نتوجه الى سمو الامير الشيخ سعد (...) لان يكمل اليوم مسيرته في سبيل الكويت فيضحي مرة جديدة من اجلها".

واضافت "وهو لن يتأخر اليوم عن تقديم تضحية اخرى لتجنيب الكويت عقبات وربما ازمات بالاعتذار عن تولي مهام الحكم وتركها لمن هو قادر من ابناء الاسرة الكريمة".

اما صحيفة "الانباء" فجاء في عنوانها الرئيسي "الامانة بيد الامين صباح الاحمد".

ويعتبر الشيخ صباح الاحمد الصباح (76 عاما) سياسيا بارعا عمل وزيرا للخارجية لاربعة عقود قبل ان يعين رئيسا للوزراء عام 2003. ومنذ ذلك الوقت يدير الشؤون اليومية للامارة.

وتمتلك الكويت 10 بالمئة من المخزون العالمي للنفط.

ودستوريا وحده الامير الجديد (75 عاما) يحق له تعيين ولي العهد الا ان المسألة تتم عمليا بالتشاور بين اقطاب آل الصباح. وعلى البرلمان ان يصدق على تعيين ولي العهد الجديد.

اما العائلة الحاكمة فعليها ان تأخذ ايضا في الاعتبار الحفاظ على التوازن بين جناحي العائلة الجابر والسالم اللذين يتناوبان على السلطة ويتقاسمانها منذ 85 عاما.

كذلك على العائلة الحاكمة ان تقرر ما اذا كان يجب فصل منصبي ولي العهد ورئيس الوزراء ام ابقاءهما في شخص واحد كما سرت العادة حتى العام 2003 تاريخ فصل المنصبين للمرة الاولى. الا ان المسألة الاكثر الحاحا فهي ايجاد صيغة ليتمكن الامير الجديد المريض من اداء قسمه امام البرلمان ويتولى تاليا مهامه رسميا.

والقت هذه المسألة بظلالها على الكويت في الايام الاخيرة اذ ان الشيخ سعد الذي ما انفكت صحته تتدهور منذ خضع لجراحة في القولون عام 1997 قد لا يكون قادرا على قراءة القسم الدستوري كاملا (سطران).

واقترح نواب خلال اجتماع غير رسمي للبرلمان الكويتي عقد الاثنين صيغة مختصرة لنص القسم الا ان نوابا اخرين اصروا على ان تتم قراءة القسم كاملا احتراما للدستور. وصدرت عن الخبراء الدستوريين اراء متناقضة اذ شدد بعضهم على ضرورة احترام نص القسم فيما رأى اخرون انه يمكن اختصار هذا النص نظرا لوضع الامير الصحي.

وطالب التحالف الوطني الديموقراطي (معارضة ليبرالية) "بضرورة التمسك بوحدة الصف الوطني والانتصار للنهج الدستوري والديموقراطي (..) لان في ذلك ضمانا للامن والاستقرار".

وفتحت معظم المحلات التجارية ابوابها اليوم الاربعاء بعد ثلاثة ايام من الحداد الا ان بورصة الكويت ما زالت مغلقة ولن تفتح ابوابها قبل السبت.

وتمتلك الكويت عشرة بالمئة من الاحتياطي النفطي العالمي وتنتج 2,6 مليون برميل من النفط يوميا.

وعاشت الكويت هذه الايام اشاعات لا نهاية لها عن حلول اتخذت لإنهاء الأزمة ومناصب عليا تم توزيعها، لكن مصادر مطلعة نفت لـ «الحياة» وجود اتفاق بعد على أي حل. وقالت انه من المبكر جداً الحديث عن توزيع مناصب وحقائب وزارية. وكان اجتماعان عقدهما أقطاب الأسرة صباح ومساء الاربعاء اخفقا في الوصول الى أي اتفاق مما حدا بعشرات من أبناء من الشيوخ من ذرية الشيخ مبارك الكبير (توفي في 1915 وينحصر حق الإمارة في ذريته) الى الاجتماع ليلاً في قصر «سلوى» وطرح فكرة كتابة مذكرة موجهة الى مجلس الوزراء تطلب إعفاء الامير الشيخ سعد من هذا المنصب بسبب الوضع الصحي الصعب الذي يعاني منه والذي قد يحول دون قدرته على الوفاء بمتطلبات الإمارة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 22 /كانون الثاني/2006 - 21/ذي الحجة/1426