انعقاد مؤتمر المغتربين العراقيين في بريطانيا بحضور وزيرة المهجرين

كتب محمد الوادي: أنعقد بمدينة مانشستر في المملكة المتحدة في 14 – 15 كانون الثاني المؤتمر الاول للمغتربين العراقيين في اوربا , برعاية السيد رئيس الوزراء الدكتور ابراهيم الجعفري وبحضور السيدة سهيلة عبد جعفر وزير المهجرين والمهاجرين ,والدكتور صباح غفوري المستشار في مكتب مجلس الوزراء والسيد علي البياتي مستشار السفير العراقي في العاصمة البريطانية لندن .

وحضر المؤتمر الكثير من الكفاءات والاساتذة  والكتاب والشعراء والادباء والباحثيين واعضاء منظمات العمل المدني والمستثمريين العراقيين في اوربا.

وكان لحضور السيدة الوزيرة جلسات المؤتمر ومشاركتها في النقاش حول المحاور والاسئلة المطروحة أثر كبير في نجاح هذا المؤتمر , وبث روح الامل والتطلع نحو الافضل في نفوس الحضور لعراق جديد يسوده المحبة والتفاهم بعيدا عن الاقصاء والتغييب .

 وقد اثبتت الوزيرة عمليآ ومن خلال التجربة الحية والمباشرة في المؤتمر أيمانها وتطيبقها لهذه المبادئ النبيلة فعلا  وقولا , وذلك عندما نهض احد الحضور وبدأ بتوجيه النقد العنيف وبصوت عالي الى ادارة وتركيبة المؤتمر !! فلم تقاطعه ولم تجيب عليه بنفس المستوى من الصوت والتصرف بل انها استوعبت الامور بكل حكمة ومستوى رفيع من المسؤولية واجابت عليه بهدوء وأدب كبير نال استحسان واحترام كل الحضور واعطى صورة ناصعة وكبيرة عن المسئولين في الحكومة العراقية الوطنية المنتخبة , لكن لابد من الاشارة الى وجود البعض من العراقيين الذي مازال عاجز عن التمييز بين " الديمقراطية وحرية الرأي وبين الانفلات والتهور في اطلاق المفردات غير العلمية والمنطقية " !! مما استحق التذمر والنقد من المؤتمرين.

لم تكن هجرة العراقيين من بلدهم نزهة او سياحة بل كانت هجرة قسرية بكل المفاهيم الاجتماعية والدولية , وان اختلفت اسباب  هذه الهجرة مابين اجتماعية او اقتصادية او سياسية او معيشية , كل هذه الامور لم تكن لتحدث في بلد مثل العراق وتقاليد شعبه المعروفة في التمسك وحب الوطن والارض , لولا وجود نظام ديكتاتوري وجاهل يتخذ من اقصاء الاخر واستهداف الكفاءات منهجا مبرمجا لعمله مدعوما بكل امكانيات وادوات السلطة البوليسية القاسية.

لذلك كانت فكرة انعقاد هذا المؤتمر خطوة متقدمة في العراق الجديد نحو ايجاد العناصر العملية للتقارب والالتقاء بين عراقي المهجر واهلهم ووطنهم في الداخل . حيث اندفع المغتربين في اوربا بتقديم دراساتهم وبحوثهم المفصلة والطموحة , لاجل خدمة بلدهم وتعزيز الاواصر المتينة معه , وكذلك لعرض كل خبراتهم العلمية والعملية للمساهمة في بناء الوطن و لتعزيز هذه التجربة الديمقراطية الفريدة في تاريخ العراق الطويل . ولقد تم طرح الكثير من المحاور المهمة للمناقشة مثل دور المرأة العراقية وتأسيس هيئة شؤون المغتربين وكذلك بناء أسس علمية لتثبيت حقوق المغتربين مع بلدهم وايضا تم طرح مشروع أهمية تأسيس صندوق مالي واستثماري للمغتربين وضرورة بناء حلقات تواصل اعلامي وثقافي وفني ورياضي بين المغتربيين ووطنهم ومواضيع اخرى كثيرة.

 وقد ادار هذه الجلسات أكادميين لامعين ومحترمين مثل الدكتور عباس العلوي والدكتور غانم جواد والدكتور الطلباني .

واذا كان البعض يرى الامور من زاويته الخاصة ونظرته الضيقه في انتقاده لفكرة المؤتمر او في نقد بعض السلبيات , فان مثل هذه الامور ممكن اخذها بنظر الاعتبار وان بطبيعة الحال الذي يعمل لابد ان يخطأ  , وهي ان وجدت هذه الاخطاء تبقى صغيرة امام هذا الانجاز الكبير للمغتربيين العراقيين مع بلدهم , وايضآ امام الجهد الكبير والمميز الذي بذلته اللجنة المكلفة بادارة المؤتمر  والمتكونة من السادة رياحين الجلبي وفلاح البغدادي ونزار الخير الله والذين اجزم للامانة انهم لم ياخذوا قسط كافي من الراحة والنوم خلال ايام انعقاد المؤتمر لحرصهم الكبير في انجاح هذه التجربة الرائدة والمتميزة في العراق الجديد ونفس الشيء ينطبق على كل كوادر ووفد وزارة المهجرين والمهاجرين القادمين من بغداد . وايضأ من العلامات البارزة في هذا المؤتمر هو تكريم السيدة الوزيرة لاحد الاشخاص الاكادميين العراقيين المبدعيين والذي نال على وسام عالي من ملكة بريطانيا .وكانت الاشارة الى المحنة الصحية للاديب والشاعر العراقي المبدع عبد الآله الصائغ في احدى الجلسات ومطالبة الحكومة بوقفة جدية معه وقفة تستحق الاحترام والتقدير .

انتهى المؤتمر ولم تنتهي معه الامال والطموحات الكبيرة لعراقي المهجر مع بلدهم ووطنهم الكبير العراق الذي يتسع ويحتوي الجميع دون استثناء ولايمكن لاحد ان يحتوي كل العراق بل العراق يحتوي الجميع , وهذه بالضبط هي الرسالة الكبيرة والنبيلة التي حاول المؤتمرين ارسالها الى كل العراقيين في الداخل والخارج دون استثناء او عزل الا الى الذين اتخذوا من دماء الابرياء طريقآ خائبآ للوصول الى اهدافهم الدنيئة المشبوهة والمرفوضة , فلقد عاد العراق الى اهله الحقيقين الطيبين بكل طوائفهم وقومياتهم ولارجعة بعد الان الى عصور الظلام والقهر والتشريد والاقصاء , انتهى عصر الاصنام والظلم والتفرقة وحل مكانه عصر الخير والديمقراطية والوحدة الوطنية الحقيقية , وماهذا المؤتمر الاخطوة كبيرة ومتقدمة في العراق الجديد .

 من جهة اخرى وبالتنسيق بين السفارة العراقية في لندن ومؤسسة الإمام الخوئي عقدت السيدة سهيلة عبد جعفر وزيرة الهجرة  والمهجرين والوفد المرافق لها لقاء مع مجموعة من ممثلي الجالية العراقية في لندن للحديث حول زيارتها للندن المتعلقة بعقد مؤتمر المغتربين العراقيين في مدينة مانجستر وبعض شؤون الجالية العراقية فيما يتعلق بوضع المغتربين العراقيين من مهجرين ومهاجرين .

وقد ابتدأت السيدة الوزيرة اللقاء بالتعريف بنفسها ووزارتها وحداثة نشؤوها وما تم انجازه لحد هذه الفترة ناهيك عن المعوقات في عملها والتي لخصتها بقلة التخصيصات المالية من قبل الحكومة وصعوبة اتخاذ القرارات بسبب وجود حالة بيروقراطية مؤثرة وتشتت مراكز القوة في الوزارة واكدت ان زيارتها كانت للمشاركة في عقد مؤتمر المغتربين العراقيين في بريطانيا في مدينة مانجستر و الذي تحاول وزارة المهجرين والمهاجرين الى تحويلة  الى مؤتمر دوري يعقد في كل سنة او اكثر بسبب الوجود المليوني للمغتربين عن العراق في ارجاء المعمورة مما يستدعي من الوزارة التعاطي معهم من خلال مؤتمر عام دوري يمكن من خلاله التعرف على مشاكلهم خارجيا ومتطلباتهم داخليا والسعي الحثيث من اجل المساهمة في حلها وتذليل العقبات امامها .

هذا وقد دار في اللقاء نقاش استمر لاكثر من ساعتين قسم بين قضية الجنسية والتجنيس ومشاكل المغرتبين مع السفارات العراقية والمطالبة بوجود ممثل للوزارة في كل سفارة وهذا ما اكدته السيدة سهيلة عبد جعفر من ان مجلس الوزارء قد صادق على وجود ممثل لوزارة الهجرة والمهجرين في كل سفارة عراقية مهمته التعاطي مع شؤون المغتربين ضمن نطاق عمل الوزارة و القسم الثاني من الحديث في اللقاء قد انصب على مؤتمر المغتربين العراقيين وقد نوقشت قضايا كثيرة حول الموضوع وقدمت اعتراضات واقتراحات امام السيدة الوزيرة والوفد المرافق لها وقد ختم اللقاء بدعوة مؤسسة الإمام الخوئي ضيوفها لتناول طعام العشاء على شرف حضور الوزيرة وممثلي الجالية العراقية الذين دعتهم السفارة العراقيية للحضور وكانوا مقسمين بين من يمثل منظمات المجتمع المدني او الاحزاب العراقية او بعض الهيئات الاجتماعية والمهتمين بالشأن العراقي العام في بريطانيا .

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 20/كانون الثاني/2006 - 19/ذي الحجة/1426